مقابلة مع فؤاد جريس مؤسس موقع كاش باشا

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 أبريل 2016
مقالات ذات صلة
محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة
إبراهيم شوقي باشا مؤسس طب الأطفال في مصر
ما لا تعرفه عن كيفن سيستروم مؤسس موقع إنستغرام

وُلد فؤاد جريس في الولايات المتحدة الأمريكية وانتقل إلى الأردن في السابعة من عمره. 

نشأ في بيئة أسرية تقنية بحكم اختصاص وعمل والده مما طور شغفه الكبير تجاه عالم التكنولوجيا وشجعه لمتابعة الدراسة في هذا المجال.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

حلُم منذ الصغر ببناء مشروعه الخاص، ورسم حلمه على أرض الواقع بمجموعة من المشاريع الصغيرة وهو على مقاعد الدراسة.

يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة الأمريكية، وعمله الحالي يتمحور حول بناء المنتجات والخدمات في إطار العالم التقني في منطقة الشرق الأوسط.

في الجانب الرقيق من قلبه التكنولوجي، تحتل الموسيقى جزءاً لا يمكن إنكاره!

سررنا في موقع القيادي بلقاء مؤسس موقع كاش باشا فؤاد جريس وأجرينا معه الحوار التالي:
 

- من أين جاءت فكرة موقع كاش باشا؟ وما هي الحاجة التي يسدها الموقع للمستخدم؟

بعد دراسة متمعنة للسوق استنتجنا أنا وشريكي سنان طيفور أن التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنمو بنسبة عالية الا أن معظم المواقع والعمليات التجارية الأجنبية لا تخدم المواطن في هذه المناطق، وهذا يعود لأن ما نسبته 70% من سكان العالم العربي لا يملكون حسابات مصرفية ولذلك تعاملاتهم التجارية تكون نقدية. بالاضافة الى أن قوانين االاستيراد والجمارك تختلف من دولة لأخرى في هذا الجزء من العالم مما يجعل التجارة الالكترونية أمراً صعباً.

ولذلك قررنا أن نوجه طاقاتنا التقنية والمعرفية لتمكين المواطنين من استخدام المواقع الالكترونية بالطريقة المحبذة لديهم وهي الشراء نقداً فكانت هذه لحظة ولادة موقع كاش باشا.

- ما هي الدول التي يخدمها موقع كاش باشا؟ وأين ستكون وجهتكم التالية؟

خدمتنا متوفرة حالياً في الأردن والمملكة العربية السعودية وستكون متاحة في دول عربية أخرى قريباً.

 



- كيف ترى إقبال المستخدمين على الموقع منذ إطلاقه وحتى الآن؟

نعمل أنا وسنان على اختبار الأمور وإثبات صحتها على أكمل وجه. وحيث أننا كصديقين رياديين عملنا معا على مشاريع سابقة متنوعة تعلمنا من خلالها أنه يجب توفر مؤشرات عملية واضحة تؤكد أن ما نقوم به يقابل الجهد والوقت المستثمرين. ولذلك عندما بدأنا التجارب العملية للموقع قررنا بأنه يجب أن يكون لدينا 60 طلبية خلال الشهر الأول من زبائن لا تربطنا بهم أي صلة أو معرفة سابقة ولكننا حققنا هدفنا هذا خلال اليومين الأوائل من الانطلاق الأولي فأدركنا بأن الناس يتعطشون لهكذا مشروع.

الزبائن بحاجة لحل ذي مصداقية معتمدة يحاكي حاجاتهم وطرقهم المفضلة للشراء والدفع دون تعقيد وعقبات، وكاش باشا هو الخدمة الآلية الوحيدة اليوم في عالمنا العربي التي توفر للمستهلك ذلك.


- هل تغطي خدمتكم موقع أمازون فقط؟ وهل تفكرون بتغطية مواقع أخرى؟

حاليا نحن نخدم موقع أمازون فقط . لقد تم حصر ذلك كي نتأكد أن خدمتنا لا يشوبها أي أخطاء وأن خبرة المستخدم عملية وسليمة. كان من الطبيعي أن نبدأ مع موقع أمازون كونه من أبرز المواقع التجارية الالكترونية على مستوى العالم، فهم يسوقون ما يزيد عن ال 200 مليون منتج وتشكل مبيعاتهم أكثر من 40% من إجمالي المبيعات الإلكترونية. وسيتم التوسع لمواقع أخرى في المستقبل القريب.


- اذا كان المستخدم يملك بطاقة ائتمانية وحساباً على موقع أمازون ويمكنه الشراء مباشرة، ماذا يقدم له كاش باشا كخدمة إضافية تدفعه للشراء من خلال الموقع بدلاً من إجراء عملية الشراء مباشرة؟

يوفر موقع كاش باشا عدة حلول لمستخدميه، فنقوم بالاهتمام بالدفع وبالامدادات اللوجستية وبالتخليص الجمركي وخدمة الزبائن كما أن لدينا سياسة واضحة لحماية المستهلك.

لا يشحن موقع أمازون 70% من البضائع الموجودة لديه خارج الولايات المتحدة حتى للقلائل من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يملكون بطاقات ائتمان صالحة للاستخدام في أمريكا، ولكن مع كاش باشا أصبح شحن هذه البضائع ممكنا.

يمكن موقع كاش باشا المستخدم من البحث على موقع أمازن باللغة العربية ويقوم بتحديد المواد والبضائع التي يمنع استيرادها في دولة المستهلك نقطة الوصول  بحسب قوانين الاستيراد حتى لا يتكبد أي خسائر مادية. فبذلك يذلل موقعنا بعض الصعوبات للمستخدم.

- ما هي العقبات التي واجهتك والتي ما زالت تواجهك كمؤسس مشروع إلكتروني في العالم العربي؟

هناك بعض التحديات التي تواجه الرياديين في رحلتهم العملية في العالم العربي منها المالية والاجتماعية والمجتمعية والتقنية وغيره من الأمور.

هناك تحديات وصعوبات عدة عند تأسيس أي عمل خاص التي لا يمكن التنبؤ بها أو التجهيز لها انما يجب مواجهتها والتعامل معها حين حدوثها.

من أصعب التحديات التي تواجه الريادي هي الصراع الداخلي مع الذات، فعليه أن يكون مهيئاً لمواجهة مشاعر الحماس والسعادة من جهة والاحباط والحزن من جهة أخرى. لكنك تدرك  كمؤسس للعمل أن التصالح مع الذات ضروري لتذليل العقبات وتتعلم بأن أصعب المواقف وأكثر الضغوطات هي أكبر الفرص التي تعلمك وتطور من ذاتك وخبرتك. نحن نؤسس لكي نصبح أكثر مهنية ولنستكشف فرصاً وإمكانيات عمل جديدة.

من التحديات والصعوبات التي تواجه العمل الريادي في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضعف أو قلة الدعم الحكومي للرياديين، كما نفتقر للبنية التحتية الضرورية لتمكين الأعمال الريادية من النمو والثبات. فنحن نعيش في منطقة مجزأة على عكس الغرب فمثلا استحداث منتج أو مؤسسة على الساحل الغربي للولايات المتحدة يكون ملائما لشخص يعيش على الساحل الشرقي منها ويستفيد منه.

وبمعزل عما سبق ولكون العمل الريادي التقني جديداً على الساحة المحلية فإن الرياديين والمستثمرين وأصحاب القرار ما زالوا في طور التعلم وعلينا أن نتقبل التحديات والصعوبات والمطبات التي تواجه طريقنا.

لقد ساهمت كل هذه التحديات في ازدياد شعبية موقع كاش باشا.

- هل حصلتم على أي تمويل من أي جهات داعمة للمشاريع العربية؟ وهل تبحثون عن جهات للتمويل؟

نعم, لقد حصلنا على تمويل من أرامكس / دبي ومن  Startups500 / كاليفورنيا، علما بأننا لم نكن بحاجة لأموال الاستثمار ولكننا قبلناها لأسباب استراتيجية، منها أن أرامكس في طليعة شركات الامدادات اللوجستية في الأسواق الناشئة فكان منطقياً أن نشملهم لكسب مصداقية أكبر من خلال هذه الشراكة وكذلك الأمر بالنسبة ل Startups500 فبوجود هذه الشراكة تفتح لنا أبوابا في المستقبل في مجال الاستثمار.

 


- برأيك وبعد خبرتك في عالم المشاريع الإلكترونية، أين نحن الآن في هذا المجال مقارنة بالدول الغربية؟ وماذا ينقصنا؟

على الرغم من أن أسواقنا ليست متطورة كالغرب الا انني بكل ثقة وصراحة أؤكد بأن مواهبنا وقدراتنا المهنية على المستوى التقني والعملي يعادل الأفضل في العالم الا انها تبقى متخلفة عن الدول المتقدمة بسبب ضعف قوى السوق التنافسية.

نرى العرب يتبوأون مناصب متقدمة  في شركات الابتكارفي منطقة السيليكون فالي وفي غيرها من دول العالم المتقدم مما يدل على قدراتنا. لربما كان وجود النفط في منطقتنا لعنة متخفية خلقت جيلاً خاملاً ومستهلكاً بدلاً من أن يكون  فاعلاً ومنتجاً. لقد حدثت الثورة الصناعية ومرت أمام أعيننا دون مساهمتنا علماً بأننا ساهمنا قديماً في بناء الثقافة والعلوم.

إن افتقادنا لمجال البحث العلمي والتطوير جعل منا أمة تابعة ومستهلكة بدلا من مبتكرة ومنتجة. نحن بحاجة لأن يكون لدينا رؤية بعيدة وطويلة المدى تستمر وتخدم الأجيال القادمة.

- لو عاد بك الزمن للحظة البدء بالتخطيط للمشروع، ماذا ستغير؟

لا أندم على أشياء ومواقف كنت قد مررت بها لأنني أعتبرها خبرات أضافت لي الكثير. لقد تخليت في فترة البداية عن كثير من الأمور والأشياء لأرى رؤيتنا للمشروع تتحقق. وبطبعي أعمل بلا كلل ولا ملل ولا أتخلى عن أحلامي وأفكاري بسبب التحديات والعقبات وهذا يجعل الحياة أصعب.

بعد التمحيص والتدقيق والتفكير العميق أدركت بأن انشغالي باحراز النجاح والمال والمركز ما هو الا أمور سببت لي أزمة نفسية وأعاقت من تقدمي وتطوري الشخصي والمهني لفترة  من الزمن.

كنت سأنهار بسبب هذه الأفكار والضغوطات التي خلقتها لنفسي. لكنني وللأسف وبكل صراحة أستطيع القول بأن سبب ذلك يعود لبذور يزرعها فينا المجتمع والبيئة التي نعيشها، ولكنني أدركت لاحقا بأن هذة الأشياء ما هي الا امور بدائية ومادية ودنيوية جعلت مني حينها انساناً أقل معرفة مما أنا عليه الآن.

أراجع نفسي وأحاكيها أحيانا واستنتج بأن ما عشته من ضغوطات خلقت مني انساناً أفضل.

- ختاماً، كلمة توجهها لكل رواد الأعمال في الأردن.

يفضل معظم الناس ان يسلكوا الطرق المختصرة للوصول لغاياتهم لأنها الأسهل. نصيحتي للرواد أن يخوضوا التجارب الصعبة ويأخذوا الطرق الوعرة وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بنموهم وتطورهم المهني.