سندات فرنسا تتجاوز إيطاليا لأول مرة
تغيير موازين الثقة في أسواق الديون: هل تتحول فرنسا إلى الحلقة الأضعف في ديون منطقة اليورو؟
شهدت الأسواق المالية الأوروبية تطوراً لافتاً، حيث تجاوزت تكاليف اقتراض فرنسا، اليوم الثلاثاء، نظيرتها في إيطاليا، الدولة التي اعتبرت طويلاً الحلقة الأضعف في سوق ديون منطقة اليورو.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تغيير موازين الثقة في أسواق الديون: هل تتحول فرنسا إلى الحلقة الأضعف في ديون منطقة اليورو؟
وبحسب ما ذكرته تقارير اقتصادية، فإن هذا التحول يعكس حجم القلق الذي يسيطر على المستثمرين، عقب سقوط حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، بعد خسارتها تصويت الثقة في البرلمان.
فقد ارتفع العائد على السندات الفرنسية لأجل عشر سنوات إلى 3.48%، متقدماً بفارق طفيف على السندات الإيطالية التي سجلت 3.47%.
وقالت التقارير إن هذه النسبة، وإن بدت محدودة، إلا أنها تحمل دلالات سياسية واقتصادية كبيرة، حيث تشير إلى أن الأسواق باتت تنظر إلى فرنسا بقدر أكبر من المخاطرة في المدى القريب.
وبالتوازي مع ذلك، فقد شهدت بورصة باريس حالة من الانتعاش الحذر، صباح الثلاثاء، حيث صعد مؤشر كاك 40 للأسهم القيادية بنسبة 0.2% في بداية التعاملات، فيما تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.1%، وارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنفس النسبة تقريباً.
وهذه التحركات المتباينة تعكس حالة ترقب واسعة لما ستؤول إليه الأزمة السياسية في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وأشارت التقارير إلى أن رد فعل الأسواق كان باهتاً نسبياً، لأن هزيمة حكومة بايرو كانت متوقعة منذ فترة، لافتة إلى أن هذا الهدوء يعكس إدراك المستثمرين بأن جزء كبيراً من الأخبار السلبية قد تم استيعابه مسبقاً في أسعار الأسهم، وأن السوق لن يهتز بقوة، إلا إذا تدهور الوضع السياسي بشكل ملحوظ.
هذا، ومن المقرر أن يقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استقالة رئيس الوزراء، على أن يبدأ البحث سريعاً عن شخصية قادرة على تولي المنصب، وإعادة الاستقرار السياسي.
وأضافت التقارير أن المخاوف من إطالة أمد الأزمة، لا تهدد فقط الثقة الداخلية، بل قد تمتد إلى صورة فرنسا في الأسواق العالمية، وتزيد الضغط على اليورو ككل.