ما هو اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية؟ ولماذا نحتفل به؟
إحصائيات عالمية عن الصحة والسلامة المهنية
ما هو اليوم الوطني للصحة والسلامة المهنية؟
متى اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية؟
ما هدف يوم الصحة والسلامة المهنية؟
في عالم تتسارع فيه وتيرة العمل وتحديات العمال، أصبحت الصحة والسلامة المهنية ركيزة أساسية للحفاظ على حياة الأفراد وضمان جودة الإنتاج، ولهذا جاء اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية ليذكرنا بأهمية الحفاظ على حياة الأفراد في منظومة العمل، ولخلق بيئة عمل آمنة تضمن الوقاية، وتحمي الكوادر من المخاطر المهنية، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على هذا اليوم، أهميته وأهداف وتاريخ الاحتفال بهذا اليوم..
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إحصائيات عالمية عن الصحة والسلامة المهنية
في عام 2019، نشرت منظمة العمل الدولية تقريرًا جاء فيه أن 2.78 مليون شخص يموتون سنويًا بسبب عملهم، فيما يتعرض أكثر من 374 مليون شخص للإصابة في مواقع العمل.
أما إدارة السلامة والصحة المهنية الفيدرالية، فقد نشرت تقريرًا في عام 2023، ذكرت فيه وقوع نحو 5200 إصابة عمل مميتة، بمعدل 3.5 حالة وفاة لكل 100 ألف عامل.
ولا تقتصر المخاطر في بيئة العمل على معايير السلامة فحسب، بل يؤثر المناخ والطقس كذلك بنسبة كبيرة على إصابات العمل، فقد كشفت منظمة العمل عام 2024 أن أكثر من 2.4 مليار عامل من أصل قوة عاملة عالمية تضم 3.4 مليار عامل من المحتمل أن يتعرضوا للحرارة المفرضة خلال عملهم.
وكشفت المنظمة كذلك أن نحو 26 مليون شخص حول العالم يعانون من أمراض مزمنة في الكلى متعلقة بالإجهاد الحراري في مواقع العمل، وذلك وفقًا لأرقام صادرة عام 2020.
كل هذه الأرقام تنذر بضرورة زيادة الوعي حول الصحة والسلامة المهنية، ووضع قوانين وضوابط عالمية لحماية حياة العمال وتقليل المخاطر المتعلقة ببيئة العمل.
ما هو اليوم الوطني للصحة والسلامة المهنية؟
اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية هي مناسبة عالمية أطلقتها الأمم المتحدة، ويتم الاحتفال بها في يوم 28 أبريل من كل عام. يهدف هذا اليوم بالدعوة لضرورة العمل الآمن، ونشر الوعي حول الأمراض والحوادث الخطيرة المرتبطة للبيئة، ووضع القوانين وضوابط الصحة والسلامة المهنية على الأجندات العالمية والوطنية.
متى اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية؟
يتم الاحتفال باليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية في يوم 28 أبريل من كل عام، وهو ما يتزامن مع يوم ذكرى العمال، واليوم الوطني الكندي للاحتفال، الذين يتم الاحتفال بهما في اليوم نفسه.
تم الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة من قبل منظمة العمل الدولية في عام 2003، ومنذ هذا التاريخ تكرس منظمة العمل الدولية هذا اليوم لتسليط الضوء على أهمية الوقاية من الأمراض والإصابات المتعلقة ببيئة العمل.
وتعتمد المنظمة في جهودها إلى قوتها القائمة على الشراكة الثلاثية، حيث تجمع بين منظمات العمل والحكومات وممثلي أصحاب العمل، كما تعتمد على نهج الحوار المجتمع كوسيلة أساسية لدفع هذا الملف الإنساني إلى الأمام.
وقد ارتبط يوم 28 أبريل بالحركة النقابية العالمية عام 1996، التي تبنته لتخليد ذكرى ضحايا الحوادث والأمراض المهنية.
ما هدف يوم الصحة والسلامة المهنية؟
يهدف يوم الصحة والسلامة المهنية إلى إدارة المخاطر في بيئة العمل، وذلك عبر وضع نظام إداري يعتمد على نهج وقائي. يهدف كذلك إلى تنفيذ تدابير فعالة للوقاية من المخاطر والحوادث.
وتعتمد منظمة العمل الدولية في نهجها الوقائي على 4 خطوات رئيسية، وهي:
- خطط.
- نفذ.
- راجع.
- حسّن.
وهي عملية ديناميكية تقوم على التحسين المستمر والتقييم الدوري لمعايير السلامة في مواقع العملية. ولا تعتمد تلك المنهجية فحسب على الجوانب التقنية، بل تسعى إلى ترسيخ ثقافة تشاركية بين العمال والإدارة تضمن العمل المنظم والمستدام على تنفيذ معايير السلامة والصحة.
ويكتسب هذا النهج الإداري أهمية شديدة خاصة في القطاعات المعقدة وشديدة الخطورة، مثل البناء والتعدين والصناعات الكيميائية، حيث تكون التحديات المتعلقة بالسلامة أكثر حدة.
ورغم مرونة النظام، وقابليته للتكيف مع مختلف المؤسسات، إلا أن نجاحه مشروط بتوفير أرضية حوار اجتماعي فاعلة، بجانب التزام حقيقي وواضح من قبل الإدارة، وتعاون حقيقي ومشاركة نشطة من العمال أنفسهم في جميع مراحل التنفيذ.
ما هو الفرق بين السلامة والصحة المهنية؟
على الرغم من تشابه مصطلحي السلامة والصحة المهنية، لكنهما في الحقيقة يشيران إلى مجالين منفصلين تمامًا، إذن ما هو الفرق بين السلامة والصحة المهنية؟
السلامة المهنية
السلامة المهنية هي مجموعة من اللوائح ومبادرات السلامة التي يقوم بها أصحاب العمل لحماية العمال في مواقع العمل، ويشمل ذلك إجراء تقييمات المخاطر، وتطبيق إجراءات السلامة، ووضع بروتوكولات للطوارئ.
باختصار، السلامة المهنية تركز على الحد من المخاطر في بيئة العمل، لمنع وقوع الحوادث، وتوفير الموارد أو التدريب للحد من عواقبها السلبية، وتكمن أهمية السلامة المهنية في الآتي:
- الحد من المخاطر المحتملة في بيئة العمل أو التقليل منها.
- خلق بيئة عمل آمنة من خلال توفير معدات حماية شخصية، وتدريب الموظفين.
- توفير التكاليف لأصحاب العمل، حيث تقلل من عدد إصابات العمل، وبالتالي تقليل التكاليف المرتبطة بتعويضات العمال والنفقات الطبية وغيرها.
الصحة المهنية
مصطلح الصحة المهنية يشير إلى تعزيز صحة الموظفين البدنية والنفسية والاجتماعية، وبالتالي تحسين جودة حياتهم من خلال مبادرات الصحة والعافية، وتعزيز إنتاجيتهم.
تركز الصحة المهنية أكثر على الصحة النفسية والعاطفية، ويتم من خلالها توفير الندوات وجلسات الإرشاد ودروس اليوجا، وعادة ما تتخذ الصحة المهنية شكل برامج الصحة والعافية في مكان العمل، ومن بعض أمثلة تلك البرامج التالي:
- برامج الإقلاع عن التدخين.
- برامج إنقاص الوزن.
- برامج إدارة الأمراض.
دور التكنولوجيا في تعزيز السلامة المهنية
أدركت منظمة الصحة العالمية أن التحول الرقمي من شأنه أن يعزز السلامة والصحة في مكان العمل، ففي الوقت الحالي، يتم استخدام التكنولوجيا الرقمية للحد من الإصابات والوفيات في بيئة العمل، فضلًا عن تحسين الإنتاجية.
وفي الوقت الحالي، يتم استخدام أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز السلامة والصحة، ومن تلك الأدوات التالي:
أداة VEDA
وهي اختصار لـ"القرارات والتنبيهات المدعمة بالفيديو"، وتعتبر أداة مهمة لتعزيز السلامة المهنية. هذه الأداة المقدمة تعد عنصرًا أساسيًا في المنشآت الصناعية التي تشمل الأسمنت والمعدات والمنسوجات وغيرها.
ما يميز هذه المنصة أنها تتكامل بالكامل مع الذكاء الاصطناعي، ومن ضمن خصائصها تقنيات الكشف التلقائي عن معدات الوقاية الشخصية، وتحليل جودة العمليات، والمراقبة الذكية للمركبات، بالإضافة إلى نظام التعرف على الوجه للتحكم في تصاريح الدخول.
الواقع الافتراضي VR
في الوقت الحالي، يتم استخدام الواقع الافتراضي أو VR من أجل ترسيخ مفاهيم العمل في بيئات عالية الخطورة بطريقة تفاعلية، حيث يتيح تدريبًا واقعيًا للعمل يعزز من وعيهم داخل بيئة العمل، ويقلل من احتمالات الخطأ في مواقع العمل الحساسة.
نظام "دخول الأماكن المغلقة"
وهي تقنية ابتكرتها شركة Hindalco هدفها توفير أقصى درجات الأمان في بيئات العمل المغلقة. يعتمد النظام على خوادم محمولة تتصل بمجموعة من الحساسات الذكية وأجهزة الاتصال، تعمل بتناغم لمراقبة مستويات الغازات، والرطوبة، ودرجات الحرارة، فضلًا عن رصد الدخول غير المصرح به. ويوفر هذا النظام بنية دعم فورية لعمليات الإنقاذ، لتعزيز الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.