هواتف وأجهزة بلاك بيري ستتوقف نهائيًا عن العمل بعد هذا التاريخ

أعلنت شركة بلاك بيري الكندية أن جميع الهواتف والأجهزة اللوحية التي تعمل بالبرنامج الخاص بها، ستتوقف تماماً عن العمل، وذلك اعتباراً من يوم الثلاثاء، الموافق 4 يناير 2022.

بلاك بيري تعلن انتهاء دعم هواتفها وأجهزتها بداية من 4 يناير الجاري

ووفقاً لما ذكرته الشركة في بيان رسمي تناقلته عنها تقارير تقنية، فإن كل الأجهزة والهواتف التي تعمل ببرامج تشغيلها، وهي: (بلاك بيري 7.1) أو ما قبله، أو (بلاك بيري 10)، أو نظام تشغيل الجهاز اللوحي الخاص بها (بلاك بيري بلاي بوك)، ستتوقف نهائياً عن العمل، بداية من هذا التاريخ.

وأوضحت الشركة الكندية أن جميع تلك الأجهزة ستتوقف عن العمل، سواء كان ذلك عبر شبكة الإنترنت اللاسلكية (الواي فاي) أو من خلال إنترنت الهاتف، مما يعني أن مستخدمي تلك الأجهزة لن يتمكنون من إجراء مكالمات هاتفية، أو إرسال رسائل نصية، أو استخدام البيانات، أو حتى الاتصال بالطوارئ من خلال أجهزتهم أو هواتفهم.

وقالت شركة بلاك بيري إن شبكة الواي فاي وبيانات الهاتف المحمول قد تصبح أيضاً غير موثوقة بعد سحب الدعم عن أجهزتها، مشيرة إلى أن العديد من تطبيقاتها الشهيرة، مثل: بلاك بيري لينك، بلاك بيري ديسكتوب مانجر، بلاك بيري بليند، بلاك بيري ماسنجر، بلاك بيري بروتكت، بلاك بيري وورلد، سيكون لها كذلك وظائف محدودة بعد إيقاف الدعم.

جدير بالذكر أن شركة بلاك بيري كانت واحدة من أهم الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، حيث استمرت في الريادة لعدة سنوات، قبل أن تنهار بعدها تماماً. فقد استطاعت هواتف بلاك بيري أن تحقق طفرة في عالم الهواتف المحمولة، بتصميمها الجديد كلياً والمميز وقتها، وسهولة الاستخدام والتطبيقات، إضافة إلى الاتفاقيات التي استطاعت وقتها أن تعقدها مع شركات الاتصالات في معظم دول العالم، لتجذب ملايين المستخدمين الجدد.

إضافة إلى ذلك، لم تكن هناك في ذلك الوقت أي منافسة حقيقية وهو ما أوقع شركة بلاك بيري في خطر قاتل، وهو فخ الراحة، الذي جعلها تتقاعس عن تقديم تطوير سريع لمنتجاتها. لكن بمرور الوقت، ودخول لاعبين جدد على الساحة، أصبح من الصعب على بلاك بيري الاستمرار في المنافسة، حيث دخل في المنافسة شركات تكنولوجية أخرى، مثل إل جي وإتش تي سي وسامسونغ وآبل.

فقامت هذه الشركات بتطوير العديد من التقنيات الحديثة كشاشات اللمس، والتخلي عن لوحة المفاتيح ذات الأزرار، وتطوير أنظمة تشغيل أكثر كفاءة مثل أندرويد وآي أو إس. وأدت هذه المنافسة الشرسة إلى تسريع وتيرة تطوير الهواتف الذكية، وأصبح هناك جديد في كل يوم، وازدادت مبيعات الهواتف الذكية باضطراد جنوني، لكن بلاك بيري تخلفت عن الركب.

ولفترة من الوقت، ظل بعض مستخدمي بلاك بيري الأوفياء مخلصين له، خاصة مع وجود تطبيق المحادثة الشهير وقتها بي بي إم، ومعايير الأمان والخصوصية المميزة. لكن وتيرة التطور والمنافسة السريعة سرعان ما دفعتاهم إلى التخلي عن هواتفهم المحبوبة لصالح الهواتف الذكية الأحدث؛ حيث ظلت هواتف بلاك بيري تعمل مع نظام تشغيل عقيم  وفقير في تطبيقاته من حيث العدد والجودة.

وحاولت شركة بلاك بيري إطلاق هواتف ذكية بشاشات تعمل باللمس، إلا أن المستخدمين اتجهوا بالفعل إلى شركات أخرى مثل أبل وسامسونغ. كما أن تطبيقات المراسلة الفورية الحديثة كواتساب وفايبر سحبت البساط من تطبيق المحادثة الخاص ببلاك بيري. لتنتهي أسطورة بلاك بيري في عالم الهواتف، تاركة الساحة لمنافسين جدد عرفوا كيف يسيطرون على السوق.

ورغم أن شركة بلاك بيري قد حاولت إعادة تشغيل نفسها في عام 2013، وذلك باستخدام نظام تشغيل جديد من تطويرها، هو بلاك بيري 10، إلا أنه لاقى فشلاً ذريعاً بدوره، مما جعلها تتجه في عام 2015 إلى تصنيع الأجهزة والهواتف العاملة بنظام تشغيل أندرويد، والتي لاقت فشلاً هي الأخرى، مما جعلها تبدأ في العام التالي في ترخيص علامتها التجارية لمصنعين تابعين لجهات خارجية، مثل شركة تي سي إل، التي اشترت علامة بلاك بيري منذ عام 2016، وأصبحت تمتلك من وقتها حقوق تصنيع وبيع الهواتف الذكية التي تحمل علامتها.

إلا أن شركة تي سي إل، المسؤولة عن إنتاج وتصنيع هواتف بلاك بيري، أعلنت عن توقفها عن إنتاج وتصنيع هواتف بلاك بيري الذكية، وذلك بدء من أواخر أغسطس 2020، خاصة أن مبيعات الشركة شهداً هبوطاً حاداً خلال السنوات التالية، ليترتب عليه اتخاذها هذا القرار، إلا أنها أكدت على التزامها بتقديم الدعم والمساعدة للهواتف التي يتم بيعها قبل الموعد الذي حددته لإيقاف التصنيع.

وقالت الشركة حينها إنه لم يعد لها الحق في تطوير أي أجهزة جديدة تحمل علامة بلاك بيري الشهيرة، وأنه بتاريخ 31 أغسطس 2020، ستتوقف نهائياً عن صنع هذه الهواتف، متوجهة بالشكر إلى كل عملاء الشركة الذين وقفوا إلى جانبها خلال مرحلة تطويرها، مؤكدة أنها ستظل تقدم المساعدة والدعم لمدة عامين لكل من سيشتري هواتف بلاك بيري قبل ذلك التاريخ.