بنك كوريا المركزي يعلن تثبيت سعر الفائدة للمرة العاشرة

قرر بنك كوريا المركزي الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 3.5% للمرة العاشرة على التوالي، في ظل استمرار المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة ديون الأسر.

أسعار الفائدة في كوريا الجنوبية

 يأتي هذا القرار بعد سلسلة من الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة شهدها العام الماضي، حيث رفع البنك المركزي الفائدة سبع مرات من أبريل 2022 حتى يناير 2023، وبعد ذلك قام  بنك كوريا المركزي الإبقاء على التجميد أسعار الفائدة في فبراير وأبريل ومايو ويوليو وأغسطس وأكتوبر ونوفمبر ويناير وفبراير الماضيين.

ورغم الضغوط التضخمية المستمرة التي تواجه رابع أكبر اقتصاد في آسيا، بدأت تظهر علامات على انتعاش الصادرات، مما يعطي بصيصًا من الأمل في تحسن الوضع الاقتصادي.

ومع ذلك، فإن وتيرة التباطؤ في التضخم كانت أبطأ من المتوقع، مما يثير القلق بين صناع السياسات الذين يعولون على تخفيف التضخم لتحقيق استقرار اقتصادي أكبر.

أعلى معدلات التضخم في كوريا الجنوبية

في العام الماضي، شهدت كوريا الجنوبية أعلى معدلات التضخم منذ عقود، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد، ومع ذلك، فإن الانخفاض الأخير في قروض الأسر يشير إلى تغير محتمل في الديناميكيات الاقتصادية، وهو ما قد يساعد في تخفيف بعض هذه الضغوط.

ويتابع البنك المركزي عن كثب تطورات الوضع الاقتصادي، وخاصة ارتفاع ديون الأسر وتأثيرها على الطلب المحلي، ويظل حذرًا في اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع.

وفي الوقت نفسه، يبقى البنك على استعداد للتحرك في حالة تغير الظروف الاقتصادية بشكل يتطلب تدخلًا سريعًا.

سجلت كوريا الجنوبية استمرارًا في ارتفاع معدل التضخم للشهر الثاني على التوالي خلال شهر مارس، متأثرًا بزيادة أسعار الفواكه وتقلبات أسعار النفط العالمية.

وفقًا للبيانات الصادرة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يعد مقياسًا رئيسيًا للتضخم، بنسبة 3.1% مقارنة بالعام السابق، مواصلاً الزيادة التي شهدها في الشهر السابق بنسبة 3.2%.

بعد تراجعه إلى أقل من 3% في يناير للمرة الأولى منذ يوليو 2023، عاد التضخم للارتفاع مجددًا بفعل ارتفاع تكاليف الفواكه والمنتجات الزراعية والطاقة.

أسعار النفط العالمية وزيادة قروض الأسرة

وقد شهدت أسعار النفط العالمية تذبذبًا حول 90 دولارًا للبرميل، في حين سجل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوياته خلال ستة أشهر في مارس، مما يضع البنك المركزي في موقف حذر تجاه تعديل أسعار الفائدة.

يتابع البنك المركزي بقلق تزايد ديون الأسر، والتي قد تؤدي إلى تقويض الطلب المحلي، وقد انخفضت قروض الأسر المقدمة من البنوك لأول مرة منذ 11 شهرًا في مارس، مدفوعة بتباطؤ في نمو قروض الرهن العقاري، لتصل إلى 1,098.6 تريليون وون (حوالي 806 مليارات دولار)، بانخفاض قدره 1.6 تريليون وون عن الشهر السابق.

وفي سياق متصل، أبقى بنك كوريا المركزي سعر الفائدة ثابتًا في مواجهة المخاوف المتعلقة بتمويل المشاريع والتي قد تؤثر سلبًا على المؤسسات المالية وتضعف الطلب المحلي.

وجاء هذا القرار بعد أن حافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سعر الإقراض القياسي بين 5.25% و 5.50%، ملمحًا إلى احتمال انتهاء حملة رفع أسعار الفائدة التي بدأت في مارس 2022.

على صعيد الأداء الاقتصادي، تستمر صادرات البلاد في النمو، مدعومة بأداء قوي في قطاع الرقائق، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 3.1% لتصل إلى 56.5 مليار دولار في مارس، بينما انخفضت الواردات بنسبة 12.3% إلى 52.2 مليار دولار، مما أدى إلى فائض تجاري قدره 4.28 مليار دولار، وقد حافظت البلاد على فائض تجاري لمدة 10 أشهر متتالية.

وعلى الرغم من التباطؤ في النمو الاقتصادي من 2.6% في العام السابق إلى 1.4% في العام الماضي، يُتوقع أن يشهد النمو الاقتصادي ارتفاعًا إلى 2.1% هذا العام.