متهم بالعمالة لإسرائيل ونهب المساعدات.. من هو ياسر أبو شباب؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
بماذا يخبرك شعرك الأبيض في الشباب؟
ياسر جلال
ياسر الطوبجي

اتُهمت الحكومة الإسرائيلية بتسليح عصابة إجرامية فلسطينية، يُزعم أن أعضاءها نهبوا مساعدات إنسانية. وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو التقطتها الأقمار الصناعية، ووثقتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يوم أمس الخميس (5 يونيو/ حزيران 2025)، أن ميليشيا فلسطينية جديدة وسعت نطاق وجودها في جنوب غزة، وأنها تعمل داخل منطقة خاضعة للسيطرة المباشرة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

وحسب تقرير لصحيفة الغارديان، فقد وُجهت لها اتهامات بصلان بجماعة جهادية، ويقال إن قائد هذه الجماعة، ياسر أبو شباب، من سكان رفح من عائلة بدوية، ومعروف محلياً بتورطه في أنشطة إجرامية ونهب المساعدات الإنسانية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفقاً لتقارير إعلامية، تتألف جماعة أبو الشباب، التي تُطلق على نفسها اسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، من حوالي 100 مسلح يعملون في شرق رفح بموافقة ضمنية من القوات المسلحة الإسرائيلية، وتُوصف الجماعة بأنها ميليشيا وعصابة إجرامية.

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر دفاعية قولها إن إسرائيل زودت أعضاء "جماعة أبو الشباب" ببنادق كلاشينكوف، إضافة لبعض الأسلحة التي استولت عليها من حماس.

ليبرمان: جماعة "أبو شباب" تتبع لتنظيم "الدولة الإسلامية"

وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس مساء، قال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "فعّلت" بعض العشائر الفلسطينية في غزة، بناء على نصيحة "مسؤولين أمنيين"، من أجل إنقاذ أرواح جنود إسرائيليين. وكان مكتب رئيس الوزراء قد صرح في وقت سابق بأن "إسرائيل تعمل على هزيمة حماس بطرق مختلفة، بناء على توصية جميع رؤساء الأجهزة الأمنية".

ومن جانبه، فند وزير الدفاع السابق والنائب المعارض أفيغدور ليبرمان هذه المزاعم، مدعياً أن جماعة أبو الشباب تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي. وقال ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا المعارض، في حوار إذاعي: "الحكومة الإسرائيلية تُزوّد مجموعة من المجرمين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية، بالأسلحة بتوجيه من رئيس الوزراء". وأضاف: "على حد علمي، لم يمرّ هذا الأمر بموافقة مجلس الوزراء"، لكن لم تتأكد صحة ادعاءات ليبرمان بوجود صلات مع "داعش".

وصرح مسؤول أمني لصحيفة Ynet الإسرائيلية، أن تسليح أبو الشباب كان بموافقة وقيادة جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ووصف العملية بأنها "مخططة"، بهدف "تقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية مع تقويض حماس بشكل منهجي من خلال ضربات مُستهدفة وتدمير البنية التحتية وتعزيز القوى المحلية المنافسة".

وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

عائلة ياسر أبو شباب "تتبرأ منه"

في الأسابيع الأخيرة، نشر أبو شباب رسائل معادية لحماس والسلطة الفلسطينية، مروجاً لجهود ميليشياته على موقع فيسبوك. وأكدت عائلة أبو شباب صلته بالقوات الإسرائيلية، وأصدرت بياناً الأسبوع الماضي تتبرأ فيه منه. وجاء في البيان: "فوجئنا، كغيرنا، بمقطع فيديو بثته المقاومة، يُظهر تورط مجموعات ياسر في إطار أمني خطير، وصل إلى حد العمل ضمن وحدات سرية ودعم قوات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية". وأضاف البيان: "نؤكد أننا لن نقبل عودة ياسر إلى العائلة، لا مانع لدينا من أن يقوم من حوله بتصفيته فوراً، ونقول لكم إن دمه حلال".

وأفادت التقارير أن أبو شباب زعم أن مجموعته كانت تحمي قوافل المساعدات، بينما اتهمته حماس بنهب شاحنات المساعدات.

في 28 مايو/أيار، صرّح جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً: "ادعت إسرائيل علناً أن حماس تحول مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. لكن هذا الادعاء باطل، فالسرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية، تحت أنظار القوات الإسرائيلية، وسُمح لها بالعمل بالقرب من معبر كرم أبو سالم". وقد أكد ويتال لصحيفة الغارديان أنه "يقصد عصابات مثل عصابة أبو شباب".

ويوم الأربعاء، أعلنت نقابة عمالية تُمثل سائقي الشاحنات في غزة أنها أوقفت نقل المساعدات داخل القطاع بعد حادثة قُتل فيها عدد من سائقي الشاحنات برصاص مسلحين. وأعلنت نقابة النقل الخاصة أنها دعت إلى الإضراب رداً على حادثة وقعت قبل يوم، حيث هاجم مسلحون قافلة شاحنات تحمل مساعدات إنسانية في وسط غزة.

وجاء في البيان: "هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأخطر على الإطلاق في سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تهدف إلى عرقلة عمليات الإغاثة ومنع وصول المساعدات الحيوية إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية حرجة".

وقال جهاد سليم، نائب رئيس جمعية النقل الخاصة، الذي فقد قريبه محمد العصار في الهجوم، إنه لا يعرف هوية المسلحين. وعندما سُئل عما إذا كان يشتبه في وقوف أبو الشباب وراء عمليات القتل، قال: "لن أتفاجأ إذا كان متورطاً في هذه الهجمات، إنه رجل عصابات".

تحرير: خ.س