مساواة في إجازة الولادة بإسبانيا: 17 أسبوعًا للأب والأم

أعلنت الحكومة الإسبانية عن خطط جديدة لمنح الآباء والأمهات أسبوعًا إضافيًا من الإجازة مدفوعة الأجر بعد إنجاب طفل، مما يرفع إجمالي فترة إجازة الوالدين إلى 17 أسبوعًا، لتصبح من أكثر أنظمة الإجازة الوالدية سخاء في القارة الأوروبية.

إسبانيا وفنلندا في المقدمة الأوروبية

تنضم إسبانيا إلى فنلندا كالدولتين الوحيدتين في الاتحاد الأوروبي اللتين تقدمان إجازة ولادة متساوية ومدفوعة الأجر بالكامل لكلا الوالدين، هذا القرار يعكس التوجه المتزايد نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في أماكن العمل والحياة الأسرية.

صرحت وزيرة العمل يولاندا دياز خلال مؤتمر صحفي قائلة: "إسبانيا تتحرك نحو النسوية والمساواة، ولن يكون هناك تراجع عن هذا الطريق. نحن متطلعون للمستقبل."

وأضافت أن "أربعة من كل عشرة رجال في بلدنا يأخذون الآن إجازة الوالدين، وهذا إنجاز نسوي."

مزايا إضافية للعائلات الإسبانية

إلى جانب الأسبوع الإضافي، وافقت الحكومة على منح أسبوعين إضافيين من الإجازة مدفوعة الأجر، يمكن الاستفادة منهما حتى يبلغ الطفل سن الثامنة،هذه المرونة في التوقيت تتيح للوالدين تخطيطًا أفضل لاحتياجاتهم الأسرية والمهنية.

رغم الإعلان الرسمي، تحتاج هذه الإجراءات إلى موافقة البرلمان الرسمية، يواجه رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز تحديات في تأمين الأصوات الكافية لتمرير القوانين، حيث يقود حكومة أقلية تعتمد على التفاوض مع فصائل سياسية متنوعة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء يقل عن الوعد الانتخابي البالغ 20 أسبوعًا من إجازة الولادة الذي قطعه الحزب الاشتراكي الحاكم وشريكه في الائتلاف حزب "سومار" اليساري المتطرف خلال حملة انتخابات 2023.

مقارنات أوروبية ومكانة إسبانيا

من ناحية المقارنة الأوروبية، تقدم عدة دول مثل كرواتيا وأيرلندا وبلغاريا إجازات أمومة أطول من إسبانيا، لكنها أقل سخاء مع الآباء، هذا يضع إسبانيا في موقع متميز كدولة تسعى لتحقيق التوازن والمساواة في حقوق الوالدين.

أشارت الوزيرة دياز إلى أن المجموعات البرلمانية "استجابت بشكل جيد" للمبادرة، مما يشير إلى إمكانية نجاح تمرير هذا القانون.

من جهة أخرى، يضغط حزب "بوديموس" اليساري المتطرف، أحد الأحزاب المطلوبة أصواتها لتمرير التشريع، من أجل المزيد من أسابيع الإجازة.

الأثر على سوق العمل والمجتمع

تهدف هذه السياسة إلى تشجيع مشاركة أكبر للرجال في رعاية الأطفال وتقليل الفجوة بين الجنسين في سوق العمل.

كما تسعى لدعم الأسر في تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية، مما قد يؤثر إيجابيًا على معدلات المواليد في البلاد.

تمثل هذه الخطوة الإسبانية نموذجًا متقدمًا في أوروبا نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق الوالدية، وتعكس التزامًا سياسيًا واضحًا بدعم الأسر وتمكين كلا الوالدين من المشاركة بفعالية في رعاية أطفالهم دون التضحية بحقوقهم المهنية.