تعرّف على ثورة 23 يوليو في مصر

ثورة يوليو هي ثورة قام بها ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952، كانت حرب فلسطين 1948 هي الحافز لظهور تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري، وهو التنظيم الذي قام في 23 يوليو 1952 بانقلاب أبيض، سيطر خلاله على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع بيان ثورته الأول بصوت الرئيس المصري الراحل، أنور السادات.

أسباب قيام ثورة يوليو 1952

كان مما عجل باندلاع ثورة يوليو فوز مرشح الضباط الأحرار اللواء محمد نجيب في انتخابات نادى الضباط وخسارة مرشح الملك فاروق، ليكون رد فعل الملك على هذا هو قيامه بحلّ مجلس النادى.

سبب آخر هو وقوع مجزرة الإسماعيلية في ٢٥ يناير، التي حدثت حينما رفضت قوات الشرطة المصرية في محافظة الإسماعيلية المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية.

أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 56 شرطياً مصرياً و73 جريحاً، وقامت القوات البريطانية بالاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية. تحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيداً قومياً لمحافظة الإسماعيلية.

هذا بالإضافة إلى حدوث حريق القاهرة، وهو حريق كبير اندلع في 26 يناير 1952 في عدّة منشآت في العاصمة المصرية، في خلال ساعات قلائل من الحريق التهمت النيران نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة.

من الأسباب أيضاً التي أدت إلى اندلاع الثورة تلقى جمال عبدالناصر أخباراً عن نية القصر القبض على ١٣ من ضباط التنظيم.

اجتمع الضباط ووافقوا على الخطة التي وضعها زكريا محيى الدين، أحد الضباط الأحرار، بتكليف من عبدالناصر، وقرروا أن تكون ساعة الصفر الواحدة ليلة الأربعاء ٢٣ يوليو ١٩٥٢، بعدها تمت السيطرة على المرافق الحيوية وإذاعة البيان الأول للثورة.

تنازل الملك فاروق عن العرش

تنازل الملك فاروق بعد ثورة 23 يوليو عن عرش مصر، فقد أجبرت الثورة الملك علي التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.

بعد نجاح الثورة تم تكليف علي ماهر باشا، وهو سياسي مصري بارز شغل منصب رئيس وزراء مصر أربعة مرات وعُهد إليه برئاسة أول وزارة مصرية في عهد الثورة، واتصل الثوار بالسفير الأمريكى لإبلاغ رسالتهم إلى القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلى، وأن كل الأجانب آمنون وبمنأى عما يحدث، تفادياً لتدخل القوات البريطانية لدعم القصر.

تم تشكيل مجلس وصاية على العرش، ولكن فعلياً كانت إدارة الأمور في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط برئاسة اللواء محمد نجيب، ثم أُلغيت الملكية في مصر وأُعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.

اتخذ مجلس قيادة الثورة بعض القرارات المحورية، مثل:

• حلّ الأحزاب وإلغاء دستور ١٩٢٣ بعد ستة أشهر من الثورة.
• تحديد فترة انتقالية مداها ثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهورى جديد

أهداف ثورة يوليو 1952

حدد الضباط ستة مبادئ قامت عليها ومن أجلها ثورتهم، هي:

• القضاء على الإقطاع.
• القضاء على الاستعمار.
• القضاء على سيطرة رأس المال.
• إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
• إقامة جيش وطني قوي.
• إقامة عدالة اجتماعية.

إنجازات ثورة يوليو

حققت ثورة يوليو العديد من الإنجازات منها:

• الإنجازات السياسية:

1. تأميم قناة السويس، وتدشين السد العالي.
2. استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي.
3. السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي.
4. إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا.
5. إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية.
6. توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاماً من الاحتلال.
7. بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين.

• إنجازات اقتصادية واجتماعية:

1. قضت على الإقطاع وحددت الملكيات الزراعية.
2. مصرت وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب.
3. إلغاء فروق الطبقات الضخمة بين الشعب المصري، فأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.
4. قضت الثورة على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل.
5. حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي.
6. قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.

• إنجازات تعليمية:

1. قررت مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي.
2. ضاعفت من ميزانية التعليم العالي.
3. أنشئت عشرة جامعات في جميع أنحاء البلاد بدلاً من ثلاث جامعات فقط.
4. إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.