بينيتو موسوليني (Benito Mussolini)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 02 نوفمبر 2021
بينيتو موسوليني (Benito Mussolini)

تنقل موسوليني من عمله كأستاذ وعضو في الحزب الاشتراكي إلى تأسيس حزبه الخاص، أيد حياد بلاده في الحرب العالمية الأولى ثم دعم مشاركتها في هذه الحرب إلى جانب دول التفاهم (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية)، وفي الحرب العالمية الثانية وقف مع ألمانيا ضد دول الحلفاء (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) وهكذا أصبح حلفاء الأمس أعداء اليوم.. فمن هو بينيتو موسوليني؟ ما هي أبرز محطات حياته؟ كيف كانت نهايته؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

طفولة بينيتو موسوليني وعائلته

ولد بينيتو أميلكار أندريا موسوليني المعروف باسم (بينيتو موسوليني) في دوفيا دي بريدابيو، وهي بلدة صغيرة بمحافظة فورلي في روما في التاسع والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1883، والده الحداد والاشتراكي اليساندرو موسوليني، والدته المعلمة روزا مالتوني، وبسبب الميول السياسية لأبيه.

كان موسوليني يدعى بينيتو كما الرئيس اليساري المكسيكي بينيتو خواريز، بينما كان اسمه الأوسط "أندريا" و "أميلكار" من الاشتراكيين الإيطاليين أندريا كوستا وأميلكار سيبرياني، بينيتو الأكبر وأخوته هم أرنالدو وإدفيج، درس بينيتو موسوليني في مدرسة داخلية يديرها رهبان ساليسيان، ثم أصبح مدرس ابتدائي في عام 1901.

اعتقل موسوليني في سويسرا وعاد إلى بلده بعد العفو عنه لهربه من الجيش

هاجر في عام 1902 إلى سويسرا، لتجنب الخدمة العسكرية، وأصبح موسوليني نشطاً في الحركة الاشتراكية الإيطالية في سويسرا، حيث قام بتنظيم الاجتماعات، وإلقاء الخطب للعمال وعمل أمين سر نقابة العمال الإيطاليين في لوزان، وفي عام 1903، اعتقلته شرطة بيرن بسبب دعوته لإضراب عام.

قضى أسبوعين في السجن، ثم تم ترحيله إلى إيطاليا، وأطلق سراحه هناك، ليعود إلى سويسرا، وفي عام 1904 ألقي القبض عليه مرة أخرى في جنيف وطرد لتزوير أوراقه، عاد إلى لوزان حيث التحق بجامعة لوزان - قسم العلوم الاجتماعية، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1904 عاد إلى إيطاليا للاستفادة من عفو ​​عن الفرار من الخدمة، الذي كان قد أدين به غيابياً، وفي الثلاثين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1904 دخل الجيش لأداء الخدمة الإلزامية، وبعد عامين عاد إلى التدريس.

الحياة السياسة لبينيتو موسوليني

غادر موسوليني إيطاليا في شهر شباط/ فبراير عام 1909 لتولي منصب سكرتير حزب العمل في مدينة ترينتو الناطقة بالإيطالية، التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، وقام بعمل مكتب للحزب الاشتراكي المحلي.

كما حرر صحيفته أفينير ديل لافوراتور (مستقبل العامل)، ثم عاد إلى إيطاليا، وقضى فترة وجيزة في ميلانو، حتى عاد في عام 1910 إلى مسقط رأسه فورلي، حيث أصبح رئيس تحرير صحيفة لوتا دي كلاس (المناضل) الأسبوعية، وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 1911.

شارك موسوليني في أعمال شغب بقيادة الاشتراكيين ضد الحرب الإيطالية في ليبيا، وندد بصرامة "بالحرب الإمبريالية" الإيطالية، وهو عمل قضى عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر، وبعد الإفراج عنه، ساعد في طرد الحزب الاشتراكي للذين أيدا الحرب، وهما؛ إيفانو بونومي و ليونيدا بيسولاتي.

الحزب الاشتراكي يطرد موسوليني من عضويته

مع بدء الحرب العالمية الأولى في عام 1914 انقسم الاشتراكيون في إيطاليا بين مؤيد لتدخل إيطاليا في الحرب ومعارض لها، حيث كان موسوليني من المؤيدين لتدخل بلاده إلى جانب دول التفاهم (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) ضد دول تكتل الوسط (ألمانيا، الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، الدولة العثمانية).

فكانت النتيجة أن طرد من الحزب لأنه أيد تدخل بلاده في الحرب، لأن الحزب حدد خياره بمعارضة الحرب نتيجة قتل متظاهرين معارضين للحرب بنيران قوات الجيش؛ فدعا الحزب إلى إضراب عام تحت مسمى الأسبوع الأحمر، ودخل موسوليني الجيش الإيطالي خلال الحرب حيث أصيب بجروح خطيرة جراء انفجار قنبلة يدوية في خندقه في عام 1917، وتمت ترقيته إلى رتبة عريف لجدارته في هذه الحرب.

موسوليني يؤسس الحزب الفاشي

شكل موسوليني بعد طرده من الحزب الاشتراكي الإيطالي الحزب الفاشي في عام 1919، الذي كان يعارض التمييز الطبقي الاجتماعي ويدعم المشاعر القومية، على أمل رفع إيطاليا إلى مستويات ماضيها الروماني العظيم، كما استغل موسوليني حالة السخط العام من ضعف الحكومة الإيطالية وأسس وحدة شبه عسكرية تعرف باسم "القمصان السوداء"، التي أرعبت المعارضين السياسيين وساعدت على زيادة النفوذ الفاشي.

وصول موسوليني إلى السلطة

في ليلة السابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1922، تجمع حوالي آلاف الفاشيين في العاصمة الإيطالية روما للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الليبرالي لويجي فاكتا وتعيين حكومة جديدة، وفي صباح يوم الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، رفض الملك فيكتور إيمانويل الثالث تنفيذ طلب الحكومة بإعلان الأحكام العرفية فاستقالت الحكومة، ثم سلم الملك السلطة لموسوليني (الذي بقي في مقره في ميلانو خلال المحادثات) من خلال مطالبته بتشكيل حكومة جديدة.

سياسة موسوليني الداخلية

أصدر موسوليني العديد من القرارات فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، أبرزها:

  • تشريعات تحبذ الطبقات الصناعية والزراعية الغنية (الخصخصة وتحرير قوانين الإيجار وتفكيك النقابات).
  • قانون أسيربو، في شهر حزيران/ يونيو عام 1923 حوّل بموجبه موسوليني ألمانيا إلى دائرة انتخابية واحدة، ودخل القانون حيز التنفيذ في انتخابات برلمانية في السادس من شهر نيسان/ أبريل عام 1924.
  • ألغى الأحزاب السياسية (الحزب الاشتراكي، حزب الشعب) في البلاد.
  • أصدر موسوليني في عام 1925 قانوناً غيّر بموجبه صفته من رئيس للوزراء إلى رئيس الحكومة، بالتالي أصبح الشخص الوحيد الذي يقرر سياسة الدولة، ولم يعد مسؤولاً أمام البرلمان ولا يمكن إقالته إلا من قبل الملك.
  • وفي عام 1925 أصدر موسوليني قراراً نصب بموجبه نفسه زعيماً لإيطاليا.
  • ألغى في عام 1926 قانون الانتخابات البرلمانية.
  • أسس المجلس الأعلى للفاشية، وهو الوحيد الذي كانت لديه صلاحية إقالة رئيس الوزراء.
  • وفي الاقتصاد، سعى موسوليني للنهوض بالاقتصاد، حيث زرع خمسة آلاف مزرعةً بالقمح، كما استصلح الأراضي البور وحولها إلى أراضٍ زراعية، وذلك في عام 1928؛ الأمر الذي وفر فرص للعاطلين عن العمل.
  • حاول مكافحة الركود الاقتصادي من خلال طرح مبادرة "الذهب من أجل الوطن"، وتشجيع الجمهور على التبرع بالمجوهرات الذهبية للمسؤولين الحكوميين مقابل الأساور الفولاذية التي تحمل كلمات "الذهب للأرض". حتى تبرعت راشيل موسوليني بخاتم زواجها، وذاب الذهب الذي تم جمعه وتحول إلى قضبان ذهب، ثم تم توزيعها على البنوك الوطنية، وذلك في عام 1930، وبحلول عام 1935 كانت ثلاثة أرباع الشركات الإيطالية ملكاً للدولة، وذلك بغية الخروج من الركود الاقتصادي.
  • وفي عام 1936 فرض ضوابط على الأسعار، وسار ببلاده نحو الاكتفاء الذاتي ووضع عوائق للتجارة مع الدول الأخرى باستثناء ألمانيا.
  • اختار موسوليني محرري الصحف ورؤساء التحرير.
  • وقع اتفاقاً مع الفاتيكان في عام 1929؛ مما أدى إلى إنهاء عقود من الصراع بين الدولة الإيطالية والبابوية التي يعود تاريخها إلى استيلاء إيطاليا على الدول البابوية عام 1870 خلال توحيد إيطاليا، وتضمن الاتفاق اعتراف الدولة الإيطالية باستقلال مدينة الفاتيكان، وتضمنت معاهدة عام 1929 حكماً قانونياً من شأنه أن "تحمي الحكومة الإيطالية شرف البابا وكرامته بمن أي اعتداء".
  • اتبع سياسة هدفها زيادة معدل الولادة؛ فأصدر في عام 1924 قانوناُ اعتبرت فيه وسائل منع الحمل جريمة، وفي عام 1926 أمر كل امرأة إيطالية بمضاعفة عدد الأطفال، وذلك بهدف التوسع خارج إيطاليا.

سياسة موسوليني الخارجية

أصدر موسوليني العديد من القرارات فيما يتعلق السياسة الخارجية، أبرزها:

  • أرسل موسوليني القوات الإيطالية لغزو كورفو بعد حادث كورفو حيث تم اغتيال مواطنين إيطاليين كانوا في لجنة شكلتها عصبة الأمم لتسوية نزاع حدودي بين اليونان وإيطاليا، فاتهمت إيطاليا اليونان بالوقوف وراء حادثة الاغتيال، وفي النهاية، أثبتت عصبة الأمم عجزها، واضطرت اليونان إلى الامتثال للمطالب الإيطالية في عام 1923.
  • وفي ليبيا صادر موسوليني الأراضي الزراعية من الليبيين وسلمها للمستعمرين الإيطاليين، فظهرت ثورة عمر المختار، ورداً على ثورة عمر المختار قام موسوليني بارتكاب المجازر بحق الليبيين، مستخدماً الغازات السامة.
  • شارك موسوليني في معاهدات لوكارنو لعام 1925، التي ضمنت الحدود الغربية لألمانيا مع كل من فرنسا وبلجيكا كما رسمت في عام 1919.
  • في عام 1929، أمر موسوليني الأركان العامة للجيش لبدء التخطيط للاعتداء على فرنسا ويوغوسلافيا.
  • وفي شهر تموز/ يوليو عام 1932، أرسل موسوليني رسالة تخبره عن نية إيطاليا غزو فرنسا إلى وزير الدفاع الألماني الجنرال كورت فون سكليشر، مما يشير إلى تحالف إيطالي ألماني ضد فرنسا، وفي عام 1933 تخلى موسوليني عن خططه لغزو فرنسا بعد أن علم أن فرنسا مستعدة لمواجهته.
  • بعد وصول أدولف هتلر إلى السلطة، بالتالي هددت المصالح الإيطالية في النمسا وحوض الدانوب، اقترح موسوليني ميثاق القوة الأربع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 1933.
  • بعد محاولة الاغتيال الفاشلة المستشارة النمساوية الفاشلة إنغلبرت دولفوس في الخامس والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1934، من المؤيدين الاشتراكيين الوطنيين، هدد موسوليني ألمانيا بالحرب في حال غزو ألمانيا للنمسا، استمر موسوليني لفترة من الزمن في معارضة صارمة لأي محاولة ألمانية للحصول على مدينة أنسكلوس الإيطالية وعززت جبهة ستريزا الإيطالية المؤقتة ضد ألمانيا في عام 1935.
  • غزت إيطاليا إثيوبيا في عام 1935 ومع دخول الجيش الإيطالي العاصمة أديس أبابا لإعلان إمبراطورية بحلول شهر أيار/ مايو عام 1936، أصبحت إثيوبيا جزءاً من شرق أفريقيا الإيطالية، حيث رفض العقوبات التي فرضتها عليه عصبة الأمم نتيجة احتلاله لأثيوبيا.
  • استخدم موسوليني العقوبات ضد إيطاليا كذريعة لإقامة تحالف مع ألمانيا، وفي شهر كانون الثاني/ يناير عام 1936، ألغى اعتراضه على ضم ألمانيا للنمسا في حال تم ذلك لألمانيا.
  • وقعت ألمانيا مع النمسا معاهدة في الحادي عشر من شهر تموز/ يوليو عام 1936، أعلنت من خلالها النمسا بموجبها أنها "دولة ألمانية" تكون سياستها الخارجية متوائمة دائماً مع برلين، وسمحت للنازيين بدخول الحكومة النمساوية.
  • وقعت بريطانيا على "اتفاق جنتلمان" مع موسوليني في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1937 بهدف الحد من التدخل الإيطالي في إسبانيا خلال الحرب الأهلية حيث وقف موسوليني إلى جانب الجمهوريين بقيادة الجنرال فرانكو، ورأت وزارة الخارجية البريطانية ذلك خطوة أولى نحو إنشاء تحالف أنجلو-إيطالي.
  • وقعت بريطانيا وإيطاليا اتفاقيات عيد الفصح في شهر نيسان/ أبريل عام 1938، التي وعدت بريطانيا فيها بالاعتراف بسيطرة إيطاليا على أثيوبيا مقابل انسحاب ايطاليا من الحرب الأهلية الإسبانية.
  • شكل موسوليني محور برلين - روما في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1936، تتعاون فيه إيطاليا وألمانيا عسكرياً ضد الدول الأخرى.
  • التوقيع على ميثاق الصلب أو الميثاق الفولاذي (محور برلين – روما – طوكيو) في الثاني والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 1939، التي تربط بين إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية في تحالف عسكري كامل.
  • أمر موسوليني بغزو ألبانيا في شهر نيسان/ أبريل عام 1939، وتمكن من احتلالها.

هزيمة موسوليني في الحرب العالمية الثانية

بدأت الحرب العالمية الثانية في أوروبا في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1939 مع الغزو الألماني لبولندا فأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، لم تشارك إيطاليا في الحرب.

ولكن موسوليني بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها هتلر في بداية الحرب، أعلن الحرب على بريطانيا وفرنسا في العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1940، وشاركت ألمانيا في غزو فرنسا وبعد توقيع الهدنة بين ألمانيا وفرنسا حصلت إيطاليا على معظم نيس وغيرها من المقاطعات الجنوبية الشرقية.

كما هاجمت القوات الإيطالية البريطانيين في مستعمراتهم في السودان وكينيا فيما يعرف باسم "حملة شرق أفريقيا"، حيث غزت إيطاليا أرض الصومال البريطانية وأصبحت جزءاً من شرق أفريقيا الإيطالية وذلك في الثالث من شهر آب/ أغسطس عام 1940، كما تقدمت إيطاليا في السودان وكينيا.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 1940 هاجمت القوات الإيطالية المتواجدة في ليبيا القوات البريطانية المتواجدة في مصر تحت مسمى حملة الصحراء الغربية، حيث توقف الزحف الإيطالي في سيدي براني بانتظار الإمدادات اللوجستية.

وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1940 أرسل موسوليني الفيلق الجوي الإيطالي إلى بلجيكا، التي شاركت في الغارة الجوية ضد القوات البريطانية المتواجدة هناك حتى شهر كانون الثاني/ يناير عام 1941.

وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر أرسل موسوليني أيضاً قوات إيطالية إلى اليونان، لكن اليونان التي كانت ضمن دول التفاهم ردت بهجوم مضاد مما أدى إلى سيطرة اليونان على ربع ألبانيا التي كانت قد احتلتها إيطاليا.

إيطاليا تخسر في أفريقيا وهتلر يدعمها في حربها مع اليونان

أما في أفريقيا، فقد تغيرت الأمور ضد إيطاليا، حيث تمكن البريطانيون من رد الهجوم الإيطالي وإعادتهم إلى ليبيا، كما شنوا هجوماً ضد القوات الإيطالية وهزموهم في معركة كيرين، ثم في معركة غوندر، فأرسلت ألمانيا أفريكا كوربس لدعم إيطاليا، وفي الوقت نفسه، جرت عملية ماريتا في يوغوسلافيا لإنهاء الحرب اليونانية الإيطالية، مما أدى إلى انتصار المحور واحتلال اليونان من قبل إيطاليا وألمانيا.

موسوليني يشارك هتلر في غزو الاتحاد السوفيتي

غزا هتلر الاتحاد السوفيتي فيما عرف باسم (معركة بربا روسا) في الثاني والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 1941، وعندما عَلٍمَ موسوليني بالغزو الألماني للاتحاد السوفيتي أمر موسوليني فيلق من الجيش الإيطالي بالتوجه إلى الجبهة الشرقية، حيث أعرب عن أمله في أن تسجل إيطاليا انتصاراً سهلاً لاستعادة بريق النظام الفاشي الذي تضرر من الهزائم في اليونان وشمال أفريقيا.

في هذه الأثناء هاجمت اليابان الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور فدخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، وأعلن موسوليني الحرب على الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1941.

موسوليني تعرض لسلسلة هزائم أمام قوات الحلفاء التي دخلت إيطاليا

خسر الإيطاليون معركة العلمين في نهاية عام 1942، ثم هُزمت في حملة تونس في أوائل عام 1943، ثم غزت قوات الحلفاء جزيرة صقلية الإيطالية وذلك في شهر تموز/ يوليو عام 1943، بذلك انتقلت الحرب إلى قلب إيطاليا، كما قامت قوات الحلفاء بقصف روما في التاسع عشر من شهر تموز/ يوليو عام 1943.

هذا ما دفع بعض الوزراء في حكومة موسوليني للوقوف ضده وكان من بينهم غراندي وسيانو، ومع اقتراب العديد من زملائه من التمرد، أجبر موسوليني على استدعاء المجلس الأعلى للفاشية في الرابع والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1943، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا الفريق منذ بدء الحرب، عندما أعلن أن الألمان كانوا يفكرون في إجلاء الجنوب.

أطلق غراندي هجوماً عليه، واتخذ غراندي قراراً يطالب الملك باستئناف صلاحياته الدستورية الكاملة، وهو تصويت بعدم الثقة في موسوليني، وبعد ظهر ذلك اليوم، استدعا الملك فيكتور ايمانويل الثالث موسوليني إلى القصر الملكي وأخبره بقرار إقالته وعين مكانه المارشال بيترو بادوجليو، ثم اعتقل موسوليني بناءً على أوامر الملك.

كما قام رئيس الحكومة الجديد بحل الحزب الفاشي بعد يومين من توليه السلطة، ومن ثم تفاوض على هدنة مع الحلفاء تم التوقيع عليها في الثالث من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1943، فقام الألمان بغزو إيطاليا فأعلنت الأخيرة الحرب على ألمانيا النازية في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1943.

وبعد شهرين فقط من إقالة موسوليني وإلقاء القبض عليه، تم إنقاذه من سجنه في فندق كامبو إمبيراتور في غارة غران ساسو التي قامت بها وحدة خاصة تابعة لقوات المظليين الألمان في الثاني عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1943، والهدف منع الحكومة الإيطالية من تسليم موسوليني إلى الحلفاء، وفقاً للهدنة.

وكان هتلر قد خطط لاعتقال الملك وولي العهد الأمير أومبرتو وبادوجليو وبقية الحكومة واستعادة موسوليني إلى السلطة في روما، أسس موسوليني في المناطق التي احتلها الألمان من إيطاليا (بولزانو وبيلونو وترينتو) حكومة في بلدة سالو الواقعة شمال إيطاليا.

لكن موسوليني تعرض للعديد من الخسائر بالإضافة إلى فقدان الأراضي الإيطالية التي تحتفظ بها حلفاء وحكومة بادوجليو، وضعت محافظات بولزانو وبيلونو وترينتو تحت الإدارة الألما��ية في المنطقة التشغيلية لسفوح جبال الألب، في حين أن مقاطعات أوديني، غوريزيا، تريستي، بولا (الآن بولا)، فيومي (الآن رييكا) و ليوبليانا (لوبيانا الإيطالية) تم دمجها في المنطقة الألمانية للبحر الأدرياتيكي.

كما احتل الجيش الألماني المقاطعات الإيطالية سبليت (سبالاتو) وكوتور (كاتارو)، التي ضمها لاحقا النظام الفاشي الكرواتي. كما فقدت مكاسب إيطاليا في اليونان وألبانيا لألمانيا، باستثناء جزر إيجة الإيطالية التي ظلت اسميا تحت حكم موسوليني.

وفاة الرئيس بينيتو موسوليني

مع تقدم القوات المتحالفة إلى شمال إيطاليا وانهيار جمهورية سالو في الخامس والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 1945، حاول موسوليني وعشيقته كلارا بيتاشي الهرب إلى إسبانيا، وبعد ذلك بيومين، أي في السابع والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 1945، أوقفتهم القوات الإيطالية على مقربة من قرية دونغو قرب (بحيرة كومو) في إيطاليا، وفي اليوم التالي، تم إطلاق النار على موسوليني وبيتاشي، وبعد وفاته عرضت جثته في ميلانو ودفن في قبر غير محدد في مقبرة بموسكو، إلى الشمال من مدينة موسكو.

حياة بينيتو موسوليني الشخصية

تزوج موسيليني مرتين:

  • الأولى من إيدا دالسر في ترينتو في عام 1914، أنجبت له ولداً أسماه بينيتو ألبينو موسوليني توفي في السادس والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1942.
  • من راشيل غويدي في الخامسة والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1915، أنجبت له ابنتين هما: إيدا (1910-1995) وآنا ماريا (ولدت في 3 أيلول/سبتمبر 1929، فورلي، فيلا كاربينا - توفيت 25 نيسان/ أبريل 1968)، وبرونو الذي توفي في انفجار أصاب طائرته في السابع من شهر آب/ أغسطس عام 1941.

أشياء قد لا تعرفها عن موسوليني

عرض موقع هيستوري البريطاني تسعة أشياء مميزة في شخصية موسوليني، هي:

  1. كان موسوليني يميل للعنف منذ الطفولة، ففي سن العاشرة تم طرده من مدرسة داخلية دينية لطعن زميله في يده، ووقع حادث طعن آخر في مدرسته التالية.
  2. كان موسوليني اشتراكياً قبل أن يصبح فاشياً، وهذا ما ذكرناه في السابق.
  3. لم يتدخل الجيش الإيطالي لمنع موسوليني من الوصول إلى السلطة، بين عامي 1920 و 1922، واجهت الفصائل المسلحة الفاشية الحد الأدنى من التدخل من الشرطة أو الجيش لأنها تجوب البلاد مما تسبب في أضرار في الممتلكات وقتل ألفي معارض له، وأخيراً، عندما بدأ الفاشيون في احتلال مكاتب الحكومة والتبادلات الهاتفية ليلة السابع والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1922، نصحت رئيسة وزراء إيطاليا لويجي فاكتا ووزرائها الملك فيكتور إيمانويل الثالث بإعلان حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية. ورفض الملك المهاجم التوقيع على أي قرار من هذا القبيل، ومع ذلك، أجبرت فاكتا على الاستقالة.
  4. لم يصل موسوليني للسلطة بانقلاب عسكري، مع حالة الفوضى التي سادت إيطاليا عرض الملك إيمانويل الثالث على موسوليني تأسيس حكومة ائتلافية، وبذلك استلم موسوليني السلطة.
  5. لم يصبح موسوليني ديكتاتوراً حقيقياً حتى عام 1925، فبعد أن أصبح موسوليني رئيساً للوزراء، قلص من تأثير السلطة القضائية، وضرب الصحافة الحرة، وألقى القبض على المعارضين السياسيين، واستمر في التغاضي عن عنف الفاشية، وعزز عزلته على السلطة. ومع ذلك، واصل العمل داخل النظام البرلماني على الأقل حتى كانون الثاني/ يناير عام 1925، عندما أعلن نفسه ديكتاتوراً من إيطاليا، وعقب سلسلة من محاولات الاغتيال في عامي 1925 و 1926، شدد موسوليني قبضته أكثر من ذلك، وحظر الأحزاب المعارضة، وطرد أكثر من مئة عضو في البرلمان، وأعاد عقوبة الاعدام على الجرائم السياسية، وزاد من أنشطة الشرطة السرية، وألغى الانتخابات المحلية.
  6. موسوليني كان معادياً للكنيسة قبل أن يصبح مؤيداً للكنيسة.
  7. سعى موسوليني إلى إنشاء إمبراطورية إيطالية، بدأ موسوليني أول عمل عسكري له في عام 1923 عندما قصف واحتل لفترة وجيزة جزيرة كورفو اليونانية، واستخدم الغاز السام مرة أخرى بشكل غير قانوني خلال غزو إثيوبيا في عام 1935 و 1936، وبعد ثلاث سنوات غزا موسوليني ألبانيا وضمها إلى إيطاليا.
  8. شارك في الحرب العالمية الثانية قبل أن يكمل الجيش الإيطالي استعداداته للحرب.
  9. تم إطاحة موسوليني دون قتال، وفق ما ذكرناه في فقرة سابقة.

فاشية إيطاليا بعد موسوليني

على الرغم من أن الحزب الفاشي الوطني قد حظره دستور إيطاليا بعد الحرب، فقد ظهر عدد من الأحزاب الفاشية الجديدة خلفا لإرثها. تاريخيا، كان أكبر حزب فاشي جديد هو الحركة الاجتماعية الإيطالية (موفيمنتو سوسيال إيتاليانو) التي حلت في عام 1995 وحل محلها التحالف الوطني، وهو حزب محافظ نأى بنفسه عن الفاشية (أعلن مؤسسها وزير الخارجية السابق جيانفرانكو فيني خلال زيارة رسمية لإسرائيل في عام 2003 بأن الفاشية "شر مطلق"، وتم دمج التحالف الوطني وعدد من الأحزاب الفاشية الجديدة في عام 2009 لإنشاء حزب الحرية من أجل الحرية الذي يقوده رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو برلوسكوني الذي حل في نهاية المطاف بعد هزيمة برلسكوني بالانتخابات العامة في عام 2013.

في الختام.. شكلت طموحات موسوليني التوسعية دماراً لإيطاليا، وحملت الشعب على مواجهته والمجلس الأعلى الفاشي الذي أسسه على إقالته، لكنه لم يذعن لهذه القرارات حيث حررته ألمانيا من سجنه وعينته حاكماً في شمال إيطاليا، لتكون نهايته بإطلاق النار عليه ودفنه في العاصمة الروسية موسكو، وبذلك انتهت حياة أبرز زعماء الحرب العالمية الثانية في دول المحور الذي كان يضم إضافةً لإيطاليا ألمانيا واليابان.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة