دراسة تكشف آثاراً مقلقة لكوفيد طويل الأمد على الدماغ
دراسة طبية تكشف تغييرات بيولوجية عميقة في أدمغة مصابي كوفيد طويل الأمد
لا تزال تبعات الإصابة بفيروس كورونا المستجد تشغل الأوساط العلمية، حيث يواصل الباحثون حول العالم استكشاف تأثيراته طويلة الأمد، خاصة تلك التي تستمر بعد انتهاء العدوى الحادة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دراسة طبية تكشف تغييرات بيولوجية عميقة في أدمغة مصابي كوفيد طويل الأمد
في هذا السياق، قامت دراسة طبية حديثة بإلقاء الضوء على تغيرات مقلقة في الدماغ لدى الأشخاص المصابين بما يعرف باسم كوفيد طويل الأمد، وهي حالة تستمر فيها الأعراض لأسابيع أو حتى أشهر بعد التعافي من الفيروس.
شاهد أيضاً: هل يكفي التعرض للشمس لتجنب نقص فيتامين D؟
الدراسة التي أجراها باحثون في مؤسسة كورويل هيلث بولاية ميشيغان الأمريكية، وشملت 17 مشاركاً تتراوح أعمارهم ما بين 25 و60 عاماً، منهم 10 يعانون من أعراض مستمرة لما بعد كورونا، و7 آخرون يتمتعون بصحة جيدة.
وركز الباحثون على تحليل الوظائف الإدراكية واختبارات اللغة، بالإضافة إلى فحص عينات دم لقياس مؤشرات الالتهاب، ومستويات بروتينات رئيسية في الدماغ.
وأظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 33% في مستويات عامل نمو الأعصاب لدى المصابين بكوفيد طويل الأمد، وهو بروتين حيوي مسؤول عن دعم الخلايا العصبية وصحة الدماغ.
ويعد هذا الانخفاض مثيراً للقلق، حيث إنه يرتبط عادة بأمراض عصبية، مثل ألزهايمر والتصلب المتعدد.
وفي المقابل، ارتفعت مستويات بروتين إنترلوكين-10 بنسبة 50%، وهو مؤشر التهابي قد يسبب تلفاً في الجهاز العصبي عند ارتفاعه المزمن.
ومن ناحية الأداء المعرفي، أظهر المرضى تراجعاً بنسبة 30% في اختبارات اللغة، مثل القدرة على استرجاع الكلمات وفهمها، وهو ما يعرف باسم ضباب الدماغ.
كما أنهم أبلغوا عن انخفاض في جودة الحياة بنسبة 75% مقارنة بالأصحاء، إلى جانب شكواهم من آلام جسدية أعلى بنسبة 61%.
وأشارت الدراسة إلى أن الأعراض العصبية قد لا تكون نتيجة فرط استجابة مناعية فقط، بل قد تنجم عن تلف فعلي في الدماغ.
شاهد أيضاً: هل تجلس كثيراً؟ أنت في دائرة خطر ألزهايمر
وقال الباحثون إن هذه النتائج تضيف بعداً بيولوجياً جديداً لفهم كوفيد طويل الأمد، ما قد يساهم في تحسين طرق التشخيص والرعاية.
وأعربوا عن رغبتهم في توسيع نطاق الدراسة، لتشمل شرائح أكثر تنوعاً سكانياً.