تطبيق سعودي لمشاركة المشاعر يتلقى استثمارًا ويغادر إلى وادي السيليكون

  • ومضةبواسطة: ومضة تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
تطبيق سعودي لمشاركة المشاعر يتلقى استثمارًا ويغادر إلى وادي السيليكون

آخر مرة تحدثت فيها مع محمد القاضي، مؤسّس تطبيق "فيل إيت" Feelit الخاصّ بمشاركة المشاعر مع الآخرين، كنا في شهر كانون الثاني/ يناير 2014. أخبرني عندها الشاب السعودي أنه لا يبحث حاليًّا عن رأس مال للشركة. "لقد تحدثنا مع بعض المستثمرين لكننا لا نحتاج إليهم الآن. نريد أن نحسّن التطبيق أولاً والحصول على المزيد من المستخدمين، وما إن يصبح التطبيق جاهزًا سنبحث عن استثمار. ستكون قيمتنا أكبر عندها".

وبالفعل، انتظر القاضي وشركاؤه إلى أن بدأ التطبيق بجذب نسبة زيارات وتفاعل عالية. فبعد إطلاق تحديث ثانٍ لـ "فيل إيت" وتحسين واجهة الاستخدام وجعلها متمحورة أكثر على مشاركة المشاعر وإرسال العناق إلى الآخرين، وصل عدد المستخدمين على التطبيق إلى 80 ألف مستخدم، بعد أن كان الرقم 15 ألف مستخدم في آخر حديث لنا معه. وبالرغم من أن العدد لم يزدد كثيرًا إلا أنّ القاضي يعترف أنهم ركزوا أكثر على الواجهة والتجرية أكثر من أي شيء آخر. وهذا ما زاد نسبة التفاعلات على التطبيق، بحسب قوله: "بعد أن أطلقنا النسخة الثانية، بدأنا نلحظ زيادة في النشاط وبدأ الناس يشاركون مشاعرهم بكثافة. بعضهم قام بـ16 مشاركة يوميًّا"، أخبرني القاضي بفرح وحماسة، "ووصلنا الآن إلى 9 مليون عناق". كما أنّ الرسائل والتشجيعات التي تلقاها الفريق من المستخدمين جعلتهم مقتنعين أكثر أنّ منتجهم مطلوب ومرغوب. "بنينا مجتمعًا قائمًا على مشاركة المشاعر ومساندة الآخرين. يمضي مجمل المستخدون حوالي 75 ألف دقيقة في اليوم الواحد على التطبيق، أي ما يعادل شهر وعشرة أيام"، استنادًا إلى تطبيق الإحصاءات "فلوري" Flurry الذي استحوذت عليه ياهو في تموز/يوليو.  

تطبيق سعودي لمشاركة المشاعر يتلقى استثمارًا ويغادر إلى وادي السيليكون

بعد الزخم والتشجيع الهائليْن والتأكد من أن قيمة المنتج باتت أكبر الآن، أصبح البحث عن استثمار منطقيًّا أكثر من أجل التوسّع بالمنتج والاستفادة من إمكانياته لتحقيق الأرباح. وحين أتى الوقت المناسب، قرِع الباب.

رحلة إلى وادي السيليكون

بعد أن فاز التطبيق في مسابقة عرض الشركات في "عرب نت" الرياض التي انعقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دعي فريق "فيل إيت" إلى "عرب نت" دبي، وأعطي قسمًا مخصّصًا له. هناك، كانت له فرصة لقاء بين ليفي، المؤسّس الشريك لـ "بوتستراب لابز" BootstrapLabs، شركة استثمارية في وادي السيليكون. بعد تبادل أطراف الحديث لساعة أو أكثر، أبدى ليفي اهتمامًا بالمنتج وأعطى ردود فعل مفيدة: "قال لنا إنهم يبحثون عن مهارات عالمية خارج وادي السيليكون، فالمهارات موجودة في كلّ مكان، على عكس الفرص."   

في حزيران/يونيو، توجّه القاضي إلى وادي السيليكون للقاء الشريك الثاني، نيكولاي وادستروم، وإعطائهما فكرة أوضح عن طريقة عمل الفريق، وتزويدهم بأرقام عن إنجازات الشركة الصغيرة السعودية. "آمنا بالفريق وبشغفه. فالبنسبة لهما، المنتج قابل للتعديل لكن الفريق هو أهم شيء." 

بعد عودة القاضي إلى السعودية، استمرت النقاشات الإيجابية بين الطرفين عبر سكايب، وأسفرت عن صفقة استثمار الأسبوع الماضي بقيمة 100 ألف دولار أميركي من "بوستراب لابز"، تبعها صفقة استثمار أخرى بقيمة 15 ألف دولار من مستثمر مخاطر اسمه ويل بنكر قابله خلال فعالية في وادي السيليكون، وبنكر كان قد أسّس مسبقًا أكبر موقع مواعدة في التسعينات أصبح اليوم Match.com. كما تلقى الفريق استثمارًا آخر بقيمة 185 ألف دولار من مستثمرين سعوديين فضلوا عدم البوح بأسمائهم. بذلك يكون مجمل قيمة الاستثمار 300 ألف دولار الأميركي.

مغادرة السعودية

الآن، يتحضّر الفريق الذي يضمّ الشركاء الآخرين، البراء حكمي، عمر العيسى وعمر العيسى، إلى استخدام الاستثمار للتوسع عالميًّا. ستنتقل الشركة بكاملها إلى وادي السيليكون خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر تقريبًا ويقول القاضي إن تركيزهم الآن سيكون على سوق الولايات المتحدة بدلاً من السعودية. "نحن نؤمن بأن المشاعر هي لغة عالمية ولها إمكانيات عالمية وسنعمل على زيادة عدد مستخدمينا هناك وتقييم ملائمة المنتج للسوق"، قال لي القاضي خلال اتصالنا. "لن نركّز على السعودية بعد الآن".

قد تكون هذه الخطوة الجذرية بابًا واسعًا يقود الفريق إلى النجاح العالمي، بدلاً من أن يكتفي بالسوق المحلية. يبقى أن ننتظر لنرى كيف سيتفاعل المستخدمون في السوق الأميركية مع التطبيق وكيف سيجني الفريق الأرباح منه.

--

شاهد في الفيديو أدناه حديث محمد القاضي خلال "تيد إكس" في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، للتعرّف على قصته الملهمة أكثر.