الصين تُسجل حالة إصابة واحدة بكورونا.. هل قضت على الفيروس؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 05 مايو 2020
مقالات ذات صلة
الإمارات تُسجل أول حالة إصابة بالمتحور أوميكرون
بيلاروسيا تسجل أول حالة إصابة بمتحور أوميكرون نينجا
برقم صادم: أمريكا تسجل أعلى إصابات بكورونا والصين الثانية

أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، اليوم الثلاثاء، تسجيل بلادها لحالة إصابة واحدة بفيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 يوم أمس الاثنين الموافق 4 مايو الجاري.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وأشارت لجنة الصحة الوطنية في الصين، عبر بيان رسمي صادر عنها، إلى أن المُصاب الجديد يأتي بعدما شهدت الصين إصابة 3 أشخاص بفيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 في يوم الأحد الماضي الموافق 3 مايو الجاري.

وأظهرت بيانات لجنة الصحة الوطنية في الصين، أيضاً تسجيل بلادها 15 حالة إصابة بفيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 بدون أعراض في الرابع من مايو ارتفاعا من حالتين في اليوم السابق.

فيروس كورونا في الصين

وتُشير أحدث الإحصائيات الصادرة إلى أن الصين ـ بؤرة انتشار فيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 حول العالم ـ شهدت إصابة 84.400 بالوباء؛ حيث تم شفاء 77.853 حالة ووفاة 4.643 شخص.

فيروس كورونا في العالم

وُتشير الإحصائيات العالمية إلى أن هاك 3.660.470 مصاب بفيروس كورونا المُستجد كوفيد-19 حول العالم؛ حيث تعافى 1.203.874 شخص بينما توفي 253 ألف شخص.

وتُشير تقارير إخبارية إلى أن أغلب العلماء واثقين أنه سيتم تطوير لقاح فعال ضد كورونا في وقت ما، حيث أن فيروس كوفيد-19 لا يتحور بسرعة مثلما تفعل أمراض مثل الملاريا والإيدز. 

ولكن الدكتور بيتر هوتز، عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في هيوتسن، قال في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية أن العالم لن يتمكن من صنع لقاح قبل فترة تتراوح ما بين 12-18 شهراً، مشيراً إلى أن الأمر ليس مستحيلاً، ولكنه سيكون إنجازاً إذا تحقق.

شاهد أيضاً: الفحص الأولي للكورونا: هذا الاختبار يُحدد احتمالية إصابتك بالفيروس

أزمة كورونا تُذكر العالم بمرض الإيدز

بحسب تقارير إخبارية، فإن أزمة كورونا الحالية ليست أول أزمة تصيب العالم بحالة من الشلل والعجز شبه التام، ففي عام 1984، أعلنت مارغريت هيكلر، وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، أن العلماء نجحوا في تحديد الفيروس المسؤول عن مرض نقص المناعة البشرية أو الإيدز، وتوقعت أن يتم صنع لقاح ضده خلال عامين.

ولكن، ها نحن بعد نحو 4 عقود، ووفاة أكثر من 32 مليون شخص، فمازال العالم يعاني من مرض الإيدز، ويحاول تطوير علاجاً فعالاً ضده.

وظل مرضى الإيدز لسنوات طويلة في حكم المحكوم عليهم بالإعدام، منذ لحظة التشخيص الإيجابي للمرض، خاصة وأن في العديد من الحالات كان مرضى فيروس نقص المناعة البشرية يتم إهمالهم من قبل مجتمعاتهم، لدرجة أن بعض المجلات الطبية كانت تناقش ما إذا كانوا يستحقون محاولات الإنقاذ أم لا.

شاهد أيضاً: هل يؤثر فيروس كورونا على الرجل أكثر أم على المرأة؟ العلم يجيب

ويبدو أن الصعوبة في التوصل لعلاج لفيروس الإيدز مرتبط بطبيعة المرض نفسه، حيث قال الدكتور بول أوفيت، أخصائي الأمراض المعدية، أن الإنفلونزا مثلاً تقوم بتغيير نفسها من عام إلى آخر، مما يجعل العدوى الطبيعية أو التحصين في العام السابق لا يصيب الشخص نفسه في العام التالي، إلا أنه في حالة فيروس الإيدز، فإنه يفعل ذلك خلال عدوى واحدة.

وأوضح قائلاً أن فيروس نقص المناعة المكتسبة يواصل التحور بداخل المريض، وهو ما يجعل الأخير يبدو وكأنه مصاب بآلاف الخيوط من فيروس الإيدز، ومع قيام الفيروس بالتحور، فإنه يقوم أيضاً بشكل النظام المناعي للمريض.

ورغم الصعوبة التي يشكلها فيروس الإيدز، فإنه على الجانب الآخر فإن العلماء أكثر تفاؤلاً بشأن إيجاد علاج لفيروس كورونا، حيث أنه لا يمتلك نفس القدر من المراوغة التي يتمتع بها فيروس نقص المناعة المكتسبة.

وبالإضافة إلى الإيدز، فإن هناك عدة أمراض أخرى تسببت في حيرة العلماء لعقود، مثل حمى الضنك التي تصيب أكثر من 400 ألف شخص سنوياً وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فحتى الآن لا يوجد لقاح فعال ضدها، وبالمثل، فإن هناك العديد من الفيروسات الغدية والأنفية الشائعة التي لم ينجح العلماء في تطوير علاجات لها.

شاهد أيضاً: لماذا يُصاب البعض بكورونا مجدداً بعد شفائهم منه؟

ويرى العلماء أنه إذا كان مصير لقاح فيروس كورونا سيكون أشبه بما حدث مع فيروس الإيدز من ناحية تأخر تطويره، فقد يبقى معنا فيروس كوفيد-19 لسنوات طويلة، غير أنهم لفتوا إلى أن الاستجابة الطبية لفيروس نقص المناعة المكتسبة لازالت توفر إطاراً للعيش مع المرض غير القابل للقضاء عليه حالياً.

وتحدث الدكتور أوفيت حول هذا الأمر، حيث قال أنه في حالة فيروس الإيدز، فدق تمكن العلم من جعله مرضناً مزمناً باستخدام مضادات الفيروسات، ولم يعد حالياً المريض به وكأنه حُكم عليه بالإعدام مثلما كان يحدث في فترة الثمانينات.

ويتوقع العلماء أن الوصول لعلاج لفيروس كورونا سيساهم بشكل كبير في تقليل متوسط الوقت الذي يقضيه المرضى في وحدات العناية المركزة، كما أنه سيساعد في زيادة استعداد الحكومات لفتح مجتمعاتها، وسيجعل إدارة الفيروس تتم بشكل أكثر سهولة، حتى لو استمر المرض معنا لسنوات طويلة.

كيف ستكون حياتنا بدون لقاح لكورونا؟

وذكرت تقارير طبية أن العمل جار الآن لاختبار عدد من العلاجات لفيروس كوفيد-19، إلا أن هذه التجارب مازالت في مراحلها الأولى، وهو ما يجعل العلماء يبحثون عن الخطة ب والتي سيتم تنفيذها في حال عدم التوصل لعلاج في وقت قريب.

شاهد أيضاً: سعلة واحدة تفعل ما لن تتخيله: شاهد كيف تنتشر العدوى بداخل مقصورة طائرة

وبحسب ما قاله كيث نيل، أستاذ الوبائيات والأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام، فإن الحكومات عليها تطبيق طرق جديدة للعيش لمدة أشهر أو سنوات أو حتى عقود حتى يتم التوصل لعلاج لكورونا، مشيراً إلى أن العالم بحاجة إلى أشياء أخرى للسيطرة على هذا المرض، غير الإغلاق الاقتصادي أو السياسي.

فيما قال الدكتور نابارو أنه من الضروري أيضاً أن يعمل الجميع على الاستعداد لفيروس كورونا، لافتاً إلى أنه على كل شخص أن يتحمل مسؤوليته الشخصية للعزل الذاتي في حال ظهرت عليه أعراض الفيروس، وأن يتم التعامل مع المعزولين كأبطال وليس منبوذين.

وأضاف أنه يجب أيضاً إعداد وتنفيذ برامج واسعة من الاختبارات والتتبع التي تسمح للناس بعيش حياتهم جنباً إلى جنب مع فيروس كورونا.

ويرجح الخبراء أن تتغير سياسات العديد من الشركات تجاه موظفيها، حيث يصبح العمل عن بعد أو العمل من المنزل أمراً ضرورياً في العديد من الأيام، حتى لا تكون المكاتب ممتلئة بدون سبب.

شاهد أيضاً: الدواء والمصل واللقاح: هل تعلم الفرق بينهم؟

وفي هذا السياق، يقول الدكتور هوتز أنه من المهم أن يتوفر نظاماً للصحة العامة يشمل التشخيص في مكان العمل، والمراقبة المتزامنة، والتواصل المبكر حول ما إذا كان يجب إعادة تفعيل التباعد الاجتماعي. وأضاف أن هذه الأنظمة تسمح بعودة بعض التفاعلات الاجتماعية والأحداث الرياضية، إلا أن هذه الخطوة تحتاج أن يتم تقييمها بشكل مستمر من قبل الحكومات وهيئات الصحة العامة.

كما يتوقع أن تعود القيود خلال فصل الشتاء، مع حدوث ذروة المرض في تلك الفترة، حتى يتم إيجاد علاج له، مضيفاً أن عمليات الإغلاق قد تعود أيضاً من وقت إلى آخر، سواء في أجزاء معينة من البلاد أو عليها بالكامل.

إلا أنه لفت إلى أنه مع مرور الوقت من الممكن أن ترتفع مناعة القطيع، ويكون أغلب السكان محصنين ضد الأمراض المعدية، ويوافقه في هذا أوفيت الذي يقول أن هذا قد يحد من انتشار الفيروس، مستشهداً بمرض الحصبة كمثال مشابه.