برجك اليوم! الأبراج وخرافاتها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: السبت، 04 ديسمبر 2021
برجك اليوم! الأبراج وخرافاتها

من منّا لم يسمع بالأبراج سواءً عبر إحدى إذاعات الراديو أو خلال برامج الصباح التلفزيونية أو حتى على صفحات الجرائد اليومية.

كثيراً ما يطرح السؤال عند التحدث مع أناس: "ما هو برجك؟" على اعتبار أن الجواب سيعطي معلومات جيدة لتوقع ماهيّة الشخص، فكل برج من الأبراج له خواصه وأسلوبه في التعامل مع عقبات الحياة.

ما هي الأبراج أو ما يسمى "علم التنجيم" (Astrology)

"علم" التنجيم؛ مجموعة من الاعتقادات التي تتمحور حول ارتباط حركة الأجرام السماوية والكواكب بالنسبة لبعضها البعض.

ذلك في محاولة للحصول على معلومات حول العلاقات الإنسانية بين البشر والأحداث التي ستؤثر على البشر نفسياً وجسدياً نتيجة لحركة معينة للكواكب في النظام الشمسي.

ويتم تحديد برج كل شخص من خلال موقع الشمس في القبة السماوية يوم ولادته.

وكثيراً ما يتم الخلط بين الأبراج وعلم الفلك، حيث أن الاختلافات كبيرة بين الاثنين.

ما هو علم الفلك؟

يمكن تعريف علم الفلك ببساطة على أنه العلم الذي يدرس النجوم والكواكب والفضاء بشكل عام بما يتضمنه من طاقة، غازات، كواكب، مذنبات، ثقوب سوداء وغيرها؛ ويمكن اعتباره أحد أفرع الفيزياء "فيزياء الكونيات"؛ حيث يمكن تقسيم هذا العلم إلى فرعين أساسيين:

  • علم الفلك الرصديّ: يركز على دراسة النجوم (كالشمس) والكواكب والمجرات... إلخ.
  • علم الفلك النظريّ: محاولة وضع نموذج تحليلي لكيفية تشكل الكون وتطّوره حتى يومنا هذا.

من أين أتت الأبراج؟

الكثير من الحضارات القديمة أبدت اهتماماً بالسماء وما تحويه من أجرام سماوية، فقاموا بربط الأحداث الفلكية بما يحصل على الأرض، على سبيل المثال:

"المحاصيل قليلة عن المعتاد وغير كافية بسبب مرور مذنب كبير"، فقامت بعض الشعوب مثل الهنود والمايا والصينيين بتطوير أنظمة خاصة بهم؛ تقوم من خلالها بتوقع أحداث ستحصل على الأرض من خلال مراقبة السماء.

قام المنجمون القدماء في بابل ولاحقاً في اليونان بتقسيم السماء إلى 12 قسماً كل منها يدعى "التشكيل النجمي" (Constellation) وأطلقوا على الأقسام أسماء مثل القوس والأسد وغيرها بناءً على موقع الشمس في السماء.

لتعرف فيما بعد بالأبراج. وبما أن الدائرة 360 درجة موزعة على 12 قسم، يمكن بعملية بسيطة معرفة أن لكل "برج" 30 درجة من السماء، ومن ثم قاموا بإطلاق الصفات على مواليد هذه الأبراج وفقاً للعناصر الأساسية الأربعة آنذاك كما يلي:

  • النار: الحمل، القوس، الأسد، هي أبراج عفويّة ومتهوّرة.
  • الماء: السرطان، العقرب، الحوت، هي أبراج حالمة وعاطفية.
  • الهواء: الميزان، الدلو، الجوزاء، هي أبراج سريعة ومنظمة ولها ميول للتحكم بالمشاعر.
  • الأرض: الجدي، الثور، العذراء، هي أبراج هادئة وردود فعلها بطيئة وبالأخص في الأمور العاطفية.

هل للأبراج أصل علمي؟

في بعض الأحيان تبدو الأبراج وكأنها علم حقيقي، فهي تستعمل المعرفة العملية حول السماء وما فيها من نجوم وكواكب، إضافة للمخططات التي توضح حركة الكواكب والأرض موقعها خلال السنة.

لكن لتقييم إن كانت الأبراج أو التنجيم حقاً علم؛ فهناك بعض الأسئلة التي تحدد فيما إذا كانت الأبراج حقاً علماً، لنتابعها:

  • هل تركزّ على العالم الطبيعي؟

تبحث الأبراج في أساسها؛ إذا ما كان للأجرام السماوية تأثير على الأحداث التي تحصل على الأرض ولها ارتباط وثيق معها.

  • هل تهدف لوضع شرح للعالم الطبيعي؟

يستعمل التنجيم مجموعة من القواعد التي تربط بين الحركة النسبية ومكان الأجرام السماوية لخلق توقعات وتفسيرات للأحداث التي تقع على الأرض وشخصيات الإنسان بحسب موعد ميلاده.

فعلى سبيل المثال تتوقع الأبراج أن الشخص الذي يولد بعد الاعتدال الربيعي (برج الحمل) يكون في الأغلب إنساناً قياديّاً في حياته.

  • هل تستخدم أفكار قابلة للاختبار؟

غالباً ما تكون توقعات المنجمين عامّة بشكل كبير، حيث أنه يمكن لأي نتيجة عندما تحصل (نتيجة التوقع)؛ أن يعاد تفسيرها بشكل ملائم للحدث الذي حصل، في هذا الحالة، من الصعب جداً الاعتماد على توقعات الأبراج لاختبارها بشكل علميّ.

  • هل تعتمد على الأدلة؟

في حالات قليلة تم الاعتماد على التنجيم للحصول على توقعات دقيقة قابلة للتجريب، وفي كل مرّة تمت معاينة النتائج بشكل دقيق، ولم تكن الدلائل تدعم الادعاء لحصول حدث متوقع من قبل الأبراج بشكل دقيق.

تجربة كارلسون (Carlson"s experiment)

هي تجربة تعتمد على مبدأ (Double Blind)، حيث يكون لطرفي التجربة تدخلاً فيها بحيث يتم التأكد من أن تكون التجربة عادلة للطرفين قبل البدء ودون أي تحيز على الإطلاق.

وبمساعدة 28 منجماً فلكياً من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تم الموافقة على أكثر من 100 مخطط "فلكي" لتوقع الصفات النفسية لكل من الأشخاص المختَبرين في التجربة.

تم نشر نتائج التجربة في مجلة "نيتشر" (Nature) التي تعتبر واحدة من أكبر المجلات العلمية بتاريخ 5 ديسمبر/كانون الأول عام 1985، تقول النتائج:

"إن التوقعات بناءً على المخططات ليست أكثر من حظ، وأن الاختبارات تدحض بوضوح الافتراضات الفلكية".

ختاماً.. لا نستطيع القول عن أي فرض أنه صحيح مالم نقم باختباره ووفقاً للمنهج العملي، فضمن الشروط المحددة والواضحة للتجربة يجب أن تكون صحيحة في كل مرة، مثل الجاذبية.

فالقلم سيسقط دائماً نحو الأسفل عندما نكون ساكنين على سطح الكرة الأرضية. وما لم نستطع التحقق بشكل واضح من فرضيات المنجمين، فلا يمكن إطلاق صفة العلم ما لم تتبع هذه القواعد البسيطة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة