عقب صلاة الجمعة.. قتيل ومصاب في إطلاق نار قرب مسجد في السويد

قتل شخص في إطلاق نار اليوم الجمعة (15 أغسطس/آب 2025) قرب مسجد في مدينة أوريبرو السويدية، وفق ما أفادت الشرطة، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصاً آخر تعرض لإطلاق نار لدى مغادرته المسجد، مضيفة أنها تشتبه في أن الحادثة مرتبطة بعصابات متناحرة.

ونقل التلفزيون السويدي (إس.في.تي) عن شاهد قوله إن شخصاً تعرض لإطلاق النار بعد وقت قصير من مغادرته المسجد عقب صلاة الجمعة. وقالت الشرطة إن رجلا "يبلغ 25 عاما تقريباً" توفي متأثراً بجروحه، ولم تقدم تفاصيل حول وضع الشخص المصاب.

وذكر متحدث باسم الشرطة لرويترز أن الرجلين نُقلا إلى المستشفى. وأضافت الشرطة أن السلطات تحقق في الهجوم باعتباره محاولة قتل، وأنها تبحث عن مشتبه به لكنها لم تعتقل أي شخص بعد.

ولم تقدم الشرطة أي تفاصيل حول ملابسات إطلاق النار، لكنها دعت الناس إلى الابتعاد عن موقع الحادثة فيما تلاحق مُطلق النار. وقال الناطق باسم الشرطة أندرز دالمان لوكالة فرانس برس: "نحن حالياً نلاحق الجاني أو الجناة بشكل نشط (...) ونقوم باستجواب شهود ونجري تحقيقات". وجاء في بيان على موقع الشرطة السويدية بأنها "فتحت تحقيقاً أولياً في محاولة قتل. أصيب شخصان على صلة بإطلاق النار بجروح".

تفاصيل الواقعة

وذكر الإعلام المحلي أن إطلاق النار وقع أثناء مغادرة الناس المسجد بعد صلاة الجمعة، وقد أثار حالة من الهلع دفع بالموجودين إلى الفرار من الموقع.

وقال أحد الشهود لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويدية (إس في تي) إنه كان يقف على مسافة أمتار قليلة من أحد الرجلين اللذين أطلقت النار عليهما. وأضاف الشاهد الذي لم يكشف عن اسمه "كان في طريقه للخروج من المسجد. ثم جاء رجل آخر وأطلق أربع أو خمس رصاصات".

وقال الناطق باسم الشرطة لارس هيديلين لصحيفة "أفتونبلاديت" إن إطلاق النار كان على الأرجح "حادثاً معزولاً" ولم يكن يستهدف المسجد.
وكانت الشرطة في البداية أعلنت أنها فتحت تحقيقاً أولياً في محاولة قتل، قبل أن يتغير إلى جريمة قتل بعد وفاة الرجل.

أزمة بسبب العصابات

وتعاني السويد من موجة من أعمال العنف المرتبطة بالعصابات منذ أكثر من عقد. وقال محققون إن إطلاق النار الأحدث قد يكون في الإطار نفسه. وقالت الشرطة في بيان دون الخوض في تفاصيل "بناء على الوضع الحالي فيما يتعلق بإطلاق النار في أوريبرو، يعتقد أن الواقعة مرتبطة بشبكات إجرامية".

وتنخرط شبكات إجرامية في تجارة المخدرات والأسلحة والاحتيال على نظام الرعاية الاجتماعية، مع وقوع حوادث إطلاق نار وتفجيرات منتظمة في البلاد في السنوات الأخيرة.

وتقول الشرطة إن قادة الشبكات الإجرامية ينشطون بشكل متزايد من الخارج، وهم ينظمون جرائم قتل وهجمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيرا ما يجنّدون أطفالا دون سن المسؤولية الجنائية لتنفيذ الهجمات.

وأفادت قاعدة بيانات "ستاتيستا" الدولية بأن السويد احتلت المرتبة الثالثة من ناحية عدد من جرائم القتل التي تنطوي على أسلحة نارية لكل 100 ألف نسمة في أوروبا عام 2022، بعد مونتينيغرو وألبانيا.

وتظهر بيانات المجلس الوطني للوقاية من الجريمة في السويد أنه في حين انخفضت حوادث إطلاق النار منذ عام 2022 حين بلغت ذروتها، فقد ازداد عدد الانفجارات.

حادثة قتل جماعي سابقة في مدينة أوريبرو

وشهدت مدينة أوريبرو حادثة إطلاق نار في مدرسة في فبراير/شباط 2025 الماضي أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، بمن فيهم الجاني، وكان الضحايا طلاباً ومعلمين في المدينة الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر غربي ستوكهولم، في أسوأ هجوم مسلح تشهده السويد من حيث عدد القتلى. وكان من بين ضحايا حادث إطلاق النار في مدينة أوريبرو السويدية في ذلك الوقت مواطنون سوريون، بحسب ما أعلنت السفارة السورية في السويد.

وكان الجاني في إطلاق النار في فبراير/شباط طالباً سابقاً انتحر أيضاً خلال تلك الأحداث، ولم تكن تربطه صلة بعصابات إجرامية. ولم يجد المحققون أي دافع واضح في تلك القضية.

تحرير: عماد حسن