أشهر العلماء العرب المسلمين واختراعاتهم وإنجازاتهم بكل المجالات

للعلماء العرب فضل كبير في التطور العلمي الذي نعيشه الآن، فهم كانوا البذرة التي انطلقت من خلالها الأبحاث العالمية في أوروبا وحصدت الأجيال التالية لهم نتائج إنجازاتهم واكتشافاتهم في شتى علوم الحياة.

ولأن العالم يحتفل كثيرًا بإنجازات الغرب في الاختراعات والاكتشافات العلمية في مجالات مختلفة، أحيانًا لا نسمع كثيرًا عن سيرة العلماء العرب في حياة وما قاموا به من إنجازات عظيمة أضاءت العالم بعد عصور من الظلام، ونسينا أن التاريخ العربي والإسلامي يزخر بالعملاء والمفكرين الذين سبقوا علماء الغرب.

أشهر العلماء العرب وإنجازاتهم

لم يكن تاريخ العرب والمسلمين يفتقر إلى العلماء أبدًا، فقد كان العرب هم مهد الحضارة والتطور وتبني المكاتب وتؤلف المؤلفات الطبية في وقت كانت أوروبا تعيش عصورا من الظلام والنزاعات والصراعات وتأكلها نيران الحقد والكراهية، وإليك أشهر العلماء العرب وإنجازاتهم.

ابن الهيثم

هل كنت تعلم أن الكاميرا بشكلها الحالي هي نتائج لبذرة أبحاث واكتشافات قام بها العالم البصري المسلم ابن الهيثم؟ أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري هو عالم عربي قدم إسهاماته في الرياضيات والبصريات وعلم الفلك والهندسة والطب والفلسفة وغيرها من العلوم.

اكتشف ابن الهيثم مبادئ اختراع الكاميرا، كما كان أول من شرّح العين تشريحًا كاملًا ووضح وظائف أعضائها. يعتبر ابن الهيثم أيضًا من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين استخدموا التجربة في محاولة لتفسير الفيزياء رياضيًا.

الخوارزمي

أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي واحد من أشهر علماء الفلك والجغرافيا ويعتبر من أوائل علماء الرياضيات المسلمين، وعُهد إليه رسم خارطة الأرض. ترك الخوارزمي خلفه مؤلفات في علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا ولعل أهمها "كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة" والذي يعد أول حل منهجي للمعادلات الخطية والمعادلات التربيعية، ويعتبر مؤسس علم الجبر.

ترجمت كتبه إلى اللغة اللاتينية، ودخلت على إثرها كلمات جديدة إلى اللاتينية منها الجبر والصفر. ضمت مؤلفاته كتاب "الجمع والتفريق في الحساب الهندي" وكتاب "رسم الربع المعمور" وكتاب "تقويم البلدان".

ابن خلدون

واحد من أشهر العلماء العرب والمسلمين هو أبو زيد ولي الدين عبد الرحمن بن محمد الشهير بابن خلدون برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني، ويعد أول العلماء الذين طبقوا المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية وهو من أشهر العلماء العرب المسلمين.

ألف ابن خلدون العديد من الكتب في علم الاجتماع أهمها "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" وقد عرف هذا الكتاب باسم "تاريخ ابن خلدون".

وقد كتب لهذا الكتاب مقدمة شهيرة يمكن أن تكون كتابًا بذاتها وهي "مقدمة ابن خلدون"، ولمؤلفاته أثر كبير في الفكر العالمي، فهو أول من قدم رؤى واضحة شملت الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقدية وقد ترجمت كتبه إلى العديد من اللغات منها اليونانية والفرنسية واللاتينية.

الفارابي

محمد الفارابي هو عالم مسلم يعد من أهم الشخصيات الإسلامية التي أتقنت علومًا شتى منها الفيزياء والفلسفة والموسيقى والطب، وقد اهتم بشكل كبير بمؤلفات أرسطو المعروف بالمعلم الأول، لذا أطلق معاصروه بـ"المعلم الثاني" حيث قدم تفسيرات لأفكار أرسطو وأضاف تعليقات عليه.

يعد أبو نصر الفارابي المؤسس الأول للفلسفة الإسلامية، وقد تأثر به العديد من العلماء الذين أتوا من بعده، وقد ألف كتبًا عن الموسيقية والفيزياء. وأفكاره الفلسفية جمعت بين المذهب الأرسطي والأفلاطوني.

جابر بن حيان

برع العالم العربي المسلم جابر بن حيان في علوم الكيمياء والفلسفة والفلك والهندسة والطب والصيدلية، ويعد أول العلماء الذين استخدموا الكيمياء في التاريخ، لذا حصل على لقب "أبي الكيمياء".

ينسب لجابر ابن حيان اختراع العديد من الحوامض وتحضيرها ومنها حمض الكبريتيك والذي سماه "زيت الزاج" وقد بلغت مخطوطاته في علم الفلك ما يزيد عن 3 آلاف مخطوطة.

كانت إسهاماته أيضًا في علم الكونيات والموسيقى الطب والأحياء والهندسة والنحو والفلك، وقد ترجمت العديد من أعماله في الكيمياء إلى اللغة اللاتينية. تأثر جابر بن حيان بكتابات المصريين القدماء والإغريق في علم الكيمياء، كما تأثر بأفلاطون وأرسطو كذلك.

من أهم إسهاماته في مجال الكيمياء استخدام المنهج التجريبي، كما أنه مخترع القلويات وماء الفضة، وهو صاحب الفضل في تعريف الأوروبيين ماء النشادر وماء الذهب والبوتاس. من إسهاماته أيضًا تكرير المعادن وتحضير الفولاذ وصبغ الأقمشة وتددبغ الجلود وغيرها.

إسهامات العلماء العرب والمسلمين في تطور الطب والصيدلة

كانت إسهامات العلماء العرب والمسلمين في تطور الطب والصيدلية كثيرة ومؤثرة، فهناك العديد من العلماء العرب والمسلمين الذين قدموا مؤلفات طبية ظلت مرجعًا طبيًا لقرون عدة ومنهم من اكتشف أمراضاً ووضع لها أوصافًا دقيقة.

ابن سينا

هو عالم وطبيب مسلم اشتهر بالطلب والفلسفة، وعرف باسم "الشيخ الرئيس" بينما أطلق عليه الغربيون لقب "أمير الأطباء"، و"أبو الطب الحديث في العصور الوسطى". ألف ابن سينا 200 مؤلف في مجالات مختلفة وركزت العديد منها على الفلسفة والطب.

يعد ابن سينا أول من كتب عن الطب في العالم، وأشهر كتاباته "القانون في الطب" الذي ظل مرجعًا طبيًا لمدة 7 قرون متتالية. يعد ابن سينا أول من وصف التهاب السحايا الأولي وصفًا دقيقًا، كما أنه وصف أسباب اليرقان ووصف أمراضاً أخرى منها حصى المثانة. اهتم ابن سينا أيضًا بالعلاجات النفسية في الشفاء.

أبو بكر الرازي

أبو بكر الرازي هو عالم مسلم برز في علوم مختلفة أهمها علم الطب والفلسفة والكيمياء، وقد وصف بأنه أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، وهو من ألف كتاب "الحاوي في الطب" الذي ضم كل المعارف الطبية منذ الإغريق وظل مرجعًا للطب في أوروبا لمدة 400 عام.

من أعظم كتبه "تاريخ الطب" وكتاب "المنصور" في الطب" وكتاب "الأدوية المفردة" الذي تحدث فيها عن الوصف الدقيق لأعضاء الجسم. الرازي أيضًا هو أول من ابتكر خيوط الجراحة وصنع المراهم وله مؤلفات عديدة في الصيدلة وساهم في تطور علم العقاقير والأدوية.

أبو القاسم الزهراوي

واحد من أعظم الجراحين في العالم الإسلامي، ووصفه الكثيرون بأنه "أبو الجراحة الحديثة" من أشهر مؤلفاته "التصريف لمن عجز عن التأليف" ويعد موسوعة طبية عريقة مكونة من 30 مجلدًا. كانت له إسهامات طبية عديدة فيما يتعلق بالتقنيات الطبية والأجهزة ولا تزال بعض اختراعاته تستخدم حتى الآن.

الزهراوي هو أول من اكتشف الطبيعة الوراثية لمرض الناعور، وأول طبيب يصف الحمل خارج الرحم وقد تخصص في علاج الأمراض بالكي واخترع العديد من أدوات الجراحة وأول من عمل عملية القسطرة، كما ابتكر آلة دقيقة لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة وغيرها من الاكتشافات.

ما دور العلماء في المجتمع؟

للعلماء دور كبير في تطوير المجتمع وتقدمه، حيث لهم دور حيوي في توليد المعرفة وتطوير مجالات علمية واجتماعية وتكنولوجية أيضًا. يعمل العلماء على إجراء البحوث والدراسات المختلفة لاكتشاف الحقائق من حولنا.

يساهم العلماء أيضًا في تطوير الابتكارات العلمية وتحسين الأدوات والتقنيات التي تحسن من حياة البشر. يقوم العلماء أيضًا بنقل الخبرات والعلم للأجيال القادمة من خلال المؤسسات التعليمية والأكاديمية. يقوم العلماء أيضًا بحل المشكلات في مجالات مختلفة مثل الطب والبيئة والاقتصاد والاجتماع من خلال البحوث والدراسات العلمية المبتكرة.