بموافقة ترامب.. استثمار ياباني ضخم في مصانع الصلب الأمريكية

في خطوة مفصلية تعكس تحوّلًا في السياسات الاقتصادية الأمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترامب موافقته الرسمية على صفقة دمج شركة "يو إس ستيل" الأمريكية مع شركة "نيبون ستيل" اليابانية، بعد توقيع اتفاق أمني وطني يهدف إلى حماية مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.

صفقة دمج "يو إس ستيل" مع "نيبون ستيل"

الصفقة التي أثارت جدلاً واسعًا خلال الأشهر الماضية، حظيت أخيرًا بالموافقة التنفيذية عقب توقيع الجانبين على اتفاق يمنح الحكومة الأمريكية "سهمًا ذهبيًا"، ما يوفر لها صلاحيات خاصة في ما يتعلق بإدارة الشركة، والإنتاج المحلي، والسياسات التجارية.

وأكدت الشركتان في بيان مشترك أن الصفقة حصلت على كافة الموافقات التنظيمية المطلوبة، ومن المقرر استكمال إجراءات الدمج خلال الفترة القريبة المقبلة.

كما أعلنت "نيبون ستيل" التزامها باستثمارات جديدة داخل الولايات المتحدة بقيمة 11 مليار دولار بحلول عام 2028، تشمل مشروعًا صناعياً حديثًا سيُنجز بعد هذا التاريخ.

ترامب: السيطرة تبقى أمريكية... ولا تسريحات أو تصدير للوظائف

الرئيس ترامب، الذي عارض في البداية صفقة البيع خلال حملته الانتخابية، تراجع عن موقفه بعد توليه المنصب وأمر بمراجعة شاملة للصفقة في أبريل الماضي.

وخلال خطاب أمام عمال "يو إس ستيل" في بيتسبرغ، أكد ترامب أن الشركة "ستبقى تحت السيطرة الأمريكية"، واصفًا "نيبون" بأنها "شريك قوي وملتزم".

وأعلن الرئيس أن أفران الصهر التابعة لـ"يو إس ستيل" ستواصل العمل بكامل طاقتها لمدة لا تقل عن عشر سنوات، مع ضمان عدم تسريح أي موظف، ومنع نقل الوظائف إلى الخارج، بالإضافة إلى مكافأة مالية بقيمة 5,000 دولار لكل عامل.

سهم ذهبي ومكاسب سياسية

السهم الذهبي الذي تضمنه الاتفاق يعطي الحكومة الأمريكية حق النقض والتحكم في قرارات استراتيجية معينة، وقد أشار السيناتور ديف ماكورميك إلى أن هذا السهم سيمكن الحكومة من تعيين أعضاء في مجلس الإدارة لضمان حماية المصالح الوطنية.

ترامب شدد على أن الاتفاق ليس "استحواذًا" بل "شراكة استراتيجية"، في حين أظهرت وثائق رسمية أن "يو إس ستيل" ستصبح شركة تابعة بالكامل لـ"نيبون أمريكا الشمالية"، ما أثار تساؤلات لدى المستثمرين والنقابات.

وفي سياق متصل، أعلن ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50% بدءًا من 4 يونيو، في خطوة تهدف إلى حماية الصناعة الوطنية من المنافسة الأجنبية، وذلك بالتزامن مع مفاوضات تجارية جارية بين الولايات المتحدة واليابان.