برنت يلامس 81 دولارًا.. ارتفاع النفط وسط مخاوف من غلق هرمز
أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في 5 أشهر بعد ضربات أمريكية على منشآت نووية إيرانية
شهدت أسعار النفط العالمية قفزة حادة صباح اليوم الاثنين، لتسجل أعلى مستوياتها منذ يناير 2025، وذلك على خلفية ضربات جوية أمريكية استهدفت مواقع نووية رئيسية في إيران بالتنسيق مع إسرائيل، مما أثار قلق الأسواق من اضطرابات وشيكة في الإمدادات النفطية، خاصة عبر مضيق هرمز.
برنت يلامس 81 دولارًا وخام غرب تكساس يصعد بقوة
ارتفع خام برنت القياسي بمقدار 1.52 دولار، أي بنسبة 1.97%، ليصل إلى 78.53 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.04% إلى 75.35 دولارًا للبرميل، بحسب بيانات التداول عند الساعة 05:03 بتوقيت غرينتش.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وخلال الجلسة، قفز كلا الخامين بأكثر من 3%، ليبلغا 81.40 دولارًا لبرنت و78.40 دولارًا لغرب تكساس، وهو أعلى مستوى لكليهما منذ نحو خمسة أشهر، قبل أن يتراجعا جزئيًا لاحقًا.
تصعيد عسكري يقود السوق نحو حالة من الترقب
تأتي هذه الزيادة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن القوات الأمريكية "دمرت" منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، في إطار عملية عسكرية نُفذت بالتعاون مع إسرائيل، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وردّت إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بتصريحات تؤكد استعدادها للدفاع عن نفسها، مما عزز مخاوف الأسواق من رد إيراني قد يشمل تهديدًا بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية.
محللون: الأسعار مرشحة للوصول إلى 100 دولار وأكثر
وقالت سوغاندا ساشديفا، خبيرة الأسواق ومؤسسة شركة SS WealthStreet في نيودلهي: "التصعيد الحالي يمثل نقطة تحول في سوق النفط، وقد ترتفع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، بل من المحتمل أن نشهد صعودًا نحو 120 دولارًا إذا استمرت التوترات".
وفي تطور لافت، ذكرت قناة "برس تي في" الإيرانية أن البرلمان الإيراني صوّت لصالح قرار بإغلاق مضيق هرمز، في خطوة رمزية حتى الآن، خاصة أن إيران هددت سابقًا بإغلاقه دون تنفيذ فعلي.
البنية التحتية النفطية في خطر وتوقعات بتراجع الإمدادات
وحذرت جون جوه، كبيرة المحللين في "سبارتا كوموديتيز"، من أن المخاطر على البنية التحتية النفطية تتزايد بشكل سريع، مشيرة إلى أن أي إغلاق للمضيق سيؤثر بشكل مباشر على حركة ناقلات النفط رغم وجود بعض البدائل عبر خطوط الأنابيب.
أما غولدمان ساكس، فأكدت في تقريرها الأخير أن أسعار برنت قد تبلغ مؤقتًا 110 دولارات إذا تم تقليص تدفقات النفط عبر مضيق هرمز بنسبة 50% لمدة شهر، مضيفة أن الإمدادات ستظل منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهرًا لاحقة.
ورغم هذه التوقعات، لا تزال المؤسسة المالية ترجّح عدم حدوث تعطل كبير وطويل الأمد في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، نظرًا لوجود ضغوط دولية لتفادي أزمة شاملة في سوق الطاقة.
مكاسب قوية منذ اندلاع التوترات
منذ بدء التصعيد العسكري في 13 يونيو، ارتفع خام برنت بنسبة 13%، فيما سجل خام غرب تكساس زيادة تقارب 10%، مما يعكس حالة من القلق المستمر لدى المستثمرين بشأن مستقبل الإمدادات.
في السياق ذاته، دعت اليابان إلى ضرورة تهدئة الأوضاع، في حين عبّر مسؤول كوري جنوبي رفيع عن قلق بلاده من تأثير التوترات على حركة التجارة العالمية وأسعار الطاقة.
ويرى مراقبون أن أي خطوة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز قد تشكل ضربة موجعة لاقتصادها هي الأخرى، بالنظر إلى اعتماد طهران الكبير على صادرات النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي، مما يجعل هذه الورقة خيارًا محفوفًا بالمخاطر.