درجة الحرارة سترتفع نحو درجتين خلال السنوات الخمس القادمة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 28 مايو 2025
مقالات ذات صلة
تحذيرات من زيادة قياسية في درجات الحرارة في الـ 5 سنوات القادمة
الحفاظ على الجسم في درجات الحرارة العالية
كيف تؤثر درجات الحرارة على فعالية الأدوية

نشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO تقريرًا صادمًا حول التغير المناخي، وذكرت المنظمة في تقريرها أن التغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية سيواصل رفع درجات حرارة الأرض بشكل غير مسبوق خلال السنوات الخمس المقبلة، ومن المتوقع أن يسجل كوكب الأرض أرقامًا قياسية جديدة في درجات الحرارة، متجاوزًا ما عرفنا سابقًا.

وتشير المنظمة في تقريرها إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية سيرتفع بمعدل يتراوح بين 1.2 و1.9 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما ينذر بمزيد من الظواهر المناخية المتطرفة حول العالم، التي ستؤثر على المجتمعات والاقتصادات حول العالم على حد سواء.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وقد حذرت كو باريت، نائبة الأمين العام للمنظمة، في تصريحاتها من الأثار الأسلبية المتزايدة على الاقتصاد والحياة اليومية، وقالت: "ستكون هناك آثار سلبية متزايدة على اقتصاداتنا، وحياتنا اليومية، وأنظمتنا البيئية، وكوكبنا. للأسف، تقرير المنظمة لا يظهر أي بادرة على التحسن".

جهود عالمية لحل الأزمة

تأزم المناخ كان سببًا في محاولة قادة العالم لإيجاد حل لهذه المشكلة، قبل حوالي عقد من الزمان، توحد زعماء العالم في باريس، ووقعوا على اتفاقية تاريخية هدفها الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

غير أن هذا الهدف يبدو بعيد المنال، فقد تجاوزت درجات الحرار بالفعل حاجز 1.5 درجة العام الماضي، ولأول مرة في التاريخ، وهو ما يعكس فشل الحكومات في كبح جماح الاحترار العالمي.

تزايد المخاوف من أزمة المناخ

ولا تزال المخاطر تتصاعد، والبيانات الجديدة تنذر بالمزيد من المخاوف، فاحتمالية تجاوز المتوسط العالمي لدرجات الحرار حاجز 1.5 درجة مئوية خلال السنوات الخمس المقبلة قفزت من 32% في تقرير 2023 إلى 70% هذا العام، وفقًا لتقرير المنظمة.

ترجح التقديرات بنسبة 80% أن تكون إحدى السنوات الخمس المقبلة أكثر حرارة من عام 2024، الذي يعد بالفعل الأشد سخونة في تاريخ القياسات المناخية.

هذا الارتفاع في درجات الحرارة، حتى لو كان بجزء بسيط من الدرجة، يعني موجات حر أكثر قسوة، وأمطاراً غزيرة تفوق المعدلات الطبيعية، وجفافاً أشد وطأة وتكراراً، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية واجتماعية وبيئية متزايدة. كما سيتسبب في ذوبان متسارع للصفائح الجليدية والأنهار الجليدية والجليد البحري، بينما تواصل المحيطات امتصاص الحرارة الزائدة وترتفع مستويات البحار بشكل مستمر.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو توقعات الاحترار في القطب الشمالي، الذي من المرجح أن يسجل ارتفاعاً يفوق المعدل العالمي بأكثر من 3.5 مرات خلال مواسم الشتاء المقبلة، بين نوفمبر ومارس. إذ ستصل درجات الحرارة هناك إلى 2.4 درجة مئوية فوق المتوسط المسجل بين عامي 1991 و2000، وهو تغير هائل يحمل تداعيات كبيرة على النظم البيئية العالمية.

أما بالنسبة لأنماط الأمطار، فتتوقع المنظمة تغيرات دراماتيكية حول العالم: زيادة في معدلات الهطول على السواحل الإفريقية، وشمال أوروبا، وألاسكا، وشمال سيبيريا، في مقابل انخفاض متوقع في هطول الأمطار على منطقة الأمازون، ما ينذر بتحديات بيئية ضخمة ومتنوعة التأثيرات.