جميلة بوحيرد: أسرار لا تعرفها عن أيقونة الثورة والنضال الجزائرية

  • تاريخ النشر: الأحد، 29 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 01 ديسمبر 2020
جميلة بوحيرد: أسرار لا تعرفها عن أيقونة الثورة والنضال الجزائرية

هي أيقونة الثورة الجزائرية، ظلت تردد "الجزائر أمنا" منذ كانت طفلة في طابور المدرسة وحتى أقسى لحظات التعذيب على يد جنود الاستعمار الفرنسي، إنها جميلة بوحيرد أيقونة النضال الثوري، التي عانت ويلات التعذيب أثناء اعتقالها.

جميلة بوحيرد: أسرار لا تعرفها عن أيقونة الثورة والنضال الجزائرية

جميلة بوحيرد:

ولدت جميلة بوحيرد بالقصبة في الجزائر في عام 1935؛ لأب جزائري مثقف وأم تونسية، كانت جميلة البنت الوحيدة مع 7 أشقاء ذكور. وكان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية.

الجزائر أمنا:

لقد ظهر هذا منذ طفولتها، فحين كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا. كانت جميلة بوحيرد تصرخ وتقول: الجزائر أمنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع، وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية.

التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل وكانت تهوى تصميم الأزياء، مارست الرقص الكلاسيكي وكانت ماهرة في ركوب الخيل.

جبهة التحرير الوطني:

عقب اندلاع الثورة الجزائرية انضمت جميلة بوحيرد إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الإحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، وذلك عام 1954. التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات مع المناضلة جميلة بو عزة التي قامت بزرع القنابل في طريق الإستعمار الفرنسي.

كما كان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة ياسيف السعدي، الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن دفع مبلغ مئة ألف فرنك فرنسي ثمناً لرأسه.

رحلة التعذيب والمطاردة:

ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1 من الاستعمار الفرنسي؛ حتى ألقي القبض عليها عام 1957 عندما سقطت بعد إصابتها برصاصة في الكتف. لتبدأ رحلة طويلة من التعذيب على أيدي جنود الاحتلال.

تعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام من طرف المستعمر كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا.

حكم بالإعدام:

حين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957. وفور النطق بالحكم قالت جملتها الشهيرة: "أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".

تحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم.

السجن مدى الحياة:

تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها بعد ذلك مع بقية الزملاء.

خروج جميلة بوحيرد من السجن:

بعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد وقد أسلم واتخد منصور اسماً له.

جميلة بوحيرد في عيون الشعراء والسينما:

أصبحت جميلة بوحيرد أشهر رموز المقاومة في الجزائر والوطن العربي بأجمعه .وقد ألهم نضالها العديد من الشعراء من بينهم بدر شاكر السياب ونزار قباني وصلاح عبد الصبور. وتجاوز عدد القصائد التي كتبت عنها 70 قصيدة، كما كانت قصة نضالها محور فيلم بعنوان جميلة عام 1958 للمخرج المصري يوسف شاهين.

جميلة بوحيرد أيقونة الحرية:

تولت جميلة بوحيرد رئاسة اتحاد المرأة الجزائري بعد الاستقلال، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه. وقبل مرور عامين قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد فاستقالت وتركت الساحة السياسية.

وقد منح الرئيس التونسي قيس سعيد  جميلة بوحيرد، في مطلع العام الجاري أعلى وسام في البلاد، تكريماً لها نظير تاريخها النضالي في مواجهة الاستعمار الفرنسي ودفاعها عن الحريات.

إنها واحدة من بين الكثير من قصص النضال التي ساهمت في تحرير وطنها من قيود الاستعمار المريرة لتظل أيقونة للحرية على مدى التاريخ.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة