6 يونيو: ذكرى عبور الزهرة أمام الشمس

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
مقالات ذات صلة
كوكب الزهرة في الاقتران الشمسي الداخلي
كوكب الزهرة يصل لأقرب نقطة له من الشمس
كوكب الزهرة يمر قريباً من الشمس في السماء

ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن يوم 6 يونيو يتزامن مع ذكرى حدث فلكي نادر للغاية، شهده العالم في السادس من يونيو عام 2012، وهو عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن هذه الظاهرة النادرة لن يراها أحد ممن هم على قيد الحياة اليوم مرة أخرى، حيث إن عبورات الزهرة تحدث على هيئة أزواج تفصل بين كل زوج منها أكثر من 100 عام.

وأشارت إلى أن عبور يونيو 2012 هو الثاني في ثنائي بدأ بعبور عام 2004، ولن يتكرر حتى عام 2117، لافتة إلى أنه لحسن الحظ، فقد كان هذا الحدث مرئياً في معظم أنحاء الوطن العربي، وتم رصده على نطاق واسع في 7 قارات، بما في ذلك أجزاء من القارة القطبية الجنوبية.

وبينت فلكية جدة أن الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة قد بدأ في القرن الـ 18، حينما كان حجم النظام الشمسي لا يزال من أكبر أسرار العلم.

ولفتت إلى أنه على الرغم من معرفة النسب التقريبية بين الكواكب، فلم تكن هناك وسيلة دقيقة لتحديد المسافات الفعلية بينها.

وأكملت الجمعية أنه هنا برزت فكرة العالم إدموند هالي، الذي أدرك أنه من خلال رصد عبور الزهرة من مواقع مختلفة على سطح الأرض، يمكن استخدام مبدأ اختلاف المنظر، لحساب المسافة بين الأرض والزهرة، ومن ثم تحديد أبعاد النظام الشمسي بدقة.

وتابعت أن هذه الفكرة قد حفزت العلماء في ذلك العصر، فانطلقوا في رحلات استكشافية لمراقبة عبوري الزهرة في ستينيات القرن الـ 18، حيث كان من بينهم المستكشف الشهير جيمس كوك، الذي رصد عبور الزهرة من جزيرة تاهيتي، التي كانت آنذاك بعيدة وغامضة بالنسبة للأوروبيين.

وأردفت فلكية جدة إن بعض المؤرخين قد أطلقوا على هذه الجهود الدولية اسم برنامج أبولو في القرن الـ 18، في إشارة إلى شغف العلم بتوسيع آفاق المعرفة.

وبينت أن المراقبين سجلوا مشاهداتهم بدقة، بما في ذلك الظروف الجوية، ونوعية الأجهزة المستخدمة، وكذلك ملاحظات حول الغلاف الجوي الضبابي لكوكب الزهرة.

وأفادت الجمعية بأنه لم تكن هناك وسيلة لالتقاط صور دقيقة، حيث لم يكن التصوير الفوتوغرافي قد اخترع بعد، وبالتالي، فقد ظل عبور الزهرة ظاهرة مرصودة يدوياً، وذلك حتى أواخر القرن الـ 19، عندما استخدمت الكاميرات لأول مرة لحساب حجم النظام الشمسي كما توقع هالي.

ونوهت إلى أنه بعد مرور أكثر من قرن على آخر عبور، عاد الحماس مجدداً مع اقتراب كوكب الزهرة من الشمس في يونيو 2004، لافتة إلى أنه لم يشاهد أحد من الأحياء عبور الزهرة بأعينهم من قبل سوى من خلال الرسومات القديمة.

وأضافت فلكية جدة إلى أنه مع عبور عام 2012، التقطت التلسكوبات الشمسية الحديثة مشهداً غير مسبوق، والذي تمثل في الغلاف الجوي للزهرة المضاء بضوء الشمس، والكوكب وهو يعبر هالة الشمس، وتفاعله البصري مع الشعيرات المغناطيسية الشمسية.

واختتمت منشورها بقولها إنه تم رصد الحدث بشكل استثنائي، حيث ساهمت في توثيقه المرصد الديناميكي الشمسي التابع لناسا وتلسكوب هابل، ومئات التلسكوبات في مختلف دول العالم.