موجة حر قاتلة تضرب أوروبا.. 8 وفيات في 3 دول
أوروبا في قبضة موجة حر تاريخية: ارتفاع درجات الحرارة، ووفيات، وتهديدات اقتصادية في ظل أزمة تغير المناخ
ضربت موجة حر مبكرة وقاسية أجزاء واسعة من أوروبا هذا الأسبوع، متسببة في مقتل 8 أشخاص على الأقل في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وسط تحذيرات صحية ومناخية من استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة هذا الصيف.
أوروبا تحت قبضة موجة حر تاريخية
وصلت درجات الحرارة في بعض مناطق ألمانيا إلى 40 درجة مئوية، بينما أصدرت السلطات الإيطالية إنذارات حمراء في 18 مدينة رئيسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي فرنسا، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار الظروف المناخية الخطرة، خاصة على الفئات الأكثر ضعفًا مثل كبار السن.
وفي إسبانيا، لقي شخصان مصرعهما في حريق غابات اجتاح منطقة كتالونيا، بينما سجلت حالات وفاة أخرى في إكستريمادورا وقرطبة نتيجة الإجهاد الحراري.
أعلنت فرنسا عن حالتي وفاة و300 إصابة مرتبطة بالحر الشديد، كما توفي رجلان فوق الستين على شاطئ في سردينيا الإيطالية.
إغلاق منشآت استراتيجية ومعالم سياحية
مع استمرار الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، أعلنت شركة الطاقة السويسرية "Axpo" عن إغلاق أحد مفاعلاتها النووية في محطة "بيزناو" وتقليص إنتاج وحدة أخرى بسبب سخونة مياه الأنهار المستخدمة في التبريد.
كما تأثرت المعالم السياحية الشهيرة، إذ أُغلق الطابق العلوي من برج إيفل في باريس أمام الزوار، وأُغلق "أتوميوم" الشهير في بروكسل ثلاث مرات هذا الأسبوع كإجراء احترازي من الحرارة المرتفعة.
حرائق غابات وعواصف متوقعة
في إسبانيا، دمر حريق في كتالونيا عدة مزارع وامتد على مسافة 40 كيلومترًا قبل أن تتم السيطرة عليه.
تستعد كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا لعواصف رعدية محتملة ناتجة عن اضطراب الغلاف الجوي بسبب سخونة الهواء، حيث تسببت الأمطار والانهيارات الطينية في جبال الألب الفرنسية في عرقلة حركة القطارات بين باريس وميلانو.
أشارت دراسة صادرة عن "أليانز ريسيرش" إلى أن موجات الحر الشديدة قد تُخفض النمو الاقتصادي في أوروبا بنسبة نصف نقطة مئوية خلال عام 2025.
وأشارت الدراسة إلى أن يومًا واحدًا بدرجات حرارة تتجاوز 32 مئوية يعادل خسائر نصف يوم من الإضرابات العامة.
وفي بريطانيا، حذرت سلسلة المخابز "غريغز" من تراجع أرباحها السنوية مع انخفاض الإقبال على الطعام في ظل ارتفاع درجات الحرارة غير المعتادة.
تغير المناخ في قلب الأزمة
يؤكد العلماء أن موجات الحر أصبحت أكثر شدة وتكرارًا نتيجة تغير المناخ الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة وارتفاع حرارة المحيطات، التي تسببت هذا العام في تكون "قبة حرارية" فوق أوروبا، حابسة الهواء الساخن في الغلاف الجوي.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "الحرارة الشديدة تختبر قدرتنا على التحمل وتعرض حياة الملايين للخطر، لم نعد نستطيع أن نتفاجأ عندما تسجل درجات الحرارة أرقامًا قياسية كل عام".
وسجلت إسبانيا يونيو الأكثر حرارة في تاريخها هذا العام، بينما شهدت فرنسا أكثر شهور يونيو سخونة منذ عام 2003، ما يعكس التحول العميق في نمط المناخ الأوروبي.