4 من أبرز شعراء المملكة العربية السُّعودية وأجمل قصائدهم

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الأربعاء، 03 يناير 2024

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
5 من أبرز مشاهير موقع سناب شات في المملكة العربية السعودية
عدد سكان المملكة العربية السعودية
سعود المعجب أول نائب عام في المملكة العربية السعودية

كان الشِّعر في المملكة العربية السُّعودية جزءاً من معركة التأسيس التي خاضها حكَّام المملكة خلال مراحل عديدة، لذلك سنجد لشعر المديح والشِّعر الوطني جزءاً كبيراً من اهتمامات شعراء السُّعودية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

لكن هذا لم يمنع من انفتاح آفاق مختلفة أمام الشُّعراء السُّعوديين وتطور قصيدة الشَّاعر السُّعودي بالتزامن مع تطور القصيدة العربية من حيث الشَّكل والمضمون، كما سنرى من خلال التعرف على أبرز شعراء المملكة وأبرز قصائدهم.

كان الشاعر السُّعودي ابن عثيمين شاعراً مدَّاحاً بامتياز

هو محمَّد بن عبد الله بن عثيمين المولود في قرية السّلمية من نجد في عام 1854، قضى حياته متنقلاً بين قطر والبحرين والمملكة حتَّى استقر أخيراً في الرِّياض وتوفي فيها سنة 1944.

ويعتبر ابن عثيمين شاعراً مدَّاحاً سخَّر شعره لمديح الملوك والأمراء وخاصَّة الملك المؤسس للمملكة العربية السُّعودية الحديثة الملك عبد العزيز.

ومن أبيات ابن عثيمين في مديح الملك عبد العزيز قوله:

عبدُ العزيزِ الذي ذلَّت لسَطوتهِ شوسُ الجَبابرِ مِن عجمٍ ومِن عربِ

ليثُ اللُيوثِ أَخو الهيجاءِ مِسعَرُها السَّيِّدُ المنجبُ ابنُ السَّادَةِ النُجُبِ

قومٌ همُ زِينَةُ الدُّنيا وبهجَتُها وَهُم لَها عمدٌ ممدودَةٌ الطنُبِ

لكِنَّ شمسَ مُلوكِ الأرضِ قاطِبَةً عبدُ العزيزِ بلا مينٍ ولا كَذِبِ

كما قال ابن عثيمين يمدح الملك عبد العزيز أيضاً:

لا يبلغُ المجدَ إِلَّا مَن تَكونُ لهُ نفسٌ تتوقُ إِلى ما دونهُ الشُّهبُ

جوداً وبأساً وعفواً عندَ مقدِرَةٍ وخفضَ جأشٍ إِذا ما اشتدَّتِ النوبُ

وجحفلاً تستخِفُّ الأرضَ وطأتُهُ تخرُّ للخَيلِ فيهِ الأُكمُ والحَدبُ

للَّهِ سعيُ إِمامِ المُسلِمينَ فقدْ حوى الخِصالَ التي تَسمو بِها الرُّتَبُ

ما قلتهُ قطرةٌ مِن بَحرِ هِمَّتهِ هَيهاتَ يُحصِي ثَناهُ النَّظمُ والخُطبُ

لابن العثيمين قصائد قليلة في مواضيع أخرى، منها قصيدة كتبها في حال المسلمين ويبكي فيها علماءهم الأوائل:

ونُحْ على العِلمِ نَوْحَ الثَّاكلاتِ وقُلْ والَهْفَ نَفسِي على أَهلٍ لَهُ قُبِروا

الثَّابتينَ عَلى الإيمَانِ جُهدهمُ والصَّادقينَ فَمَا مَانوا ولا خَتَروا (خَتَرَتْ نفسه: أي فَسُدَتْ وخَبُثَتْ)

الصَّادِعينَ بِأَمرِ اللهِ لو سَخطوا أهلُ البسيطةِ ما بَالوا وَلو كَثُروا

والسَّالكينَ على نَهجِ الرَّسولِ على ما قَرَّرت محكمُ الآياتِ والسوَرُ

والعَادلينَ عَن الدُّنيا وزهرَتِها والآمرينَ بخيرٍ بعدَ ما ائتُمِروا

لمْ يجعَلوا سُلَّما للمالِ عِلمَهُمُ بَل نَزَّهوهُ فلمْ يعلُق بهِ وَضَرُ

فحيَّ أهلاً بهِم أهلاً بِذِكرهِمُ الطَّيبينَ ثناءً أينما ذُكِروا

أَشخاصهُم تحتَ أطباقِ الثَّرى وهُم كأنَّهم بينَ أَهلِ العِلْمِ قَدْ نُشِروا

هَذي المَكارمُ لا تَزويقُ أبنِيةٍ ولا الشُفوفُ التي تُكسَى بها الجُدُرُ

وابكِ عَلى العَلَمِ الفَردِ الذي حَسُنَتْ بذكرِ أفعالهِ الأخبارُ والسِّيَرُ

مَن لم يُبالِ بحقِّ اللهِ لائِمَةً ولا يُحابي أمراءً في خدِّهِ صَعَرُ

بَحرٌ مِن العِلْمِ قدْ فاضَتْ جَداوِلهُ أضحى وقدْ ضمَّهُ في بطنهِ المَدرُ (المَدَر: الطين  اللَّزج)

الشَّاعر السُّعودي علي الجشي كان فقيهاً وقاضياً

ولد الشاعر السُّعودي علي الجشي في القطيف عام 1878، تنقل بين القطيف والنَّجف حتَّى نال إجازة بالفقه والاجتهاد، ثم عاد إلى مدينته وعمل في القضاء حتًى وفاته في عام 1947.

معظم ما نظمه الجشي كان في مديح النبي محمد ﷺ ومديح آل بيته ورثائهم، ومما قاله الجشي في المدائح:

كلُّ فَضلِ للأنبياءِ لطه ولَهُ غير ما حَوتْ أنبياها

هو شَمسٌ والأنبياءُ بُدورٌ ومِن الشَّمسِ تَستَمِدُ ضِياهَا

واصطَفَاهُ الإلهُ إذْ لا سَماءٌ لا ولا أرضٌ ربُّها ما دَحاهَا (دحى الله الأرض: بسطها سعها)

وفي مديح آل بيت النبيِّ محمَّد ﷺ يقول علي الجشي:

دَمعُ عَينِي لمْ يَزلْ في انسِكابِ لفراقِي مَعاشِرَ الأحبَابِ

لمْ أزلْ سَاهِراً لفَرطِ شُجونٍ وهمومٍ تراكَمتْ كالسَّحابِ

إنْ أتَى اللَّيلُ قُلتٌ يا لَيلُ مَهلاً لا تَرعني بفُرقةٍ وذَهابِ

إنِّني إنْ خَلوتُ فِيكَ بنَفسِي أتسلَّى بزَفرَةٍ وانتِحابِ

فمتَى تَنجلي الهُمومُ بلُقِيا أهلِ ودي سُلالَة الأطيابِ

صَاحُ إنْ جِئتَ يَثرِباً فتطلَّع في رُباها وامرر بتِلكَ الشِّعابِ

وترجَّل هنالكم واخلعْ النَّعلَ خضوعاً، والثمْ ثَرَى الأعتَابِ

واسقِ تلكَ العِرَاصَ مِن مُزنِ عَينٍ هَطلَتْ مِن جَوى النَّوى كالسَّحابِ

واسأل القَاطنينَ عَن خيرِ قَومٍ حُملوا في الأرحَامِ والأصْلابِ

الشَّاعر السَّفير غازي بن عبد الرَّحمن القصيبي

ولد غازي القصيبي في الأحساء عام 1940، وحصل على إجازة في القانون من جامعة القاهرة في مطلع الستينيات، ثمَّ تابع دراساته في الولايات المتحدة الأمريكية، كما حاز على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة لندن في عام 1970.

شغل القصيبي مناصب عدَّة في حكومة المملكة العربية السُّعودية أبرزها وزيراً للصِّناعة ووزيراً للصِّحة ووزيراً للعمل، كما مثَّل المملكة سفيراً في البحرين وفي بريطانيا.

توفي القصيبي صيف عام 2010 تاركاً وراءه إرثاً أدبياً كبيراً فضلاً عن إنجازاته في الوزارات التي شغلها وفي السِّلك الدبلوماسي السُّعودي، كما لم تقتصر مؤلفات القصيبي على الشِعر وحده، فله العديد من الروايات والكتب والأبحاث.

ومن أجمل قصائد غازي القصيبي قصيدته التي كتبها على لِسان المتنبي لسيف الدَّولة وهو يقصد بها نفسه، ويقال أنَها سببت له مشكِلة مع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود:

بَينِي وبَينَكَ ألفُ واشٍ يَنعبُ فعَلامَ أُسهِبُ في الغِناءِ وأُطنِبُ

صَوتي يَضيعُ ولا تُحسُّ برجعِهِ ولّقدْ عَهدتُكَ حِينَ أُنشِدُ تطرَبُ

وأراكَ مَا بينَ الجموعِ فلا أرَى تلكَ البَشاشة في المَلامِحِ تَعشبُ

وتمرُّ عينُكَ بِي وتَهرعُ مثلَمَا عبَرَ الغَريبُ مروعاً يتوثَّبُ

بَيني وبَينَكَ ألفُ واشٍ يَكذِبُ وتَظَلُّ تسمَعهُ ولَستَ تُكْذِّبُ

خَدعوا فأعجَبَكَ الخِداعُ ولمْ تكنْ مِن قبلُ بالزَّيفِ المعطَّرِ تُعجَبُ

سُبحانَ مَن جَعلَ القُلوبَ خَزائناً لمشاعِرٍ لما تزل تَتقلَّبُ

قُلْ للوشاةِ أتيتُ أرفعُ رَايتِي البَيضاءَ فاسعوا في أديمي واضرِبوا

هَذي المعَاركُ لستُ أحسِنُ خَوضَها مَن ذا يُحاربُ والغَريمُ الثَّعلبُ

ومَن المُناضِلُ والسِّلاحُ دسيسَةٌ ومَن المكافِحُ والعدوُّ العَقربُ

تأبى الرُّجولةُ أنْ تُدنِّسَ سَيفَها قدْ يَغلِبُ المِقدامُ سَاعَةَ يُغْلَبُ

في الفَجرِ تحتَضِنُ القِفارُ رَواحِلي والحُرُّ حينَ يَرى المَلالة يَهربُ

والقَفرُ أكرمُ لا يفيضُ عَطاؤهُ حيناً؛ ويُصغي للوشاةِ فينضبُ

والقَفرُ أصدقُ مِن خليلٍ ودُّهُ متغيِّرٌ، متلوِّنٌ، متذبذِبُ

سأصبُّ في سَمعِ الرِّياحِ قصَائدِي لا أرتجي غَنماً ولا أتكسَّبُ

وأصوغُ في شفةِ السَّرابِ ملاحِمي إن السَّرابَ مع الكرامةِ يُشرَبُ

أزفُّ الفراقَ فهل أودِّعُ صَامتاً أمْ أنتَ مُصغٍ للعتابِ فأعتَبُ

هيهات ما أحيا العِتابُ مودَّةٌ تُغتالُ أو صد الصدود تقربُ

يا سيدي في القلبِ جُرحٌ مُثقلٌ بالحُبِّ يلمسه الحَنينُ فيسكبُ

يا سيدي والظُّلمُ غيرُ محبَّبٍ أما وقدْ أرضاكَ فهو مُحبَّبُ

ستُقالُ فيكَ قصائدٌ مأجورةٌ فالمادحونَ الجائعونَ تأهبوا

دَعوى الوِدادِ تَجولُ فوقَ شِفاهِهم أمَّا القُلوبُ فجالَ فيها أشعَبُ

لا يستَوي قَلمٌ يباعُ ويُشترَى وبراعة بدمِ المحاجِرِ تُكتَبُ

أنا شاعرٌ الدُّنيا تبطن ظهرَها شِعري يشرقُ عبرَها ويَغربُ

أنا شاعرٌ الأفلاكُ كلُّ كليمه مِني  على شَفقِ الخُلودِ تَلهبُ

وكان الدكتور غازي القصيبي قاسياً على العرب في شِعره، فغالباً ما صوَّر تخاذلهم كما في قصيدته (بيبي نتنياهو) أو كما في قصيدته (نحن مع السَّلام) التي يقول فيها:

نحنُ مع السَّلام... نحنُ مع السَّلام!

يذبحنا شارونُ كالأغنامْ، يشتمنا الحاخامْ

يصدّ عنَّا عمُّنا الحَنونُ سَامْ

ويرقب العَالمُ ما يجري لنا كأنَّه فيلمٌ مِن الأفلامْ

ونحن دون خلق الله كُلّهمْ... حَمامةُ السَّلامْ

من قمَّةٍ لقمَّةٍ، لقمَّة نصرخ بانتظامْ

نحنُ مع السَّلام!!

من محفلٍ لمحفلٍ... لمحفلٍ نذكِّرُ الأنامْ:

نحنُ مع السَّلامْ

.........

نَدعو على "حماس" في الظَّلامْ

ونستَعيذُ بالحَاخامِ مِن شُرورِ "حِزب الله"

مِن حِقدهِ المميتِ، وغلطةِ التَّوقيت

كلُّ الصَّواريخِ التي نَملِكُها تؤمنُ بالسَّلامْ

مخزوننا قنابِلُ ذكية تؤمنُ بالسَّلامْ

جيوشنا كشَّافةٌ تهتفُ للسَّلامْ

أمجادُنا القَوميَّةُ قامتْ على السَّلامْ

بورِكتِ في الأيَّامِ يا أمَّة السَّلامْ.

...........

يا طُغمَة "الليكود" من تتلمذْتُم على هِتلر في صِناعةِ الإجرامْ

شارونُ يا أقذرَ مَن تقيأته أقذرُ الأرحامْ

الكاهن الخسيس يوسف بن عادياء بن إبليس

لا ترهبوا مغبَّة انتقامْ، نحنُ معَ السَّلامْ!!

وذبِّحوا أطفالَنا، نحنُ مع السَّلامْ

ومزِّقوا أوصالنا، نحنُ مع السَّلامْ!

نعيشُ عندما نعيش في سلامْ

نقول: يا سلام، نعيش في سلامْ

نموتُ حينما نموت في سلامْ

نقول: يا سلام، نموت في سلامْ

قصيدة غازي القصيبي برقية عاجلة إلى بلقيس

ألومُ صنعاءَ يا بلقيسُ أمْ عَدنا، أم أمَّةً ضيَّعتْ في أمسها يَزَنا

ألومُ صنعاء (لو صنعاءُ تسمعني) وساكني عدنٍ (لو أرهفت أُذُنا)

وأمّةً عجباً ميلادها يمنٌ، كم قطَّعتْ يمناً كم مزَّقتْ يَمنا

ألومُ نفسيَ يا بلقيسُ ... كنتُ فتى بفتنةِ الوحدَةِ الحَسناءِ مُفتتِنا

بنيتُ صَرحاً من الأوهامِ أسكنهُ فكانَ قَبراً نتاج الوهمِ لا سَكَنا

وصغتُ من وَهَج الأحلام لي مُدناً واليومَ لا وهجاً أرجو ولا مُدُنا

ألومُ نفسيَ يا بلقيسُ أحسبني كنتُ الذي باغتَ الحَسناءَ، كُنتُ أنا!!

بلقيسُ ! ... يقتتلُ الأقْيالُ فانتدبي إليهم الهُدهُدَ الوَفيَّ بما ائتُمِنا

قولي لهم: أنتمُ في ناظريَّ قَذىً وأنتمُ مَعرضٌ في أضلُعي وضَنَا

قولي لهم: يا رِجالاً ضيعوا وطناً أما من امرأةٍ تستنقذُ الوطَنا

لكن الدكتور غازي القصيبي كان أكثر رقة في مواضع أخرى بعيدة عن السِّياسة:

اشهدي أنَّني كنتُ أول من غاصَ في ناظريك يفتِشُ عن لؤلؤ المستحيلْ

واشهدي.. أنَّني كنتُ أول من ضاعَ في شفتيكِ، وعادَ برائحةِ الزَّنجَبيلْ

واشهدي أنَّني كنتُ أول من كتبَ الشِّعر عَنكِ، وعلَّقه في رؤوسِ النَّخيلْ

قبلَ أنْ يقبلَ الحَشد، أن يكثُرَ الوجد، أن يتملك وجهكِ كلَّ الجرائد...

أن تسحري كلَّ قالٍ وقيلْ

يا لِكولمبس، وحده الآن في اليم يرقبُ والدَّمعُ في صدره

كيفَ يُستعمَرُ الاكتشافُ الجَميلْ!!

كتب الشَّاعر الأمير عبد الله الفيصل الفصحى والشِّعر الشَّعبي

هو عبد الله بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود الابن البكر للملك فيصل بن عبد العزيز، ولد في عام 1921 واهتم بالشِّعر والأدب على الرَّغم من كونه لم يتمَ دراسته، كتب في الشِّعر الفصيح متأثراً بكبار شعراء العربية، كما كتب الشِّعر السُّعودي المحكي.

توفي الأمير الشَّاعر عبد الله الفيصل في أيار/مايو عام 2007، وكان قد شغل خلال حياته مناصب عدَّة أبرزها وزيراً للصَّحة ووزيراً للداخلية، أمَّا عن إرثه الشِّعري فقد قدَّم العديد من القصائد لكبار المغنين في العالم العربي فضلاً عن دواوينه المطبوعة.

ومن بين القصائد التي تم تلحينها للأمير عبد الله الفيصل قصيدة ثورة الشك التي غنتها أم كلثوم:

أكادُ أشكُّ في نَفسِي لأنيّ أكادُ أشكُّ فيكَ وأنتَ مِنِي

يقولُ النَّاسُ أنَّكَ خُنتَ عَهدِي ولَمْ تَحفظْ هوايَ ولمْ تَصنِّي

وأنتَ مُنايَّ أجمعها مَشتْ بي إليكَ خُطى الشَّبابِ المطمئنِّ

وقدْ كانَ الشَّبابُ لغيرِ عودٍ يولّي عن فتى في غيرِ أمنِ

وهَا أنا فاتَني القَدر الموالِي بأحلامِ الشَّبابِ ولم يفتْني

كأنَّ صبايَّ قدْ ردت رواه على جَفني المسهد أو كَأني

يُكذِّبُ فيكَ كلَّ النَّاسِ قلبي وتَسمعُ فيكَ كلَّ النَّاسِ أُذني

وكمْ طافتْ عليَّ ظلالُ شكٍّ أقضَّتْ مضجِعي واستعبَدَتنِي

كأنّي طَافَ بي رَكبُ الليالي يُحدِّثُ عَنكَ في الدُّنيا وعنِّي

على أنيّ أُغالطُ فيكَ سَمعِي وتُبصرُ فيكَ غَيرَ الشَكِّ عَينِي

وما أنا بالمُصدِّقِ فيكَ قولاً ولكنِّي شَقيتُ بحُسنِ ظنّي

وبي مَما يُساوِرُني كَثيرٌ من الشَّجنِ المورِّقِ لا تَدعني

تُعذَّبُ في لَهيبِ الشَّكِّ روحِي وتَشقى بالظُّنونِ وبالتَّمَني

أجِبني إذ سَألتُكَ هَلْ صَحيحٌ حديثُ النَّاسِ، خُنتَ؟ ألمْ تخنِي؟؟

قصيدة غربة الروح للشَّاعِر الأمير عبد الله الفيصل:

غرَّبتي غربةُ المشاعِرِ والروحِ وإنْ عشتُ بينَ أهلي وصَحبِي

أبداً أنشدُ الهَناءَ فألقى حَيثما رحتُ شَقوةَ الحسِّ جَنبي

أزرعُ الودَّ والحَنانَ وأسقي واحَةَ الحبِّ مِن روافِدِ قَلبي

فأرى الشَّكَّ والجحودَ وألقَى ناتِئاتِ الأشواقِ تَملأ دَربِي

شاخَ صَبرِي عَلى الجِراحِ وسَالتْ أدمُع مناحةِ الصَّبرِ تُنبِي

فحبَستُ الأنينَ عَن مسمَعِ النَّاسِ لئلاَّ يطولَ عذلي وعَتبِي

غيرَ أني أحسُ بالمرِّ يزدادُ ويختالُ ماردُ اليأسِ قربيِ

كما كان للشاعر الأمير عبد الله الفيصل وقفة في رثاء أبيه الملك فيصل بعد اغتياله عام 1975، فيقول:

"فيصلي" يا مهنداً ما أحبَّ الغِمدَ يَوماً، ولا ارتوى مِن طماحِ

يا حُساماً في قبضَةِ الحقِّ والإيـمانِ سَلّت شباهُ أعظمُ راحِ

راحُ "عبد العزيز" ملحمةُ العزِّ وأسطورة العُلى والكِفاحِ

كيفَ أرثيكَ يا أبي بالقوافي والقوافي قاصراتُ الجَناحِ

كيفَ أبكيكَ والخُلودُ التقى فيـكَ شَهيداً مجسَّماً للفَلاحِ

ختاماً... ما أوردناه في هذه المادة لم يكن سوى مروراً بأبرز أسماء شعراء العصر الحديث من أبناء المملكة العربية السُّعودية، فالديوان السُّعودي ما زال حافلاً بأسماء كثيرة، والشِّعر السُّعودي ما زال دفّاقاً ومواكباً للتيارات الأدبية والفكرية في العالم العربي.