الصين تهاجم المخابرات الأمريكية بسبب تقريرها السري عن كورونا

  • تاريخ النشر: الأحد، 31 أكتوبر 2021
الصين تهاجم المخابرات الأمريكية بسبب تقريرها السري عن كورونا

عبرت الصين عن غضبها الشديد من تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي صدر خلال الأيام السابقة ويكشف معلومات حول منشأ فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية.

ووصفت الصين التحقيق الذي أجرته الاستخبارات الأمريكية بأنه "مسيس وكاذب" وطالبت بكين من واشنطن التوقف عن مهاجمتها.

وذكر وانغ وينبين الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن هناك طبيعة سياسية خاطئة صدر من خلالها هذا التقرير.

كما اعتبرت الصين أن تنصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية على بكين من أجل التوصل إلى منشأ فيروس كورونا يعتبر تسييس للقضية ومحاولة من الولايات المتحدة لتشويه سمعة الصين أمام العالم.

وتسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن تقرير سري للغاية عن منشأ فيروس كورونا في الصين بعد المهلة التي أعطاها بايدن لأجهزة الاستخبارات لتقديم تقرير يكشف أصل وباء كورونا.

ولم يقدم التقرير دليلاً دامغاً على ما إذا كان الفيروس ظهر من مصدر حيواني أم تم تصنيعه في المختبر.

كما طالب التقرير بتعاون أكبر من الصين للتوصل إلى معلومة قاطعة عن أصل الفيروس، كما وصف التقرير تصرفات الصين بأنها تعرقل التحقيق العالمي حول منشأ كورونا.

ولم يستبعد التقرير أن فيروس كورونا مصنع في مركز الأبحاث الموجود في ووهان الصينية برغم عدم وجود أدلة تدعم هذا الظن حتى الآن، ولكن الصين تستمر في رفض هذه الفرضية من أساسها مؤكدة أنها غير صحيحة.

وتحث منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات التي تبحث عن أصل وباء فيروس كورونا، الصين من أجل إجراء تحقيق جديد وتقديم تعاون أكبر ولكن الصين رفضت ذلك.

وتزعم الصين أن هذه الدعوات تعتبر ذات دافع سياسي وهو ما لا تقبله بكين بأي شكل من الأشكال.

فيما وصف بايدن بأن الصين تحجب معلومات مهمة حول أصل فيروس كورونا وأن المسؤولين في بكين منعوا المحققين الدوليين من خلال تضليلهم حول المعلومات.

وتصب أغلب التقارير في اتجاه أن فيروس كورونا لم يعدل وراثياً ولم يتم تصنيعه في أحد المختبرات ولكنه قد يكون انتقل من الحيوان إلى الإنسان قبل أن ينتشر ليصبح جائحة بعد ذلك.

تقرير المخابرات الأمريكية السرية عن فيروس كورونا

وكشف تقرير للمخابرات الأمريكية الكثير من المعلومات التي توصلت إليها التحريات عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وذلك مع اقتراب ذكراه السنوية الثالثة.

وتكشف المعلومات الأمريكية أن المسؤولين الصينيين لم يعرفوا شيئاً عن الوباء قبل الإعلان عنه بعكس ما تم اعتقاده لأشهر طويلة.

كما أكدت المخابرات الأمريكية أن فيروس كورونا لم يطور كسلاح بيولوجي كما أشيع ولكن لا يزال هناك أكثر من منشأ محتمل للوباء حتى الآن.

الصين لم تتكتم على انتشار فيروس كورونا عمداً 

ويشير التقرير الأمريكي أن الفيروس ظهر بشكل محدود في شهر نوفمبر من عام 2019 ولم تتكتم الحكومة الصينية على أنباء انتشار الوباء بشكل متعمد ولكنها لم تكن على علم بانتشاره.

وتفيد المعلومات بأن معهد ووهان لعلم الفيروسات كان سبباً في إنشاء مجموعة من فيروسات كورونا الشبيهة لفيروس سارس.

بينما لم تتأكد المعلومات ما إذا كان فيروس كورونا تمت هندسته وراثيا داخل معهد ووهان أم لا حتى الآن.

وتعتقد المخابرات الأمريكية أن الفيروس قد يكون انتقل في البداية من حيوان إلى إنسان وذلك بناء على تقارير 4 وكالات تابعة للمخابرات الأمريكية، فيما ذهب تقرير خامس إلى أن الإصابة بدأت من مختبر ووهان وتسللت إلى الإنسان.

وكانت أول إصابة لفيروس كورونا لبشري قد ظهرت في مدينة ووهان الصينية خلال شهر ديسمبر من عام 2019.

فرصة أخيرة للوصول إلى حقيقة نشأة كورونا

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من شهر أكتوبر الجاري أنها أمام فرصة أخيرة من أجل الوصول إلى حقيقة منشأ فيروس كورونا.

وطالبت منظمة الصحة العالمية التعاون الصيني الكامل في هذا الصدد من خلال تقديم بيانات أولى حالات الإصابة في البلاد.

ومن جانبها، شددت الصين على أن نظريات تسرب الفيروس من أحد معاملها غير صحيحة كلياً وهو ما يجعل المزيد من الزيارات للتحقيق ليس لها أي داعي من وجهة نظرها.

وسادت حالة من التوتر بين الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب والصين بسبب اتهامات الرئيس الأمريكي السابق إلى الصين بأنها تتستر على معلومات تكشف حقيقة نشأة فيروس كورونا وأن الفيروس تسرب من مختبر في مدينة ووهان.

وتعمل منظمة الصحة العالمية لما يزيد على السنتين من أجل الوصول إلى حقيقة نشأة الفيروس وأسباب ظهوره وانتقاله إلى البشر ولكنها لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة إلى الآن فيما تستمر الصين في تأكيداتها بأن الفيروس لم يتسرب من أي مختبر خلال ديسمبر من عام 2019 والذي شهد أول إصابة بالفيروس.

كورونا تسبب في وفاة 5 ملايين شخص

الجدير بالذكر أن فيروس كورونا تسبب بصورة مباشرة في وفاة ما يقارب 5 ملايين شخص حول العالم قبل إتمام 3 سنوات على ظهوره بداية من ديسمبر في عام 2019.

بينما تؤكد الفحوصات إصابة حوالي 244 مليون شخص حول العالم بالفيروس، وبرغم شفاء الغالبية العظمى من الإصابة ولكن البعض عانى من آثار هذا الفيروس لأشهر طويلة.

وفي الوقت ذاته، تعتقد منظمة الصحة العالمية أن الإصابات والوفيات بفيروس كورونا قد تكون أكثر بضعفين أو ثلاثة أضعاف المعلن عنه وذلك بسبب عدم قدرة حصر كل حالة إصابة ووفاة ناتجة عن الفيروس في كل دول العالم.