البوصلة: اخترعها الإنسان قبل آلاف السنين وهكذا طورها علماء العرب

اخترعها الإنسان قبل آلاف السنين لا لشيء إلا ليعرف أين يذهب، ومن دونها ما شق البحار ولا الظلمات.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع البوصلة، وكيف ساهم علماء العرب في تطويرها.

اعتاد الناس ملاحظة النجوم لتحديد أماكنهم

اخترع الصينيون البوصلة قبل الميلاد بنحو مئتين وستة أعوام، ليغيروا معالم البشرية.. فقبل هذا الوقت، اعتاد الناس  ملاحظة النجوم واتجاهات عرض البحار والأجرام السماوية، وذلك لتحديد مواقعهم ومعرفة الأماكن والاتجاهات.

استخدم العرافون الصينيون أحجاراً سحرية

وبدأ الأمر باستخدام العرافين الصينيين أحجاراً مميزة مكونة من معدن يتألف من أكسيد الحديد.. ذلك العنصر السحري الذي يصطف دائماً من اتجاه الشمال إلى الجنوب.

صممت البوصلة الأولى على شكل لوح مربع

وبانتشار طريقة الاستخدام تلك، وبمرور الوقت، تم ابتكار البوصلات الأولى، وتم تصميمها على لوح مربع يحتوي على علامات للنقاط الأساسية والمجموعات النجمية.

ظهور الإبر الممغنطة كمؤشرات على الاتجاه

وكانت الإبرة المسطحة جهازاً على شكل ملعقة مع مقبض يشير دائماً إلى الجنوب.. وفي وقت لاحق، تم استخدام الإبر الممغنطة كمؤشرات على الاتجاه.

وظهرت أيضاً في الصين في القرن الثامن الميلادي، وأصبحت شائعة لاستخدامات الملاحة والسفن.

ظهور البوصلة الجافة والبوصلة العائمة

وفي القرن الثاني عشر، ظهر في أوروبا نوعان من البوصلة: بوصلة عائمة للأغراض الفلكية، وأخرى جافة للإبحار البحري.

وباستخدامها، تم تحسين الإبحار الذي كان يعتمد على توجيه الشمس أو النجوم، فكان مقتصراً على شهري أكتوبر وأبريل فقط. ولكن بفضل البوصلة استطاعت السفن الإبحار يومياً، وازدادت حركة المرور في منطقة البحر المتوسط، وبدأت الرحلات التجارية الفعلية بين القارات.

اختراع أول إبرة متحركة

وفي عام ألف وأربعمئة وخمسة وعشرين ميلادياً، اخترع عالم البحار ابن ماجد أول إبرة على سن لتتحرك حركة حرة، من دون الحاجة إلى وعاء الماء أو السائل.

وانتقل هذا الاختراع مرة أخرى بعد تطويره إلى أوروبا عن طريق ملاحي جنوب آسيا والبحارة الإيطاليين والإسبان، وإلى الهند عن طريق القوافل التجارية.

بوصلة لتحديد مواقيت الصلوات ومعرفة اتجاه القبلة

وتطورت البوصلة بسرعة بعد ذلك، وظهرت أنواعاً أخرى غير الأنواع البدائية.. وطور الفلكي ابن سليم المصري البوصلة الفلكية. كما ظهرت أنواعاً أخرى لتحديد مواقيت الصلوات الخمس، وكذلك معرفة اتجاه القبلة.

كما قام علماء العرب بصناعة البوصلة الجافة كمؤشر على القبلة، ولا تزال مستخدمة حتى اليوم بعد تحديث صناعتها، وكانوا أول من حدد مفهوم الانحراف، وهو مدى دقة تحديد البوصلة للاتجاهات لتقليل نسبة الخطأ.

بداية ظهور البوصلة المغناطيسية

وفي أوائل القرن السابع عشر، تم اكتشاف كميات كبيرة من أحجار الأكاسيد المغناطيسية في آسيا الصغرى، وهي أحجار تجذب الحديد والمعادن الأخرى.

وأطلق الملاحون الأوائل عليه اسم Lodestone، واستخدموه لتحديد القطب الشمالي.. وكانت بداية ظهور البوصلة المغناطيسية.

البوصلة الصلبة اليوم وتكنولوجيا عالية الدقة

وفي عصرنا الحالي، توجد البوصلة الصلبة في الهواتف النقالة وفي الساعات، كما توجد تطبيقات خاصة بالبوصلة الرقمية أكثر دقة وسهولة في التعامل معها.