الرسوم الأمريكية تدفع مصانع الصين لتقليص العمالة والأجور

المصانع الصينية تقلّص ساعات العمل وتخفض الأجور مع تصاعد تأثير الرسوم الأمريكية

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: دقيقتين قراءة
الرسوم الأمريكية تدفع مصانع الصين لتقليص العمالة والأجور

تواجه المصانع الصينية ضغوطًا متزايدة بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية، ما يدفعها إلى خفض ساعات العمل وتقليص الأجور للحفاظ على قدرتها التنافسية.

منافسة صينية شرسة تدفع المصانع لخفض التكاليف

وفي تقرير جديد لوكالة رويترز، كشف عن تخفيض أحد مصانع الصين تكاليف الأجور بنسبة 30% لمواجهة المنافسة الشرسة من شركات صينية توقفت عن التصدير إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم المرتفعة، وبدأت في استهداف عملائها التقليديين في أستراليا.

يقول مايك تشاي، صاحب أحد المصانع، إنه اضطُر. تشاي، الذي خفض بالفعل عدد عماله إلى النصف منذ جائحة كورونا، يقول إنه لا يملك مجالًا لمزيد من التقليص، فلجأ إلى تقصير ساعات العمل ومنح إجازات غير مدفوعة، وهي ممارسة أصبحت شائعة وتشكل عامل ضغط انكماشي على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

بطالة الصين الرسمية ثابتة

ورغم بقاء معدل البطالة الرسمي في الصين عند نحو 5%، يرى خبراء الاقتصاد أن البطالة الجزئية – التي لا تُسجل رسميًا – تتفاقم مع ارتفاع الرسوم الجمركية وتخمة الإنتاج الصناعي، مما يضعف دخول العمال ويقوّض ثقتهم في المستقبل، ويحد من إنفاقهم الاستهلاكي.

تراجعت الثقة الاستهلاكية إلى مستويات قياسية منخفضة، وضعفت مبيعات التجزئة، فيما سجل التضخم صفرًا في يوليو الماضي.

عمال المصانع هم الخاسر الأكبر من الحرب التجارية

تقول أليسيا غارسيا-هيريرو، كبيرة خبراء الاقتصاد في بنك Natixis، لوكالة رويترز، إن عمال المصانع هم الخاسر الأكبر من هذه المنافسة الشرسة، إذ تضطر الشركات لخفض الأسعار والتكاليف، وبالتالي الأجور، في حلقة مفرغة تضغط على معيشة العمال.

في يوليو، تراجعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 21.7% على أساس سنوي، بينما ارتفعت إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 9.2%، وإلى دول جنوب شرق آسيا بنسبة 16.6%، وإلى أستراليا بنسبة 14.8%.

عقود عمل مؤقتة وتراجع الأجور في سوق العمل الصيني

للحد من الخسائر، لجأ بعض أصحاب المصانع إلى الاستعانة بعمال مؤقتين، يُستدعون عند وجود طلبيات جديدة ويُستغنى عنهم عند تراجع الطلب، لتجنب دفع تكاليف التأمينات والمعاشات.

وفي أسواق العمل بالصين، انخفضت الأجور اليومية والساعة مقارنة بالعام الماضي، فيما يشتكي العمال من صعوبة العثور على وظائف مستقرة، وتعرضهم لاقتطاعات ورسوم غير مبررة من قبل بعض الشركات.

كما حذر الخبراء من أن استمرار تراجع الأجور في الصناعات منخفضة المهارة – مثل النسيج والأثاث والإلكترونيات البسيطة – قد يفرض ضغوطًا انكماشية أوسع على الاقتصاد الصيني.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة