كيف تحاول وكالات الفضاء منع كورونا من الانتشار في الفضاء؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 مارس 2020
مقالات ذات صلة
الإعلان عن إطلاق أول وكالة فضاء مصرية قريباً
هؤلاء هم المستفيدون من انتشار فيروس كورونا
أعراض الكوليرا وكيفية الوقاية منها ومنع انتشارها

على عكس الكثيرين الذين وبسبب انتشار وباء كورونا نقلوا أماكن عملهم إلى بيوتهم، يتوجب على العاملين في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) والأمريكية (NASA) مواصلة العمل وكأن شيئاً لم يتغير. ومع ذلك فقد أقرّ مركز المراقبة التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ومقره دارمشتات بألمانيا، مجموعة من التدابير في سبيل حماية علمائه وموظفيه، أدت إلى تأجيل أو إيقاف عدد من التجارب والمشاريع العلمية أو حتى البعثات الفضائية.

إرجاء مشروع إيكسو-مارس لسنتين
كان من المفترض أن تنطلق مركبة "إيكسو-مارس" هذا العام نحو كوكب المريخ، أو ما يطلق عليه "الكوكب الأحمر". لكن المشروع أرجئ إلى غاية عام 2022. و "إيكسو-مارس" هو برنامج أوروبي روسي مشترك.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ومع إغلاق الحدود في العديد من البلدان حول العالم ووقف حركة الملاحة الجوية،بات من الصعب على الموظفين من جنسيات مختلفة الانتقال من وإلى مقار وكالة الفضاء الأوروبية. ويقول رالف دينزينغ مدير مركز المراقبة بالوكالة (ESOC) لموقع "فيوترزون" العلمي الألماني: "نحن مرتبطون بالعديد من الشركاء، فبناء قمر صناعي يتطلب فريقاً كبيراً يعمل في صالات كبرى. كل شخص يقوم وبشكل موازٍ بتركيب القطع والبراغي. بعدها يتم نقل القطع المركّبة إلى مكان آخر، وبالطبع أضحت المسألة معقدة" في ظل الظروف الراهنة.

تخفيف التجمعات
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك تحدٍّ هائل أمام الوكالة الأوروبية يتجلى في تقليل التجمع البشري داخل منشآتها، ضمن إجراء يعتبره علماء الفيروسات ضرورة قصوى لمكافحة انتشار المرض. ففي مركز المراقبة (ESOC) هناك 900 عامل، 700 منهم يعملون عادة بالقرب من بعضهم البعض. ومنذ أسبوع تقلص العدد إلى خمسين، أي أن جميعهم انتقلوا إلى العمل في البيت في المرحلة الراهنة، لكنّ "هذا الحل لا يمكن أن يستمر طويلاً"، كما يوضح مدير مركز المراقبة.

التدابير التي اتخذتها وكالة الفضاء الأوروبية جاءت بعد أن تم تسجيل حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد داخل الوكالة. المصاب "يخضع حالياً للحجر الصحي"، وفقاً لما أعلنت الوكالة قبل أيام، موضحة أن الطواقم الطبية تقوم حالياً بإجراء فحوصات لمن خالطوه. وبحسب الوكالة فإن الموظف لم يكن يعمل في المراكز الحساسة داخل مركز المراقبة، وأنه تمّ تعقيم مكتبه ومكان عمله "بحرفية ودقة".

الآن يعمل الكثيرون من المنزل على برنامج خاص يتابع سير الأقمار الاصطناعية في الفضاء،وتقييمها بعد ذلك. لكن الإشكالية الكبرى أنه وحين يقتضي الأمر تدخل المهندسين في النظام أو تعديل مسار أحد الأقمار الاصطناعية، فيستحيل عليهم القيام بذلك، لأن شبكة الاتصال في المنازل الخاصة غير مؤمنة، كما أن مقياس الأمان المعتمد من قبل وكالة الفضاء الأوروبية لا يسمح بهكذا تدخل سوى من الأجهزة الحاسوبية الداخلية. ويوضح دينزينغ أنه لا يمكن القيام بذلك إلا عند تقليص مستويات الآمان لمقاييس السلامة المعتمدة في تشغيل أجهزة المراقبة، لكن هذا "لن يحدث"، كما يقول الخبير "حتى وإن استمر الوباء طويلاً".

ففي أسوأ الأحوال، بحسب الخبير، سيتم تقليص العمل إلى أدنى المستويات، وحتى تقييم البيانات سيتم تجميده، بما في ذلك البيانات التي تُجمع حول تحركات القمر أو الشمس، أو حتى تحركات كوكب الأرض. وهو ما يقوم به برنامج "كوبيرنيكوس" الذي أظهر مؤخراً تحسن جودة الهواء في الصين أو في إيطاليا بعد أن تجمدت الحياة فيهما بفعل انتشار الجائحة العالمية.

وكالة ناسا
كذلك الأمر بالنسبة لبعثة "BepiColombo" الأوروبية – اليابانية، التي تعمل بمحركات أيونية. ففي العاشر من الشهر القادم من المفترض أن تمر بالقرب من الأرض، وهذا يستلزم على طاقم المهندسين الذهاب إلى مركز المراقبة، حتى يتسنى لهم التدخل عند الحاجة. وبطبيعة الحال هناك قواعد صارمة يجب احترامها، من بينها عدم الاتصال المباشر بين الزملاء، إذ أن المسموح به فقط هو الاتصال الإلكتروني بين الزملاء.

تغييرات مشابهة اعتمدتها وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) والتي رفعت حالة التأهب إلى الدرجة الرابعة وهي أعلى درجات التأهب وفق القانون الداخلي للوكالة. ومن الإجرءات المتخذة أيضاً إقفال جميع المنشآت الرسمية الأخرى التابعة للوكالة وحظر السفر على جميع العاملين، وتوقيف جميع البعثات والمشاريع العلمية، غير أن الوكالة لم تقدم أي إيضاحات حول ماهية المشاريع المتوقفة أو في أي مجال.

السبب المباشر لاتخاذ هذه الإجراءات هو ارتفاع أعداد الإصابات بين العاملين. وهناك إصابة مؤكدة لـ"كوفيد 19" أيضاً في فرع "Stennis Space Center"، الفرع الرئيسي الثاني لناسا، وهو الفرع الذي يعمل على بعثة "أرتيميس" التي تعمل على مشروع إرسال البشر إلى القمر حتى عام 2024.

و.ب