استقالة إيلون ماسك من حكومة ترامب.. التفاصيل الكاملة
استقال إيلون ماسك من منصبه الاستشاري لدى ترامب وسط انتقادات لمشروع قانون الضرائب والخلافات الداخلية في الحكومة
في تطور مفاجئ، قرر الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، مغادرة منصبه كمستشار خاص في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منهياً فترة قصيرة لكنها حافلة بالتوترات والانتقادات والخلافات داخل أروقة الحكومة.
رحيل إيلون ماسك من حكومة ترامب
أكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز، مساء أمس الأربعاء، أن عملية مغادرة ماسك للإدارة بدأت بشكل رسمي "هذه الليلة"، دون إقامة مراسم توديع أو لقاء مباشر مع الرئيس ترامب، في إشارة إلى طبيعة القرار المتسارعة والداخلية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد أعلن ماسك بنفسه رحيله عبر منشور على منصة "إكس"، شاكراً الرئيس ترامب على منحه فرصة العمل ضمن "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي الجهة التي تولى من خلالها قيادة جهود لتقليص حجم الحكومة وخفض الإنفاق الفيدرالي.
In the coming days, legacy media will try to convince you that President Trump and Elon Musk are no longer friends and that’s why Musk left.
— DogeDesigner (@cb_doge) May 29, 2025
What they won’t tell you is that Elon was a Special Government Employee, limited to 130 days of service and that term ends tomorrow. pic.twitter.com/blNzVm9Gnd
انتقادات لقانون الضرائب تعجّل بالرحيل
جاءت استقالة ماسك بعد يوم واحد فقط من انتقاد علني وجهه لمشروع قانون الضرائب الذي تدعمه إدارة ترامب، واصفاً إياه بأنه "مكلف للغاية" ويقوّض الجهود المبذولة في إعادة هيكلة الحكومة، وهو ما أثار استياء كبار مستشاري البيت الأبيض، خاصة نائب رئيس الأركان ستيفن ميلر، بحسب مصادر مطلعة.
طوال فترة عمله التي امتدت لـ130 يومًا، لم يتردد ماسك في الدخول في صدامات علنية مع عدد من وزراء الحكومة، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير النقل شون دافي، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
كما هاجم مستشار ترامب التجاري، بيتر نافارو، واصفاً إياه بـ"الأحمق"، وهو ما رد عليه نافارو بقوله: "سمعت أسوأ من ذلك".
وعود بتوفير تريليونات
كان ماسك قد وعد خلال الحملة الانتخابية بأن برنامجه الحكومي سيؤدي إلى خفض الإنفاق الفيدرالي بمقدار تريليوني دولار.
إلا أن التقديرات الرسمية لوزارة DOGE تشير إلى توفير نحو 175 مليار دولار فقط – وهو رقم لم تتمكن وكالة رويترز من تأكيده بشكل مستقل.
تبنى ماسك منذ البداية خطاباً عدائياً تجاه الجهاز البيروقراطي، معتبرًا أن "العمل عن بُعد" – أحد مكتسبات فترة كورونا – يجب أن ينتهي لتحفيز الموظفين على الاستقالة طواعية.
لكن نهجه أثار حفيظة بعض الوزراء، الذين بدؤوا في مقاومة خططه لتسريح الموظفين، خاصة بعد تأكيد ترامب في مارس أن قرارات التوظيف تقع تحت مسؤولية الوزراء أنفسهم، وليس ماسك.
استمرار برنامج DOGE بعد رحيله
رغم انسحاب ماسك، تؤكد الإدارة الأميركية أن برنامج "وزارة كفاءة الحكومة" سيستمر، مع الاحتفاظ ببعض بنيته التحتية داخل الوزارات. وتشير مصادر حكومية إلى أن رؤساء بعض الدوائر بدأوا بالفعل التنسيق مع البيت الأبيض لإعادة ضبط البرنامج بما لا يثير غضب الجمهوريين في الكونغرس.
وقد نجح البرنامج بحسب تقارير في تقليص القوى العاملة المدنية بنسبة 12%، أي نحو 260 ألف وظيفة، من خلال الإقالات والعروض المالية للتقاعد المبكر. لكن هذا التوجه واجه مقاومة قضائية، إضافة إلى مشاكل في تأمين المشتريات وتراجع في الكفاءات العلمية والتقنية.
مراجعة للأنشطة السياسية والمالية
تعرض ماسك في الآونة الأخيرة لضغوط سياسية وتجارية، مع تراجع مبيعات شركة تسلا وانخفاض سعر سهمها.
وأثارت تصريحاته السياسية انتقادات متزايدة من المستثمرين الذين طالبوه بالتركيز على إدارة أعماله بدلاً من الانخراط في العمل الحكومي.
يُذكر أن ماسك أنفق نحو 300 مليون دولار خلال العام الماضي لدعم حملة ترامب الانتخابية وعدد من المرشحين الجمهوريين، لكنه صرّح في وقت سابق من هذا الشهر خلال منتدى اقتصادي في قطر: "أعتقد أنني قدمت ما يكفي".