صادرات الصين ترتفع 5.8% في يونيو رغم الرسوم الأمريكية

شهدت صادرات الصين في يونيو 2025 قفزة ملحوظة تجاوزت توقعات المحللين، مدعومة بزيادة كبيرة في الطلب من الأسواق الآسيوية والأوروبية، وتراجع طفيف في تأثير التعريفات الجمركية الأميركية بعد هدنة تجارية مؤقتة.

ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، ارتفعت صادرات البلاد بنسبة 5.8% على أساس سنوي، متجاوزة تقديرات وكالة رويترز التي توقعت نمواً قدره 5%.

نمو في الصادرات وتباطؤ في الواردات

رغم التحديات المرتبطة بانكماش الطلب المحلي، شهدت واردات الصين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1.1%، في أول نمو شهري منذ بداية العام، ما يُعد إشارة على تعافي تدريجي في بعض القطاعات، ومع ذلك، فإن الرقم أقل من التوقعات التي بلغت 1.3%.

رغم استمرار التوترات التجارية، تراجعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.1%، إلا أن هذا الانخفاض يُعد أقل حدّة مقارنة بشهر مايو، ما يشير إلى بعض التأثير الإيجابي من الاتفاق التجاري المؤقت الموقع في مايو بجنيف.

وفي المقابل، قفزت الصادرات الصينية إلى دول جنوب شرق آسيا بنسبة 16.8%، وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.6%، ما يعكس تنويعاً ناجحاً للأسواق الصينية خارج الإطار الأميركي.

صادرات قياسية للمعادن النادرة وسط احتدام الصراع التجاري

سجلت الصين في يونيو رقماً قياسياً في صادرات المعادن النادرة، إذ ارتفعت بنسبة 60.3% إلى 7,742 طن، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد. 

هذا الارتفاع يُعزى إلى تخزين الأسواق العالمية لهذه المواد الحيوية قبل انتهاء فترة الإعفاء الجمركي في 12 أغسطس.

مكاسب في قطاعات صناعية استراتيجية

أظهرت البيانات نموًا في صادرات منتجات صناعية رئيسية:

• الصلب: بزيادة 10% إلى 9.7 مليون طن.
• السيارات: بنمو 27.4%.
• الرقائق الإلكترونية: ارتفاع بنسبة 25.5%.
• السفن: بزيادة 11.9%.

كما ارتفعت واردات الصين من فول الصويا والنفط الخام بنسبة 10.4% و7.4% على التوالي.

فائض تجاري ضخم وتوقعات اقتصادية غير مستقرة

في النصف الأول من العام، بلغ إجمالي فائض التجارة الصيني 585.96 مليار دولار، بزيادة تقارب 35% مقارنة بالعام الماضي، رغم تراجع الواردات بنسبة 3.9%.

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن النمو في الصادرات سيساعد في دعم الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني ليبقى قريبًا من هدف الحكومة البالغ 5%.

 إلا أن الخبير الاقتصادي تشي وي تشانغ حذر من أن الزخم قد يتراجع في النصف الثاني من العام، ما يتطلب حزمة تحفيز مالي جديدة لتفادي تأثيرات الرسوم الأميركية المرتفعة.

تطورات سياسية وتجارية بين واشنطن وبكين 

أشارت تقارير رسمية إلى أن الاتفاق التجاري الذي تم في جنيف، وإطار العمل المشترك الذي خرج من اجتماعات لندن، يمهدان لمرحلة جديدة من الحوار، مع اتفاقات مبدئية على تخفيف القيود الأميركية على تصدير الإيثان وبرمجيات تصميم الشرائح الإلكترونية ومكونات محركات الطائرات.

في السياق ذاته، ارتفعت صادرات الصين إلى فيتنام بنسبة 23.8%، وسط تقارير عن لجوء الشركات الصينية لهذا المسار لتفادي الرسوم الأميركية.

 وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 40% على الشحنات التي تمر عبر دول مثل فيتنام، واتهم بكين بالتحايل على النظام الجمركي.