ارتفاع النفط وانخفاض الذهب عالمياً بعد اتفاق أمريكا والصين

شهدت الأسواق العالمية تحولات ملحوظة، اليوم الإثنين، حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 3% في التعاملات الآسيوية، بينما تراجعت أسعار الذهب بنسبة 3%، وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق جديد لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين.

النفط يسجل مكاسب قوية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.11 دولار، أي بنسبة 3.3%، لتصل إلى 64.14 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.12 دولار، أو 3.47%، إلى 63.14 دولارًا للبرميل.

جاء هذا الصعود بعد إعلان مشترك من واشنطن وبكين، عقب محادثات جرت في جنيف خلال عطلة نهاية الأسبوع، يفيد بتعليق 24% من الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يومًا. 

وهو ما رفع من معنويات الأسواق وزاد من التوقعات بانفراجة في النزاع التجاري الذي دام سنوات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقد ارتفعت أسعار النفط أيضًا بأكثر من 4% خلال الأسبوع الماضي، مسجلة أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل، بعد تحسن في توقعات التجارة العالمية إثر اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

رغم هذه الأنباء الإيجابية، أشار توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة فوجيتومي للأوراق المالية، إلى أن خطط "أوبك+" لزيادة الإنتاج في مايو ويونيو قد تحدّ من مكاسب الأسعار.

ومع ذلك، أظهر مسح لوكالة "رويترز" أن إنتاج أوبك سجل تراجعًا طفيفًا في أبريل.

وفي سياق متصل، انتهت جولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني في سلطنة عمان دون اتفاق نهائي، وسط استمرار طهران في أنشطة تخصيب اليورانيوم، مما يضيف مزيدًا من الضبابية بشأن الإمدادات النفطية العالمية.

الذهب يتراجع مع انخفاض التوترات

في المقابل، انخفضت أسعار الذهب بنسبة 3% لتصل إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع، حيث سجل الذهب الفوري 3,224.34 دولارًا للأونصة، في حين تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 3.5% إلى 3,228.10 دولار.

وعزا المحللون هذا الهبوط إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، نتيجة للانفراجة في النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، مما عزز قوة الدولار الأمريكي الذي ارتفع بأكثر من 1%، وجعل الذهب أكثر كلفة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.

قال جيوفاني ستاونوفو، المحلل في بنك UBS: "خفض التوترات بين بكين وواشنطن قلل من الإقبال على الذهب كأصل آمن، لكن الأسعار قد تبقى متقلبة على المدى القصير".

من جهته، رجح جيجار تريفيدي، المحلل في "ريلاينس سيكيوريتيز"، أن "الذهب قد يتراجع إلى 3,200 دولار للأونصة، بفعل توقعات ارتفاع الدولار وتراجع المخاطر الجيوسياسية".

وتترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الثلاثاء، كمؤشر جديد على مسار السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.

معادن أخرى تتراجع

إلى جانب الذهب، تراجعت الفضة بنسبة 2.3% لتصل إلى 31.96 دولارًا للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 1.2% إلى 983.44 دولارًا، فيما فقد البلاديوم 0.9% ليسجل 967.35 دولارًا.