المفاهيم المغلوطة حول أمراض القلب والعوامل والإصابة بنوبات قلبية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 06 سبتمبر 2019
مقالات ذات صلة
ما يجب عمله عند الإصابة بنوبة قلبية لحين وصول سيارة الإسعاف
هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا لإصابتك بنوبة قلبية
الاهتمام بهذه العوامل يساعد على تخفيض مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية

المفاهيم المغلوطة حول أمراض القلب والعوامل المرتبطة بالإصابة بنوبات قلبية

  • معدلات عالية في أعداد المصابين بأمراض القلب في الإمارات العربية المتحدة
  • الدكتور روبرت سميث يسلط الضوء على التفاصيل المرتبطة بالنوبات القلبية

21 أغسطس 2019، دبي، الإمارات العربية المتحدة: ناقش نخبة من أفضل أطباء القلب في العالم خلال المؤتمر العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية المنعقد في ديسمبر الماضي كيفية تعزيز صحة القلب ومعالجة الحالات الصعبة المرتبطة به.

وكشف الدكتور فهد باصليب رئيس جمعية القلب الإماراتية على هامش مشاركته عن المعدلات المرتفعة في الإصابة بأمراض القلب في الدولة، الأمر الذي يدفع جميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية في الدولة للعمل على الحد من هذه الظاهرة، موضحاً: "يبدأ خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم من عمر 65 عاماً، في حين يعاني الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة من هذه الأمراض بدءاً من سن 45 عاماً".

وذكرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة في عام 2015 أن الأمراض القلبية الوعائية هي سبب رئيسي للوفيات في الدولة، وتُعزَى 22% من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض إلى النوبات القلبية. وتستمرّ هذه الإحصائيات في الارتفاع لا سيما في المجتمعات الحديثة، حيث يزداد التوتر وتقلّ أوقات الراحة دون الانتباه إلى الأعراض المرتبطة بأمراض القلب.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور روبرت سميث، استشاري أمراض القلب والتداخلات القلبية في مستشفى رويال برومبتون وهارفيلد التخصصي، أكبر مركز متخصص بأمراض القلب والرئة في المملكة المتحدة: "يمكن أن تختلف أعراض مرض القلب بشكل كبير من مريض لآخر. كما تسبب الاختلافات بين الجنسين والأصول العرقية تجارب متنوعة خلال التعرّض لنوبة قلبية".

 نظرة عن كثب إلى النوبة القلبية

تحصل النوبات القلبية جراء انسداد الشريان التاجي، مما يؤدي إلى عدم وصول دم كاف إلى عضلة القلب. وتكون الحالة النموذجية على هيئة تمزق للويحة متشكّلة داخل الشريان التاجي تؤدي إلى حدوث جلطة.

 يوضح الدكتور سميث: "ليس من الضروري أن يصاب الشخص بنوبة قلبية كاملة على الفور، إذ غالباً ما تضلّل هذه النقطة العديد من المرضى. فعندما يعيق الشريان المسدود تدفق الدم إلى عضلة القلب، سيجهد القلب للحصول على الأكسجين والمواد المغذية". وإن لم تتمّ معالجة هذه الحالة باكراً، يمكن أن تتأثر قوة القلب على ضخّ الدم وتُصاب بأضرار كبيرة، مما يؤدي إلى قصور غير قابل للعلاج في القلب وحتى الموت.

الأعراض والإشارات

يوضح الدكتور سميث: "يفترض الأشخاص العاديون أن الإصابة بنوبة قلبية مرتبط بالضرورة بالشعور بألم هائل أو ضغط كبير على منطقة الصدر، في حين أن الحقيقة مغايرة لذلك، والتي قد تشتمل الأعراض الأخرى على ألم خفيف في الصدر أو الذراعين والكتفين والفك، وهي غير مرتبطة بالجانب الأيسر من الجسم، كما قد يعتقد البعض. ولا يكون الألم مؤشراً على الإصابة بنوبة قلبية على الدوام.

ويردف الدكتور سميث: "قد لا يشعر بعض المرضى، كالمصابين بالسكري خصوصاً، بأي ألم على الإطلاق، ويمكن أن يصاب آخرون فجأة بالتعرق الشديد والغثيان ويبدو عليهم الإعياء بصورةٍ لافتة، وعادةً ما يصف الذكور القوقاز شعورهم بألم كبير مع الإحساس بوجود حزام حول الصدر، في حين تؤكد السيدات في آسيا الشعور بألم أكبر على نحوٍ ملحوظ، لكن قد تلعب اللغة عاملاً في اختلاف القدرة على وصف الأعراض، ويمكن أن تتراوح طريقة تعامل كل شخص مع الألم الذي يعتريه، إذ يمكن للأشخاص إعطاء وصف مختلف تماماً لنفس الأعراض".

اختلاف الأعراض وفق الجنس والعرق والخلفية الثقافية

تشتهر مستشفيات رويال برومبتون وهارفيلد بخبراتها العملية الواسعة ومعايير العناية المتميزة، فضلاً عن ابتكاراتها المستندة إلى عمليات البحث المستمرة. ويعتبر مستشفى رويال برومبتون وهارفيلد، أكبر مركز متخصص بأمراض القلب والرئة، ويعمل على علاج الحالات المتقدمة والنادرة.

ويشكّل اختلاف أعراض النوبة القلبية تبعاً للأصل أو الثقافة أو الجنس تحدياً حقيقياً أمام الفرق الطبية. وتشير المعاينة التقليدية للأعراض الخاصة بحالة معينة إلى خطورتها، حيث يؤكد الدكتور سميث: "يمكن أن تتراوح الأعراض وفقاً للعديد من العوامل، إلّا أن حالة المريض المتعبة وغير المستقرة هي العامل المشترك بين جميع الحالات. فقد يصاب المريض بتعرّق مفاجئ أو يبدو شاحباً أكثر من المعتاد، وقد يشعر بإعياء كبير ويبدو عليه التعب بشكلٍ واضح".

إجراءات وقائية بسيطة وسهلة

من المهم التعرف على العلامات المبكرة لأمراض القلب والتعامل مع عوامل الخطر، مثل سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والتاريخ العائلي للإصابة بالنوبات القلبية.

وتشير نتائج الأبحاث إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية لا تزال السبب الرئيسي للوفاة في الإمارات، بما يعادل 36% من إجمالي الوفيات. وستواصل عوامل الخطر المتنوعة، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول والسكر في الدم والسمنة والخمول البدني والتدخين وارتفاع ضغط الدم، تسجيل زيادة مطردة، ما لم يتمّ اتخاذ خطوات جادة وإجراءات عملية.

 قد يُصاب الشخص بنوبةٍ قلبية دون ظهور أي من أعراضها، وغالباً ما يتم التعافي من أعراض النوبة القلبية في حال تم معالجتها في المراحل المتقدمة، وعلى المرضى المهتمين بصحتهم الخضوع لمراجعات منتظمة لدى الطبيب، للتحقق من العوامل الحيوية وإجراء اختبارات الدم، التي تزيد من احتمالات الكشف المبكر عن المرض وعلاجه. علاوةً على الدور الهامّ للتغييرات الإيجابية والضرورية في أسلوب الحياة، والتي تشتمل على النظام الغذائي والنشاط البدني المنتظم والطعام الصحي. فذلك من شأنه تأخير أو حتى منع ظهور عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

 

انتهى

 

تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا