عندما تسمع اسم Netflix يأتي في بالك فورًا رجل الأعمال الأمريكي مارك راندولف، على الرغم من أنه المؤسس المشارك لنتفلكس، ولكن يتردد اسمه كثيرًا ضمن أهم المؤثرين في نتفلكس، وعلى الرغم من تركه إدارة الشركة منذ سنوات، ولكنه يعد من رواد الأعمال المؤثرين، تعرف على مسيرته وإنجازاته في السطور التالية.
حياة مارك راندولف ونشأته
مارك بيرنايز راندولف هو رجل أعمال أمريكي ومستشار في مجال التكنولوجيا ولد في تشاباكوا، نيويورك، الولايات المتحدة في 29 أبريل عام 1958 لعائلة يهودية، وهو الابن الأكبر لستيفن بيرنانيز راندولف المهندس النووي نمساوي المولد.
كان أحد أسلاف رندولف هو سيغموند فرويد الرائد في مجال التحليل النفسي، وكان عم والده هو إدوارد بيرنايز المنظر الأمريكي والرائد في مجال العلاقات العامة والدعاية.
أمضى راندولف فترة المدرسة الثانوية والكلية يعمل في مدرية الوطنية للقيادة في فترة الصيف، ليصبح بعد ذلك واحد من أصغر مدربيها.
درس راندولف الجيولوجيا في كلية هاميلتون في نيويورك وتخرج فيها بتفوق. وهو متزوج من لورين كيرنان منذ عام 1987 ولديه 3 أطفال.
مشواره المهني
كانت أول وظيفة لمارك راندولف بعد تخرجه من الكلية في شركة Cherry Lane Music في نيويورك عام 1981، وأصبح مسؤولًا بعد ذلك عن عملية الطلبات البريدية الصغيرة للشركة.
علّم راندولف نفسه تقنيات البريد المباشر والتسويق أثناء العبث بطرق مختلفة لبيع كتالوج للموسيقى الورقية مباشرة إلى المستهلكين.
وفي الشركة افتتن راندولف باستخدام برامج الكمبيوتر لتتبع سلو الشراء للمستهلكين، وأدى افتتانه هذا إلى النهاية إلى اتخاذ قراره بإناشة واجهة مستخدم في شبكة نتفلكس، وهو ما جعلها تتضاعف كمنصة لأبحاث السوق.
في أثناء عمله في الشركة طور راندولف نظرياته حول استخدام البريد المباشر للتأثير على العملاء الذين يقومون بأعمال التداول في عام 1984.
في أثناء مشاركته في تأسيس شركتي طلب البريد الإلكتروني MacWarehouse و MicroWarehouse مع بيتر جودفري قام راندولف بالربط بين سرعة تسليم البريد وبين تحسين الاحتفاظ بالعملاء.
أثبت اكتشافه لاحقًا أنه كان مهمًا لنمو شركة نتفلكس وبقاءها حتى الآن، حيث ازدهرت قاعدة المشتركين في الشركة أولًا، كما قلصت عائدات شركة Blockbuster Inc في المدن، حيث عرضت نتفلكس خدمة توصيل أقراص DVD.
أمضى راندولف في بداية عصر الإنترنت في بناء عمليات التسويق المباشر للمستهلكين في عملاق البرمجيات Borland ابتداءً من عام 1988، وغادر الشركة في عام 1995 للعمل في سلسلة من المهام القصير في شركة وادي السليكون أو Silicon Valley في ولاية كاليفورنيا، وكانت وقتها شركة ناشئة.
من المهام التي كان يقوم بها راندولف هي إدارة التسويق في شركة Visioneer لصناعة الماسحات الضوئية المكتبية، كما كان عضوًا في الفرق المؤسس لشركة Integrity QA، وهي مطور لمنتجات اختبار البرامج المؤتمتة.
في أواخر عام 1996 استحوذت شركة Pure Atria وهي شركة مختصة في تصحيح البرمجيات، على شركة برمجيات ناشئة مكونة من 9 أشخاص. تم اختيار راندولف كنائب رئيس التسويق المؤسسي للشركة من قبل المؤسس والرئيس التنفيذي لها ريد هاستينغز.
بمرور الوقت أصبحت شركة Pure Atria سريعة التوسع، وحققت أرباحًا كثيرة، وفي أواخر عام 1996 أعلنت شركة Pure Atria أن شركة Rational Software ستستحوذ عليها من خلال مقايضة أسهم الشركة بقيمة 850 مليون دولار.
كان هذا الاستحواذ من ضمن أعلى الاستحواذات في تاريخ وادي السليكون. وبسبب هذا الاستحواذ تنقل هاستينغز وراندولف معًا بين منازلهم في سانتا كروز كاليفورنيا إلى وادي السليكون لمدة 4 أشهر تقريبًا بينما يتم الانتهاء من الاندماج بشكل نهائي، وفي هذه الفترة ولدت لديها فكرة إنشاء نتفلكس.
إنشاء شركة نتفلكس
أراد مارك راندولف تكرار نموذج التجارة الإلكترونية الذي ابتكرته شركة أمازون، حيث كانت تبيع الكتب عبر الإنترنت، وفي هذه الفترة سمع أن الأقراص الرقمية يتم اختبارها على شكل DVD متعدد الاستخدامات في العديد من أسواق الولايات المتحدة.
أراد راندولف استكشاف مفهوم بيع الـDVD عبر الإنترنت، لم يجد هو هاستنغز DVD في السوق، لذا جربوا الفكرة في CD بدلًا من DVD.
جاءت لهم الفكرة في إحدى الليالي في وسط مدينة سانتا كلوز، حيث تساءل راندولف ما إذا كان بإمكانهم إرسال قرص CD عبر البريد، فذهاب واشتريا بطاقة تهنئة، ووضعا بداخلها القرص المضغوط في الظرف وأرسلاه بالريد إلى منزل هاستينغز، وفي اليوم التالي وصل البريد.
كانت والدة راندولف، وهاستينغز، وسيتف كان الرئيس التنفيذي لشركة Integrity QA من المستثمرين الأوائل في شركة نتفلكس، وقام راندولف بتسمية الشركة وصمم واجهة المستخدم الأولية، والعلامة التجارية الخاصة بها.
عمل راندولف كرئيس تنفيذي في السنة الأولى، وكان وقتها هاستينغز يدرس في كلية الدراسات العلية في جامعة ستانفورد. تم إطلاق الشركة في 14 أبريل عام 1998، ومقرها في وادي سكوتس كاليفورنيا.
صمم راندولف واجهة المستخدم لتكون بمثابة كتالوج عبر الإنترنت للأفلاك، وكذلك منصة لأبحاث السوق حتى يتمكن من اختبار إصدارات مختلفة باستمرار لتحسين تجربة المستخدم.
قادت البيانات الناتجة عن اختبارات السوق إلى 3 مفاهيم تم دمعها في عام 1999 لإنشاء نموذج أعمال ناجح للشركة، وهي خدمة قائمة على الاشتراك بدون رسوم متأخرة، ووصول غير محدود إلى المحتوى، وقائمة الانتظار.
سمحت قائمة الانتظار للمشتركين لتحديد الترتيب الذي يجب إرسال أقراص DVD إليه بالبريد، ونظام التسليم المتسلسل الذي يرسل تلقائيًا قرص الـDVD بالبريد بمجرد إرجاع القرص.
ساعدت بيانات المشتركين التي تم جمعها بواسطة واجهة المستخدم في إدارة مخزون الـDVD المحدود للشركة من خلال توجيه اهتمام المشتركين إلى الأفلام والبرامج التلفزيونية الموجودة في المخازن لديهم وإبعاد نظرهم عن الإصدارات الجديدة بشكل عام.
تنازل راندولف عن منصب الرئيس التنفيذي للشركة لزميله هاستينغز عام 1999، وتحول اهتمامه إلى تطوير المنتجات، حيث قام هو وعضو الفريق ميتش لوي باختبار مفهوم كشك لتأجير الأفلام اسمه Netflix Express، وتحول لاحقًا إلى Redbox العملاق.
مغادرته شركة نتفلكس
ترك راندولف شركة نتفلكس في عام 2002 بعد أن ساعد في توجيه الشركة خلال طرحها العام قبل عامين، ونُسب الفضل إلى هاستينغز في توسيع نطاق الشركة بشكل ناجح، لتحصل على 93 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم.
بعد مغادرة مارك راندولف شركة نتفلكس عمل في مجلس إدارة شركة MiddCORE، كما أنه عضو في مجلس إدارة Looker Data Sciences، وبالإضافة إلى الاستشارات التي يقدمها فهو متحدث رئيسي في ريادة الأعمال والقيادة والابتكار.
يسافر راندولف حول العالم ويتحدث عن تجربته مع شركة نتفلكس، والدروس التي تعلمها من استثماراته في الشركات الناشئة الأخرى.
