من هو غريغ آيبل؟.. القائد القادم لإمبراطورية وارن بافيت
في خطوة منتظرة منذ سنوات، أعلن المستثمر الأسطوري وارن بافيت، خلال الاجتماع السنوي للمساهمين في "بيركشاير هاثاواي"، أنه سيتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي بنهاية العام الجاري، على أن يخلفه الكندي غريغ آبل، أحد أقرب مساعديه وأكثرهم تأثيرًا في مسيرة الشركة.
من هو غريغ آيبل؟
وُلد غريغ آيبل قبل 62 عامًا في مدينة إدمونتون الكندية، ونشأ في بيئة متواضعة تعلّم فيها قيمة العمل الجاد من خلال جمع الزجاجات الفارغة والعمل في شركة صغيرة لصيانة طفايات الحريق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعلى الرغم من بداياته البسيطة، شق طريقه تدريجيًا حتى أصبح في طليعة قادة الأعمال العالميين.
منذ أكثر من عقد، انضم آيبل إلى فريق الإدارة العليا لشركة "بيركشاير هاثاواي"، وتولى منذ سبع سنوات الإشراف على قطاعات حيوية داخل المجموعة، من بينها شركة السكك الحديدية BNSF، وشركتا See’s Candies وDairy Queen، إلى جانب عشرات الشركات الصناعية والتجارية.
ورغم قلة ظهوره العلني، لفت الأنظار إلى كفاءته خلال الاجتماعات السنوية عندما قدّم تحليلات دقيقة لأداء القطاعات المختلفة، لا سيما قطاع الطاقة والسكك الحديدية.
في عام 2021، كشف تشارلي مانغر، نائب رئيس "بيركشاير" الراحل، عن نية الشركة تعيين آبل خلفًا لبافيت، وذلك عن طريق زلة لسان خلال اجتماع سنوي.
ومنذ ذلك الحين، تكرّس آيبل بشكل أكبر في إدارة أعمال الشركة، وبات حضوره بارزًا إلى جانب بافيت في الفعاليات المهمة.
ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الإدارة قريبًا لتثبيت تعيينه رسميًا في منصب الرئيس التنفيذي، على أن يتسلم المهام بنهاية عام 2025، وسط توقعات بإجماع أعضاء المجلس.
تحديات بحجم التركة
تُعد مهمة آيبل صعبة بكل المقاييس؛ فخلافة شخصية مثل وارن بافيت، الذي حقق أرباحًا هائلة عبر صفقات استثمارية تاريخية، ليست بالأمر السهل.
فالشركة اليوم ضخمة للغاية لدرجة أن العثور على صفقات مؤثرة في نتائجها المالية أصبح أمرًا بالغ التعقيد.
ومع ذلك، يرى العديد من أعضاء مجلس الإدارة أن آيبل يمتلك صفات جوهرية مشابهة لبافيت، من النزاهة والجدية إلى التفكير الاستراتيجي، مما يجعله الأنسب للحفاظ على إرث "بيركشاير".
الحفاظ على الثقافة قبل الأرباح
لطالما شدد بافيت على أن أهم مهمة لخليفته ستكون الحفاظ على الثقافة المؤسسية الفريدة التي تتميز بها "بيركشاير"، والتي تعتمد على اللامركزية والثقة واستقلالية القرار.
وقد علّق مانغر ذات مرة بقوله: "غريغ سيحافظ على الثقافة".
وتتحدث شهادات المديرين التنفيذيين في الشركات التابعة عن مدى اعتمادهم على غريغ آيبل في القضايا الحساسة، حيث يوصف بأنه حاضر دائمًا، يطرح الأسئلة الصعبة، ويملك فطنة تجارية تُضاهي بافيت نفسه.
رجل العائلة... خارج دائرة الضوء
يعيش غريغ آيبل في دي موين بولاية آيوا، على بُعد ساعتين فقط من مدينة أوماها، حيث يقيم بافيت.
وفضلًا عن مسؤولياته المهنية، يشارك آيبل في تدريب فرق الهوكي وكرة القدم لأطفاله، ويُعرف بتواضعه وابتعاده عن الأضواء، رغم مكانته الكبيرة في عالم المال والأعمال.
وقد لخّص رؤيته للحياة والعمل في مقابلة نادرة عام 2018، قائلًا: "العمل الجاد يؤدي إلى نتائج جيدة. إذا كنت مستعدًا وبذلت جهدًا كافيًا، فإن النجاح يصبح أكثر احتمالًا".
بينما يستعد بافيت لوداع المنصب الذي شغله لعقود، تنتقل المسؤولية إلى غريغ آيبل، الذي لا يُتوقع منه تكرار إنجازات سلفه، لكن يُعوَّل عليه في قيادة "بيركشاير" نحو مستقبل مستقر، دون المساس بالقيم التي بُنيت عليها واحدة من أعظم التكتلات الاستثمارية في التاريخ.