أبيات من الشعر عن فضل المعلم

شعر عن المعلم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 23 يونيو 2020 آخر تحديث: الأحد، 17 ديسمبر 2023

يعد المعلم رمزاً في بناء المجتمع وتقوية شخصية طلابه، لذلك وجب على طلابه أن يقدموا له أجمل أبيات شعر عن المعلم في عيد المعلم أو في جميع الأوقات، احتراماً له وتقديراً لجهوده في سبيل العلم.

ويحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم يوم 5 من شهر أكتوبر من كل عام، حيث يلقى الطلبة شعر عن المعلم فيها كلمات الشكر والمديح على ما يقدمه المعلم في سبيل العلم والمعرفة.

هل تبحث عن أبيات شعر عن المعلم؟ إليك أفضل ما قيل عن مدح المعلم والعلم:

شعر الإمام علي بن أبي طالب عن المعلم

يقول الإمام علي بن أبي طالب في مدح المعلم:

الناس من جهة التمثال أكفاء                أبوهم  آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم شرف           يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم        على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه         والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجود في ذوي نسب              فإن نسبتنا جود وعلياء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً           الناس موتى وأهل العلم أحياء
 

شعر الإمام الشافعي عن المعلم

قصيدة للإمام الشافعي عن مدح المعلم:

اصْــبِــرْ عَــلَــى مُــرِّ الْـجَـفَـا مِـنْ مُـعَـلِّـمٍ         فَإِنَّ رُسُـــوبَ الْـــعِـــلْــمِ فِــي نَــفَــرَاتِــهِ
وَمَــنْ لَــمْ يَــذُقْ مُــرَّ الــتَّــعَــلُّـمِ سَـاعَـةً            تَــجَــرَّعَ ذُلَّ الْــجَــهْــلِ طُــولَ حَــيَـاتِـهِ
وَمَــنْ فَــاتَــهُ الــتَّـعْـلِـيـمُ وَقْـتَ شَـبَـابِـهِ            فَـــكَـــبِّـــرْ عَـــلَـــيْــهِ أَرْبَــعًــا لِــوَفَــاتِــهِ
وَذَاتُ الْفَتَى — وَاللهِ — بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى                  إِذَا لَـــمْ يَـــكُـــونَــا لَا اعْــتِــبَــارَ لِــذَاتِــهِ

شعر محي الدين بن عربي عن المعلم

يقول الشاعر محي الدين بن عربي:

العلمُ بحرٌ ما له من ساحل
عذبُ المشارب حكمه في النائلِ
بالجمعِ جاء من الذي أعطاكَه
ما سَلطَن المسؤول غير السائل
لما دعاه دعا له في نفسه
بالمنحر الأعلى الكريمِ القائل
واستخلص الشخصُ الذي قد ذمه
بهواه لما أنْ دعا بالحائلِ
ليصيد من شَرَك العقولِ صيودها
بشريعةٍ جلتْ عن المتطاولِ
فلذاك لم يعقبُ واعقب من له
كل الفضائلِ فاضلاً عن فاضلِ

شعر إبراهيم طوقان عن المعلم

يقول الشاعر إبراهيم طوقان في مديح المعلم:

شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمَّة وكآبة
مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى
وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً
مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته
أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي
ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى
وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه
رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة
ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته
إنَّ المعلم لا يعيش طويلا

شعر أحمد شوقي عن المعلم

من أشهر القصائد الشعرية عن مدح المعلم، ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا            كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي   يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ        علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته   وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً        صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد     وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد          فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا         عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ          في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ       تظاهرتْ ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه           بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم      واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً        بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ    من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ     شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة     فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ       ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً      لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها       قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا

أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى   عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا

لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ   لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا

أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ   والطابعين شبابَـه المأمـولا

والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا   عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا

وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ   ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا

كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ        ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا

حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً     في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا

تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ        من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا

تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم      لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا

ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم     كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا

يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم    فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ     كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ      دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم       تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ    كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي    من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه             عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا

كما يقول أحمد شوقي عن المعلم القدوة:

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى   تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً   وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ    ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى    روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ    جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى   ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ       إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم      دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليلا

قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا    صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا

أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا      للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا

ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي           أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا

فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا      فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا

شعر محمد رشاد الشريف عن المعلم

قال الشيخ محمد رشاد الشريف، وهو مقرئ المسجد الأقصى المبارك، في فضل المعلم:

"يا شَمْعَةُ فِي زَوايا "الصَفُّ" تَأْتَلِقُ
تُنِيرُ دَرْبَ المَعالِي وَهِيَ تَحْتَرِقُ
لا أَطْفَأُ اللهُ نُوراً أَنْتَ مَصْدَرُهُ
يا صادِقَ الفَجْرِ أَنْتَ الصُبْحُ وَالفِلْقَ
أَيّا مُعَلِّمٌ يا رَمْزَ الوَفا سَلَّمْتَ
يَمِينُ أَهْلِ الوَفا يا خَيْرُ مِنْ صَدْقُوا
لا فَضَّ فَوكَ فَمِنْهُ الدُرُّ مُنْتَثِرَ
وَلا حُرِمْتُ فَمِنْكَ الخَيْرُ مُنْدَفِقٌ
وَلا ذَلَلْتُ لِغُرُورٍ وَلا حَلِيفَ
وَلامَسْتُ رَأْسَكَ الجَوْزاءَ وَالأَفْقَ
يدٌ تَخُطُّ عَلَى القِرْطاسِ نَهْجَ هُدَى
بِها تَشَرَّفَتْ الأَقْلامُ وَالوَرَقُ
تَسِيلُ بِالفِضَّةِ البَيْضا أَنامِلُها
ما أَنْضَرُ اللَوْحَةِ السُودا بِها وَرَقَ
 

شعر ابن الوردي عن المعلم

من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر ابن الوردي في مدح المعلم:

كن عالماً في الناسِ أو متعلماً       أو سامعاً فالعلمُ ثوبُ فخارِ
من كلِّ فنٍّ خذ ولا تجهلْ به              فالحُرُّ مطلعٌ على الأسرارِ
وإِذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدراً        في العالمينَ معظم المقدارِ
وعليكَ بالإِعرابِ فافهمْ سِرَّه              فالسرُّ في التقديرِ والإِصغارِ
قيمُ الورى ما يحسنون وزينهمْ           ملح الفنونِ ورقَّةُ الأشعارِ
فاعملْ بما عُلِّمتَ فالعلماءُ إِن             لم يعلموا شجرٌ بلا أثمارِ
والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ         كالريحِ إِذا مَرَّتْ على الأزهارِ
يا قارئَ القرآنِ إِن لم تتبعْ                    ما جاءَ فيه فأين فضلُ القاري؟
وسبيلُ من لم يعلموا أن يُحْسِنوا      ظنًّا بأهلِ العلمِ دونَ نِفارِ
قد يشفعُ العلمُ الشريفُ لأهلِه        ويُحِلُّ مبغضَهُمْ بدارِ بوارِ
هل يستوي العلماءُ والجهالُ في     فضلٍ أم الظَّلْماءُ كالأنوارِ؟
 

شعر خليل مطران عن المعلم

يقول الشاعر الشهير خليل مطران عن المعلم:

كسِّروا الأقلام، هل تكسيرها
يمنع الأيدي أنْ تنقش صخرا
قطِّعوا الأيدي، هل تقطيعها
يمنع الأعين أن تنظر شزرا 
واطفِئوا الأعين، هل اطفاؤها
يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا
أخمِدوا الأنفاس، هذا جهدكم
وبهِ منجاتنا منكم، فشكرا !
 

شعر معروف الرصافي عن المعلم

ومن قصائد معروف الرصافي عن المعلم:

كفى بالعلم في الظلمات نورا
يُبيّن في الحياة لنا الأمورا
فكم وجد الذليل به اعتزازاً
وكم لبِس الحزين به سرورا
تزيد به العقول هدىً ورشداً
وتَستعلي النفوس به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ
ولم يَبنوا به للعلم دورا
فإن ثيابهم أكفان موتى
وليس بُيوتهم إلاّ قبورا
وحُقَّ لمثلهم في العيش ضنك
وأن يدعوا بدنياهم ثُبورا
أرى لبّ العلا أدباً وعلماً
بغيرهما العلا أمست قشورا
أأبناء المدارس أنّ نفسي
تؤمّل فيكم الأمل الكبيرا
فسَقياً للمدارس من رياض
لنا قد أنبتت منكم زهورا
ستكتسب البلاد بكم عُلُوّاً
إذا وجدت لها منكم نصيرا
فإن دجت الخطوب بجانبيها
طلعتم في دُجُنَّتها بدورا
وأصبحتم بها للعزّ حِصناً
وكنتم حولها للمجد سورا
إذا أرتوت البلاد بفيض علم
فعاجز أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكون بها ضعيفاً
ويَغنَى من يعيش بها فقيرا
ولكن ليس مُنتَفِعاً بعلم
فتىً لم يُحرز الخُلُق النضيرا
فإن عماد بيت المجد خُلْق
حكى في أنف ناشفه العبيرا
فلا تَستنفِعوا التعليِم إلاّ
إذا هذّبتم الطبع الشَرِيرا
إذا ما العلم لابس حُسنَ خُلْق
فَرَجِّ لأهله خيراً كثيرا
وما أن فاز أغزرنا علوماً
ولكن فاز أسلمنا ضميرا
أأبناء المدارس هل مصيخٌ
إلى من تسألون به خبيرا
ألا هل تسمعون فإن عندي
حديثاً عن مواطنكم خطيرا
ورأياً في تعاوُنكم صواباً
وقلباً من تخاذُلكم كسيرا
قد انقلب الزمان بنا فأمست
بُغاث القوم تحتقر النُسورا
وساء تقلُّب الأيام حتى
حمِدنا من زعازعها الدَبورا
وكم من فأرة عمياء أمست
تسمّى عندنا أسداً هَضورا
فكيف نروم في الأوطان عزّاً
وقد ساءت بساكنها مصيرا
ولم يك بعضنا فيها لبعض
على ما ناب من خطب ظهيرا
ألسنا الناظمين عقود مجد
نزين من العصور بها النحورا
إذا لُجَجُ الخطوب طمت بنينا
عليها من عزائمنا جسورا
لِنَبْتَدر العبور إلى المعالي
بحيث نطاول الشِعر العَبورا
ألا يا ابن العراق إليك أشكو
وفيك أُمارس الدهر المَكورا
تنفَّض من غُبار الجهل وأهرع
إلى تلك المدارس مستجيرا
فهنّ أمان من خشيَ الليالي
وهنّ ضمان مَن طلب الظهورا

شعر عبدالله البردوني عن المعلم

وكتب الشاعر عبدالله البردوني قصيدة عن العلم، فقال:

ماذا يقول الشعر ؟ كيف يرنّم ؟
هتف الجمال : فكيف يشدو الملهم
ماذا يغنّي الشعر ؟ كيف يهيم في
هذا الجمال ؟ و أين أين يهوّم ؟
في كلّ متّجه ربيع راقص
و بكلّ جو ألف فجر يبسم
يا سكرة ابن الشعر هذا يومه
نغم يبعثره السنى و يلملم
يوم تلاقيه المدارس و المنى
سكرى كما لاقى الحبيبة مغرم
يوم يكاد الصمت يهدر بالغنا
فيه و يرتجل النشيد الأبكم
يوم يرنّحه الهنا و له ... غد
أهنا و أحفل بالجمال و أنغم
***
و أطلّ " يوم العلم " يرفل في السنى
و كأنّه بفم الحياة ... ترنّم
يوم تلقّنه المدارس نشأها
درسا يعلّمه الحياة و يلهم
و يردّد التاريخ ذكراه و في :
شفتيه منه تساؤل و تبسّم
يوم أغنّيه و يسكر جوّه
نغمي فيسكر من حلاوته الفم
***
وقف الشباب إلى الشباب و كلّهم
ثقة وفخر بالبطولة مفعم
في مهرجان العلم رفّ شبابه
كالزهر يهمس بالشذى و يتمتم
و تألّق المتعلّمون ... كأنّهم
فيه الأشعّة و السما و الأنجم
***
يا فتية اليمن الأشمّ و حلمه
ثمر النبوغ أمامكم فتقدّموا
و تقحّموا خطر الطريق إلى العلا
فخطورة الشبّان أن يتقحّموا
وابنوا بكفّ العلم علياكم فما
تبنيه كفّ العلم لا يتهدّم
و تساءلوا من نحن ؟ ما تاريخنا ؟
و تعلّموا منه الطموح و علّموا
***
هذي البلاد و أنتم من قلبها
فلذ و أنتم ساعداها أنتم
فثبوا كما تثب الحياة قويّة
إنّ الشباب توثّب و تقدّم
لا يهتدي بالعلم إلاّ نيّر
بهج البصيرة بالعلوم متيّم
و فتى يحسّ الشعب فيه لأنّه
من جسمه في كلّ جارحة دم
يشقى ليسعد أمّه أو عالما
عطر الرسالة حرقة و تألّم
فتفهّموا ما خلف كلّ تستّر
إنّ الحقيقة دربه و تفهّم
قد يلبس اللّصّ اعفاف و يكتسي
ثوب النبيّ منافق أو مجرم
ميت يكفّن بالطلاء ضميره
و يفوح رغم طلائه ما يكتم
 

شعر محمود سامي البارودي عن المعلم

ويقول الشاعر محمود سامي البارودي عن فضل العلم:

بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ
فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
كَمْ بَيْنَ مَا تَلْفِظُ الأَسْيَافُ مِنْ عَلَقٍ
وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ
لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ
بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ لا بِسَفْكِ دَمِ
فَاعْكِفْ عَلَى الْعِلْمِ تَبْلُغْ شَأْوَ مَنْزِلَةٍ
فِي الْفَضْلِ مَحْفُوفَةٍ بِالْعِزِّ وَالْكَرَمِ
فَلَيْسَ يَجْنِي ثِمَارَ الْفَوْزِ يَانِعَةً
مِنْ جَنَّةِ الْعِلْمِ إِلَّا صَادِقُ الْهِمَمِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ
سَبْقُ الرِّجَالِ تَسَاوَى النَّاسُ فِي الْقِيَمِ
وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ إِنْ ذَهَبَتْ
أَوْقَاتُهَا عَبَثَاً لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ
لَوْلا مُدَاوَلَةُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ
خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ
كَمْ أُمَّةٍ دَرَسَتْ أَشْبَاحُهَا وَسَرَتْ
أَرْوَاحُهَا بَيْنَنَا فِي عَالَمِ الْكَلِمِ
فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ
غَرَائِباً لا تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ
صَرْحَانِ مَا دَارَتِ الأَفْلاكُ مُنْذُ جَرَتْ
عَلَى نَظِيرِهِمَا فِي الشَّكْلِ وَالْعِظَمِ
تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا
لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ
قَوْمٌ طَوَتْهُمْ يَدُ الأَيَّامِ فَانْقَرَضُوا
وَذِكْرُهُمْ لَمْ يَزَلْ حَيّاً عَلَى الْقِدَمِ
فَكَمْ بِهَا صُوَر كَادَتْ تُخَاطِبُنَا
جَهْراً بِغَيْرِ لِسَانٍ نَاطِقٍ وَفَمِ
تَتْلُو لِهِرْمِسَ آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى
فَضْلٍ عَمِيمٍ وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ
آيَاتِ فَخْرٍ تَجَلَّى نُورُهَا فَغَدَتْ
مَذْكُورَةً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
وَلاحَ بَيْنَهُمَا بَلْهِيبُ مُتَّجِهاً
لِلشَّرْقِ يَلْحَظُ مَجْرَى النِّيلِ مِنْ أَمَمِ
كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ مُنْتَظِرٌ
فَرِيسَةً فَهْوَ يَرْعَاهَا وَلَمْ يَنَمِ
رَمْزٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْعُلُومَ إِذَا
عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَةِ الْعَدَمِ
فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ وَانْتَصِبُوا
لِلْعِلْمِ فَهْوَ مَدَارُ الْعَدْلِ فِي الأُمَمِ
وَلا تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ وَانْتَسِبُوا
فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ
فَرُبَّ ذِي ثَرْوَةٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ
وَرُبَّ ذِي خَلَّةٍ بِالْعِلْمِ مُحْتَرَمِ
شِيدُوا الْمَدَارِسَ فَهْيَ الْغَرْسُ إِنْ بَسَقَتْ
أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ الْنِّعَمِ
مَغْنَى عُلُومٍ تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَةً
عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ كَالطَّيْرِ فِي الْحَرَمِ
مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا فِي سِنِّ عَاشِرَةٍ
يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ
كَأَنَّهَا فَلَكٌ لاحَتْ بِهِ شُهُبٌ
تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنْجُمِ الظُّلَمِ
يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَةً عَبِقَتْ
بِنَفْحَةٍ تَبْعَثُ الأَرْوَاحَ فِي الرِّمَمِ
فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ
أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ
وَنَابِغٍ نَالَ مِنْ عِلْمِ الْحُقُوقِ بِهَا
مَزِيَّةً أَلْبَسَتْهُ خِلْعَةَ الْحَكَمِ
وَلُجِّ هَنْدَسَةٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ
جَدَاوِلُ الْمَاءِ فِي هَالٍ مِنَ الأَكَمِ
بَلْ كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْسَاً بِمَوْعِظَةٍ
وَكَمْ طَبِيبٍ شَفَى جِسْمَاً مِنَ السَّقَمِ
مُؤَدَّبُونَ بِآدَابِ الْمُلُوكِ فَلا
تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ
قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ
وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ
وَكَيْفَ يَثْبُتُ رُكْنُ الْعَدْلِ فِي بَلَدٍ
لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ
مَا صَوَّرَ اللَّهُ لِلأَبْدَانِ أَفْئِدَةً
إِلَّا لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ
وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ
فِي الْفَضْلِ وَامْتَازَ بِالْعَالِي مِنَ الشِّيَمِ
لَوْلا الْفَضِيلَةُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ
ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ
فَلْيَنْظُرِ الْمَرْءُ فِيمَا قَدَّمَتْ يَدُهُ
قَبْلَ الْمَعَادِ فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ

شعر حافظ إبراهيم عن المعلم

من قصائد شاعر النيل حافظ إبراهيم عن العلم:

لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً
لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ
لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ
كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا
أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ
ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً
جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ
يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ
مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ
بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ
في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ
قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ
فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي

شعر عن المعلم

ومن الأبيات الشعرية المميزة عن المعلم:

قالوا: المعلم، قلت: أفضل مرسل

هو رائد العلم الصحيح الأمثل

هو رائد التعليم منذ تنزلت

آيات "اقرأ" في الكتاب المنزل

ربّى وعلّم أمة أُمية

حتى هداها للمقام الأفضل

الله علمه وطهر قلبه

وحباه رأي العاقل المتأمل

حتى غدا في الأرض قدوة أهلها

وغدا لأهل العلم أصفى منهل

قالوا: المعلم، قلت: أشرف مهنة

بضيائها، ليل الجهالة ينجلي

ويقول أحد الشعراء مادحاً المعلم:

إن المعلم للشعوب حياتها              ودليلها وعطاؤها المتفاني

فإذا سألت عن الشعوب فلا تسل    عن غير هاديها فذاك الباني

ومن قصائد مدح المعلم:

يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ                         هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ
تصفُ الدواء لذي السقامِ وذي الضنى     كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ
ونراكَ تصلحُ بالرشادِ عقولَنا                   أبداً وأنتَ من الرشادِ عديمُ
لاتنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلهُ                    عارٌ عليكَ إِذا فعْلتَ عظيمُ
وابدأ بنفسِكَ فانَهها عن غَيِّها              فإِذا انتهتْ منه فأنتَ حكيمُ
فخناكَ يقبلُ ما وعظْتَ ويفتدى       بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ