البنك الكوري يبقي الفائدة وسط ارتفاع أسعار العقارات
البنك المركزي الكوري يحافظ على سعر الفائدة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وسط ارتفاع أسعار المساكن في سيول
أبقى بنك كوريا المركزي على سعر الفائدة الرئيسي عند 2.5% خلال اجتماعه الخميس 10 يوليو 2025، في خطوة تهدف إلى دعم الاستقرار المالي ورصد تأثير التدابير الأخيرة للحد من التضخم السكني المتسارع في العاصمة سيول.
أسعار المساكن في سيول تقفز بنسبة 19%
سجّلت أسعار المنازل في سيول ارتفاعًا سنويًا بنسبة 19% في يونيو الماضي، وفقًا لتقديرات غولدمان ساكس، وسط تصاعد المخاوف من تكرار فقاعة عقارية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويعكس هذا النمو الحاد ازدياد الطلب المموّل عبر القروض العقارية، ما دفع السلطات إلى فرض قيود جديدة على الإقراض السكني للحد من تفاقم ديون الأسر الكورية.
وأوضح البنك في بيانه أن هناك "تسارعًا واضحًا في أسعار العقارات في سيول والمناطق المحيطة، مصحوبًا بزيادة حادة في مديونية الأسر"، وهو ما يتطلب مراقبة حذرة قبل اتخاذ أي خطوات جديدة على صعيد السياسة النقدية.
الاقتصاد يتباطأ والبنك يفضّل الاستقرار المالي
ورغم أن الاقتصاد الكوري انكمش بنسبة 0.2% على أساس ربعي خلال الربع الأول من 2025 نتيجة ضعف الصادرات وتراجع قطاع البناء، فقد اختار البنك تثبيت الفائدة، معتبرًا أن الاستقرار المالي أهم من التحفيز النقدي في هذه المرحلة الحرجة.
ويرى محللون أن تركيبة سوق الإيجار في كوريا الجنوبية تساهم في تضخم الديون، حيث يعتمد السكان على نظام "جيونسي" (Jeonse)، الذي يُلزم المستأجرين بدفع وديعة ضخمة تعادل 50-80% من قيمة العقار، ما يدفعهم للاقتراض البنكي.
وقال صامويل ري، رئيس الاستثمار في منصة Endowus، إن هذا النموذج يخلق "عبئًا ماليًا ضخمًا على الأسر، ويزيد من هشاشة النظام الاقتصادي أمام أي صدمات في سوق العقارات".
توقعات بخفض الفائدة في أغسطس
في ظل تباطؤ التضخم واستقرار العملة الكورية، توقعت غولدمان ساكس أن يبدأ البنك الكوري في خفض الفائدة خلال اجتماع أغسطس المقبل، خاصة مع بدء تنفيذ إجراءات تقيد الإقراض العقاري.
ويتوقع الخبراء أن يشهد العام الجاري خفضين للفائدة على الأرجح في أغسطس ونوفمبر، على أن يعقبهما فترة تثبيت طويلة بسبب استمرار القلق من ارتفاع الدين الأسري.
قفزة قياسية في الإقراض السكني
تشير بيانات البنك إلى أن حجم القروض العقارية في كوريا الجنوبية بلغ 6 تريليونات وون (4.27 مليار دولار) في مايو، وهي الزيادة الأسرع منذ أكتوبر 2024، مع توقعات بأن يكون الرقم قد بلغ 7 تريليونات وون في يونيو.
تواجه كوريا الجنوبية أيضًا ضغوطًا خارجية بعد تهديدات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكورية ابتداءً من أغسطس إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد.
رغم تلك التحديات، أنهى مؤشر كوسبي تعاملات الخميس بارتفاع نسبته 0.74%، فيما ارتفعت العملة الكورية "الوون" بشكل طفيف لتسجل 1,372.48 مقابل الدولار.