"شم النسيم" عيد فرعوني يحتفل به المصريون حتى اليوم

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأحد، 28 أبريل 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أبريل 2023
"شم النسيم" عيد فرعوني يحتفل به المصريون حتى اليوم

يرتبط عيد "شم النسيم" منذ أيام الفراعنة بموسم الحصاد. أما اسم العيد فقد تغير على مر العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بالعيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

وكان قدماء المصريين في هذا اليوم يحتفلون بالرقص والموسيقى ويتناولون أطباقهم المفضلة مثل "بط الصيد" والإوز ويشربون النبيذ الطازج، كما يأكلون السمك المملح "الفسيخ" والبصل الأخضر والليمون، وهو ما يأكله المصريون حتى اليوم.

وكان عيد الربيع "شم النسيم" عند المصريين القدماء يرمز إلى بداية حياة جديدة، وفقاً للجداريات المكتشفة. وكان الرجل يبدأ صباح هذا اليوم، حسب ما جاء فى البرديات القديمة، بإهداء زوجته زهرة اللوتس. وكان القدماء يجتمعون أمام الأهرامات ليشهدوا غروب الشمس، إذ عرف باسم "عيد شموش" أي بعث الحياة.

كذلك يقوم الكبار والصغار في شم النسيم والذي يعتبر عطلة رسمية، بتلوين البيض صباحاً ورسم مختلف الأشكال والزهور بألوانها الرائعة المناسبة للربيع، وهي عادة قديمة أيضاً مستمرة حتى الآن، إذ كان البيض الملون قديما رمزاً للخلق والحياة. ويخرج المصريون إلى الحدائق العامة حاملين معهم ما لذ وطاب من حلوى وكعك ومسليات، بالإضافة إلى العصائر الطازجة المنعشة.

أما في وجبة الغداء فيظل "الفسيخ" جزءاً أساسياً من عادات احتفال المصريين بالعيد، ويتم إعداده بالتمليح الشديد للسمك وبطريقة خاصة. لذا تتزايد سنويا تحذيرات وزارة الصحة المصرية من تجنب شرائه من الباعة الجوالين أو المصادر المجهولة، لما يمثله من خطر على الصحة نتيجة إعداده بطريقة غير آمنة، والتي قد يؤدي أكل ذلك الفسيخ إلى التسمم.

وتجدر الإشارة إلى أن "الفسيخ" كان رمزا للخصوبة عند الفراعنة وكانوا يدفنون موتاهم مصحوبين به بعد حفظه وتجفيفه وتمليحه بطريقة خاصة، اعتقاداً منهم أنهم إذا ما عادوا للحياة فسيجدون ما يأكلونه. ولا تكتمل مائدة شم النسيم إلا بتناول البصل الأخضر الذي كان الفراعنة يعتقدون أنه يطرد الأرواح الشريرة. كما يضيف الليمون مذاقا خاصاً إلى الفسيخ ويصاحبه تناول الخيار والخس والمَلانَة (الحُمص الأخضر) مع الرنجة، وهي نوع من الأسماك المدخنة المالحة.

سارة إبراهيم/ ع.ج