الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (Emmanuel Macron)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 16 سبتمبر 2021
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (Emmanuel Macron)

انتقل إيمانويل ماكرون من الاقتصاد إلى السياسة، ومن عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي إلى مؤسس لحزب جديد أوصله إلى قصر الإليزيه، ترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتمكن من تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فانتقل هو ومارين لوبان التي حصلت على المركز الثاني إلى الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في السابع من شهر أيار/ مايو عام 2017، حيث تمكن من الفوز بنسبة 66.06%، بذلك أصبح إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا.

التحضير للانتخابات الرئاسية الفرنسية

أسس إيمانويل ماكرون حزب سياسي اسمه "إلى الأمام" "!En marche" في السادس من شهر نيسان/ أبريل عام 2016، وفي الثلاثين من شهر آب/ أغسطس عام 2016 استقال إيمانويل ماكرون من منصب وزير الاقتصاد والمالية كخطوة أولى للترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017، حيث أعلن ترشحه رسمياً لهذه الانتخابات في السادس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016.

الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية

نجح إيمانويل ماكرون في الحصول على المركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، التي جرت في الثالث والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 2017 بنسبة وصلت إلى 24.01 % من أصوات الناخبين، في حين حلت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان؛ في المركز الثاني بنسبة تصويت وصلت إلى 21.30 % من أصوات الناخبين.

تسريب رسائل البريد الإلكتروني لماكرون قبيل ساعات من يوم الصمت الانتخابي

في مساء الخامس من شهر أيار/ مايو عام 2017، وذلك قبيل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في السابع من شهر أيار/ مايو عام 2017 تم تسريب رسائل البريد الإلكتروني لحملته، حيث نشر ما يصل إلى 9 غيغابايت من البيانات على ملف تعريف يسمى إمليكس إلى باستيبين، وهو موقع يسمح بمشاركة المستندات المجهولة، حيث أسفر هذا الاختراق عن نشر إشاعات عن حسابات مصرفية لإيمانويل ماكرون في جزر الباهاما، من دون معرفة هوية المخترق ومن يقف وراء هذه التسريبات، وقال بيان صادر عن حزب (إلى الأمام) :"لقد تعرضنا لاختراق ضخم ومنسق هذا المساء مما أدى الى نشر معلومات داخلية مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي".

إيمانويل ماكرون الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة

لم تنجح التسريبات في التأثير على نتيجة التصويت حيث تمكن إيمانويل ماكرون من الفوز في الانتخابات بنسبة وصلت إلى 66.06 % من أصوات الناخبين، في حين حصلت مارين لوبان على نسبة 34.9 % من أصوات الناخبين، وبذلك صار إيمانويل ماكرون رئيسَ فرنسا، ويمارس مهامه الفعلية بعد أدائه القسم الرئاسي في يوم الأحد الواقع في الخامس عشر من شهر أيار/ مايو عام 2017.

خطاب ماكرون بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

ألقى الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون خطاباً أعقب فوزه في الانتخابات الفرنسية، ألقاه مقابل متحف اللوفر الفرنسي الشهير، وتضمن نص الخطاب المواضيع التالية:

  • السياسة الداخلية

  1. وجه شكراً في خطابه للمواطنين الفرنسيين الذين صوّتوا له، حيث قال: "أيها المواطنون الأعزاء، لقد اخترتم أن تضعوا ثقتكم بي، وأريد أن أعرب عن امتناني العميق لكم، وإنه لشرف عظيم ومسؤولية كبيرة، لأنه شيء لا مفر منه، وأتقدم بالشكر الجزيل لجميع من قدموا أصواتهم ودعمهم، ولن أنسى لكم ما فعلتموه، وسأبذل جهدي من أجل رعايتكم لأكون جديراً بثقتكم".
  2. تحدث عن الصعوبات التي تواجه فرنسا وتعهّد بمواجهتها، حيث قال: "في هذه اللحظة أريد أن أخاطبكم جميعاً، مواطني بلدنا، أيا كان الخيار الذي اخترتموه، إن العديد من الصعوبات أضعفتنا لفترة طويلة جداً، وأنا أدركها تماماً؛ الصعوبات الاقتصادية، والانقسامات الاجتماعية، الجمود الديمقراطي والضعف المعنوي للبلاد، هذا المساء أريد أن أرسل تحية جمهورية لخصمي "السيدة لوبان"، وأضاف: "إنني أدرك الانقسامات في أمتنا التي دفعت بعض الناس إلى التصويت بأقصى الأصوات، وأنا أحترمهم، وأنا على بينة بالغضب والقلق والشكوك التي أعربت عنها نسبة كبيرة منكم، إن مسؤوليتي هي الاستماع، والتضامن بشكل أفضل، من خلال مكافحة أشكال عدم المساواة والتمييز، من خلال ضمان أمنكم بشكل حازم، وضمان وحدة الأمة، ووراء كل كلمة من الكلمات التي أشرت إليها، هناك وجوه: النساء والرجال والأطفال والأسر".
  3. تحدث عن عظمة الشعب الفرنسي وتعهّد بالدفاع عن بلاده وشعبه، فقال الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون: "في هذا المساء، أخاطبكم جميعاً، كلكم معاً، شعب فرنسا، لدينا واجبات تجاه بلدنا، نحن ورثةٌ لتاريخ عظيم ورسالة إنسانية كبيرة أرسلت إلى العالم، ولكن الأهم من ذلك أننا يجب أن نحملها في المستقبل ونعطيها قوة جديدة، وسأدافع عن فرنسا ومصالحها الحيوية وصورتها ورسالتها".
  4. اعتبر الرئيس الفرنسي أن صفحة جديدة فُتحَت في تاريخ فرنسا، فقال: "أيها المواطنون الأعزاء، صفحة جديدة في تاريخنا فُتحت هذا المساء، وأريد أن يكون ذلك أملاً وثقة متجددين، وسيكون تجديد حياتنا العامة مطلباً للجميع ابتداءً من الغد، ورفع المعايير الأخلاقية في حياتنا العامة، والاعتراف بالتعددية، والحيوية الديمقراطية، ستكون الأساس الذي يقوم عليه عملي منذ اليوم الأول، ولن أترك أي عقبة في طريقي، وسأعمل بحزم مع الاحترام الواجب للجميع، لأنه من خلال العمل، المدرسة والثقافة، سنقوم ببناء مستقبل أفضل".
  5. حدد مسؤولياته وجدول أعماله خلال حكمه الذي سيستمر خمس سنوات، وهذا الجدول يقوم على تهدئة المخاوف وإعادة التفاؤل إلى الفرنسيين، حيث قال: "أود في هذا المساء أن أشيد بالرئيس هولاند، لقد عمل لبلدنا لمدة خمس سنوات، وخلال السنوات الخمس المقبلة، ستكون مسؤوليتي هي تهدئة المخاوف وإعادة الشعور بالتفاؤل للفرنسيين"، وأضاف: "إن مسؤوليتي هي تحقيق أمل كل امرأة ورجل معاً، وعلى استعداد لمواجهة التحديات الهائلة التي تنتظرنا، والعمل"، وقال أيضاً: "إن بعض هذه التحديات هي فرص مثل الثورة الرقمية والانتقال البيئي والانتعاش في أوروبا، وبعضها الآخر تهديدات مثل الإرهاب، وبكل قوتي سوف أقاتل ضد الانقسام الذي يضعفنا، سوف أكون قادراً على إعادة الوحدة إلى الشعب الفرنسي، وختم بالقول: "دعونا نحب فرنسا، ومن هذا المساء، وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، سوف أخدمها نيابة عنكم، بتواضع وتفان وتصميم.. تعيش الجمهورية، تعيش فرنسا!".
  • السياسة الخارجية، تضمن خطابه النقاط التالية:

  1. التعهّد بالدفاع عن أوروبا والعمل على إعادة بناء الثقة بين فرنسا وأوروبا، حيث قال الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون: "سأدافع عن أوروبا، عن المصير المشترك الذي أعطته شعوب قارتنا نفسها، وحضارتنا المعرضة للخطر، وطريقة عيشنا، وحريتنا، وسنعمل على تعزيز قيمنا، ومشاريعنا المشتركة وآمالنا، كما سنعمل على إعادة بناء الصلة بين أوروبا والشعب الذي تتكون منه، وبين أوروبا والمواطنين".
  2. وحول العلاقات مع منظمة الأمم المتحدة، قال الرئيس الفرنسي المنتخب أنه سينشط في مجالاتها: "أرسل تحياتكم لمنظمة الأمم المتحدة وأقول لزعمائها إن فرنسا ستكون نشطة واعية للسلام، توازن القوى، التعاون الدولي واحترام الالتزامات المتعهد بها بشأن التنمية ومكافحة الاحتباس العالمي".
  3. وحول مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الفرنسي على محاربته سواءً داخل فرنسا أو خارجها: "أقول للجميع.. إن فرنسا ستكون في طليعة الكفاح ضد الإرهاب، سواء على أرضها أو ضمن العمل الدولي. ولكن هذه المعركة ستستمر طويلاً، ونحن سنحاربه دون هوادة".

درس الفلسفة والدراسات السياسية والمعهد الوطني للإدارة العامة

ولد إيمانويل ماكرون في مدينة إميان الفرنسية في الحادي والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1977، والده جان ميشال ماكرون طبيب أعصاب في مستشفى جامعة أميان، والدته فرانسواز نوغاس وهي طبيبة أطفال، تلقى إيمانويل ماكرون تعليمه في ثانوية بروفيدانس الكاثوليكية.

ثم تابع دراسته في مدرسة هنري الرابع في العاصمة الفرنسية باريس وحصل على الشهادة الثانوية، درس بعدها الفلسفة في جامعة باريس نانتير الغربية لا ديفانس، ثم حصل على درجة الماجستير، ثم درس في معهد الدراسات السياسية في باريس وتخرج منه في عام 2001، ليدرس لاحقاً في المعهد الوطني للإدارة العامة (ENA)، وتخرج منه في عام 2004.

عمل إيمانويل ماكرون كاقتصادي ومصرفي

تولى إيمانويل العديد من المناصب الاقتصادية، منها:

  • مفتشاً مالياً بين عامي 2004 و 2008.
  • نائب مقرر لجنة لتحسين النمو الاقتصادي الفرنسي برئاسة جاك أتالي في عام 2007.
  • مصرفي استثماري في بنك روتشيلد أند سي في عام 2008.

دوره في السياسة الفرنسية

شغل إيمانويل ماكرون عدداً من المناصب السياسية، منها:

  • عضواً في الحزب الاشتراكي (PS) بين عامي 2006 و 2009.
  • نائب الأمين العام في ظل حكومة فرانسوا هولاند الأولى بين عامي 2012 و 2014.
  • وزيراً للاقتصاد والمالية في حكومة مانويل فالس الثانية وذلك في السادس والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 2014.
  • أسس حزب "إلى الأمام" "!En marche"، وهو حزب سياسي وسطي ليبرالي اجتماعي فرنسي، أسسه ماكرون في السادس من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2016، ويتميز الحزب بقبول عضوية أعضاء الأحزاب الأخرى، كما أنه لا يفرض أي اشتراك مالي على أعضائه، من القيم الأساسية لحزب "إلى الأمام" السعي لتحقيق مشروع الوحدة والاتحاد الأوروبي.

تزوج من معلمته في الثانوية وليس لديه أولاد

تزوج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بريجيت تروجنيوك التي كانت معلمته في ثانوية بروفيدانس في أميان، حيث كان يحبها منذ تلك الفترة، وكبر هذا الحب مع إيمانويل ماكرون، ورفضت عائلته هذا الزواج في البداية بسبب فارق السن بينهما الذي يصل إلى عشرين عاماً، لكن إيمانويل ماكرون أصرّ على هذا الزواج الذي حصل في عام 2007، حيث كان لدى زوجته ثلاثة أطفال من زواج سابق، هم، سيباستيان (من مواليد عام 1975)، لورنس (من مواليد عام 1977)، تيفاني (من مواليد عام 1984).

في الختام.. على الرغم من قلة خبرته في الحياة السياسية، حيث أمضى جزءاً من حياته في العمل بالاقتصاد، ولم يترشح لأي منصب انتخابي (فلم يترشح للانتخابات البلدية أو النيابية)، وهو ما جعل ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية أول ترشح له في تاريخه، لكنه من قيادة حزب لم يتجاوز عمره أكثر من عام وشهر تمكن الوصول من خلاله إلى السلطة وأصبح إيمانويل ماكرون رئيساً للجمهورية الفرنسية.