قصور ومباني سعودية طينية تقف شامخة منذ 250 عاماً

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 نوفمبر 2021
قصور ومباني سعودية طينية تقف شامخة منذ 250 عاماً

تعتبر قصور ومنازل آل حنيش من أبرز المعالم التاريخية في منطقة الرياض، فهي تتميز بطابع معماري فريد من نوعه، وتعد تجسيداً لجمال التراث العمراني ذي الطراز النجدي الشامخ.

قصور ومنازل آل حنيش التاريخية في الرياض تقف شامخة منذ 250 عاماً

وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن قصور ومنازل آل حنيش، التي تقع في حي الربع القديم جنوب محافظة السليل في منطقة الرياض، مبنية من الطين، ويمتد عمرها إلى ما يزيد على 250 عاماً.

وفي حديثه مع موقع العربية. نت، قال المصور الضوئي والمهتم بالمواقع التراثية والسياحية، عبدالإله الفارس، إن الدافع الرئيسي الذي شجعه على التقاط مجموعة من الصور لهذا المكان الأثري، هو أنه يحتضن عبق الماضي ورائحة الأجداد، ويفوح من بين جدرانه إرثاً أصيلاً يحاكي أصالة من سكنها في قديم الزمان، وبالتالي فقد قرر تصوير عدة صور لتسجيل هذا الجمال، وتعريف العالم به.

وتابع عبدالإله الفارس قائلاً إنه حرص على توثيق هذه المواقع الأثرية، ونقل هذه المشاهد الرائعة إلى العالم، موضحاً أن مباني وقصور آل حنيش الطينية التراثية تعد نموذجاً مثالياً للمنازل التراثية التي كانت سائدة قديماً في وسط السعودية.

ومن أهم ما يميز هذه المنطقة، وجود تنوع كبير في تراثها، والعديد من العناصر والمعالم المعمارية التي ما زالت محافظة على أدق تفاصيلها وطرازها المعماري، ورغم مرور كل تلك السنوات، إلا أنه كل معلم في هذا المكان لا يكاد يخلو من بصمة للتراث الأثري العتيق في أحد جنباته.

وأردف المصور الضوئي بقوله إن تاريخ إنشاء هذه القصور والمنازل بشكلها الحالي، يعود إلى ما يزيد على 250 عاماً، حيث تعتبر قصور ومباني آل حنيش التاريخية من أبرز المعالم التراثية الموجودة في هذه المنطقة.

وأشار إلى أن هذه المباني التاريخية لا زالت تحافظ على تراثها العمراني القديم، وهي تتميز بتراث وعبق فريدين من نوعهما، إلى جانب أنها مليئة بالعديد من المعالم التاريخية العتيقة، والتي تدل على مدى عراقة هذا الإرث الحضاري.

ويزخر هذا الموقع بالعديد من المباني السكنية القديمة، والقصور والمنازل التاريخية، حيث تحمل كل منها أنواعاً رائعة من الزخارف، التي تزينت بها الأبواب والنوافذ، والتي تعكس طبيعة أهلها المضيافة.

وأوضح عبدالإله الفارس أن هذه الزخارف البديعة تشمل مربعات ودوائر ومثلثات وخطوط متقاطعة، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الأنواع من الأوراق والزهور، وكذلك سعف النخيل وعناقيد العنف، لافتاً إلى أن هذه الزخارف تميل إلى اختصار التفاصيل، والتخلي عن التعقيدات.

وفيما يتعلق بالزخارف التراثية التي تم نقشها على الأبواب الخشبية الموجودة في المكان، فهي تعتبر أحد أشكال الهوية المعمارية، التي تعكس السمات والخصائص البيئية والاجتماعية لتلك الحقبة التاريخية.

وقد أخذت المباني العتيقة طابعاً معمارياً مميزاً، يتناسب مع هذه الفترة الزمنية، وما لديها من مقومات وإمكانيات، فهذه المنازل الأثرية بُنيت من الطين الذي تمت تقويته باستخدام أعواد التبن، كما تم تسقيفها بجذوع الأثل وسعف النخيل.

وأضاف المصور الضوئي والمهتم بالمواقع التراثية والسياحية، أن هذه القصور والمنازل الطينية القديمة أصبحت من العلامات السياحية المميزة والجذابة في هذه المنطقة، وصارت محطة مهمة يقصدها السياح للاطلاع على فن البناء القديم، والهندسة المعمارية الفريدة في بناء البيوت الطينية العتيقة المنتشرة في المملكة العربية السعودية.

كما أن هذه المباني والقصور التاريخية تعد دليلاً على وجود تنوع نادر في شكل الأحياء لكل منطقة في السعودية، حيث تشتهر المملكة باحتضانها لمبان وقصور عتيقة لا زالت شامخة حتى الآن، ومحافظة على جمال تصميمها.

وأكد الفارس على ان الجهات المعنية في المملكة تبذل جهوداً كبيراً من أجل المحافظة على الأماكن التاريخية والقرى العتيقة والحصون التاريخية الموجودة في السعودية، نظراً لأنها تعتبر علامة ثقافية وحضارية مهمة تراكمت على مدار مئات السنوات، وتنقل تجارب إنسانية ثرية ومتنوعة.