لماذا فاز عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية 2025؟ صدمة الإقصاء التي غيرت مسيرته

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة

عثمان ديمبيلي: رحلة التحول من الإقصاء إلى الفوز بالكرة الذهبية لعام 2025

مقالات ذات صلة
كيف يُحدد الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025؟
بعد الكرة الذهبية الثامنة.. ميسي: كريستيانو رونالدو له فضل في مسيرتي
اشترِ الآن.. هل يصل الذهب إلى 3000 دولار في 2025؟

في احتفالية مهيبة بمسرح شاتليه في قلب العاصمة الفرنسية، تسلم عثمان ديمبيلي جائزة الكرة الذهبية لعام 2025، ليضع نهاية سعيدة لقصة كفاح طويلة مليئة بالتحديات والإنجازات.

قصة صعود عثمان ديمبيلي: صدمة الإقصاء... بداية التغيير

تبدأ فصول هذه القصة الاستثنائية قبل عام واحد فقط، عندما اتخذ لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان، قراراً جريئاً هز الوسط الكروي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أقصى النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي من مواجهة أرسنال في دوري أبطال أوروبا، تاركاً إياه في باريس بسبب خلافات حول الانضباط والالتزام المهني.

"عندما لا يلتزم اللاعب بتوقعات الفريق، فهو ببساطة غير جاهز للمشاركة"، بهذه الكلمات الحازمة برر إنريكي قراره آنذاك، دون أن يدرك أنه يزرع بذرة التحول الجذري في مسيرة تلميذه.

أرقام عثمان ديمبيلي: الانتقام الحلو

لكن الرد كان في الملعب، عاد عثمان ديمبيلي أقوى من أي وقت مضى، ليقود باريس سان جيرمان إلى إنجاز تاريخي لم يحققه النادي من قبل. 

سجل عثمان ديمبيلي في مرمى أرسنال بنفس الملعب الذي مُنع من دخوله قبل أشهر، ليفتح الطريق أمام حلم الثلاثية الذهبية.

الأرقام تتحدث عن نفسها: 35 هدفاً و16 تمريرة حاسمة في 53 مباراة، إحصائيات قادت باريس لحصد كل الألقاب المحلية والقارية، تُوجت بأول لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي الباريسي.

عثمان ديمبيلي: من الفوضى إلى النضج

خلف هذا النجاح الباهر تقف قصة شخصية مؤثرة عن النضج والتطو،  كان عثمان ديمبيلي، ابن مدينة فيرنون الصغيرة في نورماندي، يعيش حياة بعيدة كل البعد عن الانضباط المهني المطلوب، لعب البلايستيشن حتى الساعات المتأخرة، إهمال النظام الغذائي، وتجاهل متطلبات التدريب الإضافي.

ويكشف مصدر مقرب للاعب للديلي ميل تفاصيل عن حياته قائلا: "عثمان كان موهوباً لدرجة اعتقد أنه يستطيع الاعتماد على موهبته فقط". 

وتابع قائلا: "لكن الصعوبات التي واجهها في برشلونة، ثم زواجه وإنجاب طفله، غيّرت نظرته للحياة بالكامل".

رحلة الألف ميل عبر القارات

بدأت الرحلة الاحترافية لديمبيلي في أكاديمية رين الفرنسية، حيث أبهر المدربين بقدرته على استخدام كلتا قدميه بنفس المهارة. 

انتقل إلى بوروسيا دورتموند الألماني في سن التاسعة عشرة، رافضاً عروضاً مغرية من الدوري الإنجليزي.

موسم واحد تحت قيادة توماس توخيل كفى لإقناع برشلونة بدفع 135.5 مليون جنيه إسترليني، ليصبح ثاني أغلى لاعب في التاريخ آنذاك.

لكن الإصابات المتكررة - 14 إصابة عضلية في 784 يوماً من الغياب - حولت الحلم الكتالوني إلى كابوس.

باريس... المحطة الأخيرة والانطلاقة الجديدة

وصل ديمبيلي إلى باريس عام 2023 مقابل 43.5 مليون جنيه فقط، صفقة اعتبرها النادي الباريسي "سرقة" لموهبة لم تصل بعد لذروتها. 

رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد فتح الباب أمام ديمبيلي ليصبح النجم الأوحد، والقرار التكتيكي الذكي من إنريكي بتحويله إلى مركز الرقم 9 الوهمي أطلق إمكاناته الكاملة.

يؤكد الخبير الفرنسي جوليان لوران أن "عثمان كان جوهرة خاماً تحتاج للصقل، وإنريكي نجح في تحويله إلى ماسة براقة".

بينما يصف بن ليتلتون، أول صحفي قابل ديمبيلي في سن 16، وصوله لهذا المستوى بـ"العاصفة المثالية" من الظروف المتناسقة.

حتى إنريكي نفسه، الذي أقصاه قبل عام، أصبح ينشد اسمه في المؤتمرات الصحفية: "عثمان... كرة ذهبية" ، معترفاً أنه "سيمنحه الجائزة حتى لو لم يسجل، فطريقة دفاعه وحدها تستحق الكرة الذهبية".

فرنسا تحتفل بنجمها السادس

بتتويجه بالكرة الذهبية، ينضم ديمبيلي إلى قائمة مميزة من النجوم الفرنسيين: ريموند كوبا (1958)، ميشيل بلاتيني (ثلاث مرات في الثمانينيات)، جان بيير بابان (1991)، زين الدين زيدان (1998)، وكريم بنزيمة (2022)، فرنسا تتصدر قائمة الدول الأكثر إنتاجاً لأبطال الكرة الذهبية.

في شوارع باريس، قمصان ديمبيلي تملأ المتاجر، محلة محل قمصان نيمار ومبابي السابقة، في دليل واضح على تحوله إلى أيقونة جديدة للنادي والمدينة.

قصة عثمان ديمبيلي تحمل درساً قيماً للأجيال الصاعدة: الموهبة وحدها لا تكفي، والنجاح الحقيقي يحتاج إلى انضباط وإصرار وقدرة على التعلم من الأخطاء، فمن لاعب يُعاقب بالإقصاء لعدم الانضباط، إلى أفضل لاعب في العالم خلال عام واحد فقط.

كما يقول في سيرته الذاتية على إنستغرام بكلمة واحدة بسيطة لكنها تلخص رحلته بأكملها: "آمن". وقد آمن فعلاً، ووصل إلى القمة.