استقرار أسعار النفط وسط مخاوف فائض الإمدادات وتراجع الطلب
استقرار أسعار النفط وسط توقعات بانخفاضها بسبب فائض المعروض ومخاوف التجارة العالمية
استقرت أسعار النفط في تعاملات اليوم الثلاثاء بعد موجة تراجع حادة في الجلسة السابقة، وسط استمرار المخاوف من فائض الإمدادات وتراجع الطلب العالمي، بالتزامن مع تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للطاقة في العالم.
استقرار خام برنت عند 61 دولارًا وتراجع طفيف للخام الأمريكي
سجل خام برنت القياسي العالمي استقرارًا عند 61.01 دولارًا للبرميل في التعاملات الصباحية (08:32 بتوقيت غرينتش)، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) لعقود نوفمبر بمقدار 15 سنتًا ليصل إلى 57.37 دولارًا، في حين استقر عقد ديسمبر الأكثر نشاطًا عند 57.02 دولارًا للبرميل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وانخفضت الأسعار أمس الإثنين إلى أدنى مستوى منذ مايو الماضي، بفعل مخاوف من تزايد المعروض وتباطؤ النمو الاقتصادي نتيجة تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.
تحذيرات من استمرار الضغوط على الأسعار
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، إن “الرهانات على مزيد من التراجع ستستمر طالما ظل خام برنت دون مستوى 65 دولارًا للبرميل”.
وأشار إلى أن السوق دخلت في مرحلة "الكونتانغو"، وهي حالة يكون فيها سعر النفط الفوري أقل من سعر التسليم في المستقبل، ما يعكس وفرة المعروض وتراجع الطلب الفعلي.
واصل تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها بقيادة روسيا، خططه لزيادة الإنتاج النفطي خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع محللين إلى التنبؤ بفائض في الإمدادات خلال عامي 2025 و2026.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) إلى أن العالم قد يشهد فائضًا يقارب 4 ملايين برميل يوميًا في عام 2026، في حال استمرار أوبك+ في سياساتها الإنتاجية الحالية.
توقعات بانخفاض الأسعار إلى 52 دولارًا في 2026
توقّع بنك غولدمان ساكس أن يتراجع خام برنت إلى 52 دولارًا للبرميل بحلول الربع الرابع من عام 2026، مشيرًا إلى أن الهبوط قد يكون تدريجيًا مع تراكم المخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وتزايدها بوتيرة أسرع في يناير المقبل.
ورغم ذلك، فإن استمرار قوة هوامش تكرير الديزل يسهم في دعم الطلب على الخام في الوقت الراهن.
أظهر استطلاع أولي أجرته وكالة رويترز أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي، في حين تراجعت مخزونات البنزين والديزل بأكثر من التوقعات.
وقال أولي سفالباي، المحلل في بنك SEB، إن “السوق ليست في حالة تخمة مفرطة بعد، إذ لا تزال المشتقات تُسحب من المخزون، غير أن الاتجاه العام يظل هبوطيًا ما لم تُبطئ أوبك+ وتيرة زيادة الإنتاج أو تتحسن المؤشرات الاقتصادية العالمية”.
يراهن المستثمرون على الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، وسط آمال بأن يؤدي التوصل إلى اتفاق تجاري موسّع إلى دعم أسعار النفط أو على الأقل كبح تراجعها.
ولا تزال الخلافات حول الرسوم الجمركية والتكنولوجيا والوصول إلى الأسواق قائمة، ما يجعل التوقعات حذرة بشأن أي انفراجة قريبة.