«تربنة الجمجمة».. وهل ثقب القدماء رؤوسهم طواعية؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الخميس، 11 مارس 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
«تربنة الجمجمة».. وهل ثقب القدماء رؤوسهم طواعية؟

بعصور ما قبل التاريخ، يعتقد بأن القدماء قد قاموا بثقب رؤوسهم حسب ما وصل إلينا من صور واضحة عقب استخراج الكثير من الجثامين من المقابر الأثرية.

تم تعريف إحداث ثقب برأس الإنسان الحي بالـ«تربنة الجمجمة»، وهي عملية جراحية قاسية كانت تتم في مناطق متفرقة من العالم القديم، وتتضمن إحداث ثقب بالرأس عبر الحفر أو القطع باستخدام آلة حادة. لكن يطفو على السطح سؤال منطقي، بعد تأكدنا تمامًا من وجود هذه الثقوب برؤوس الجثث بالفعل، وهو لماذا قد يترك إنسان نفسه لهذا المصير؟

ملابسات

إحدى الروايات تؤكد أن عمليات ثقب الرأس كانت تتم أثناء فترة العصور الوسطى، وظلت مستمرة بمناطق إفريقيا حتى مطلع القرن الـ20، بغرض علاج آلام الرأس الشديدة الناتجة عن الإصابات القوية أو الأمراض العصبية. حيث ثبت بالدليل عبر تحليل بعض الرؤوس المثقوبة إصابتها بالفعل، لذا من الممكن اعتبار هذه العملية هي آخر ما توصّل له الطب المتاح في ذلك الوقت.

بينما تشير دراسات يرجع تاريخها للقرن الـ19 أن ثقب الرأس كان عبارة عن طقس استخدمته شريحة من البشر قديمًا بحجة السماح للروح البشرية من الدخول أو الخروج من الجسد عن طريق الرأس، أو كقربان شخصي افتراضي للانضمام إلى قبيلة يجب على الشخص تقديمه دون تراجع.

من أين نبدأ؟

في العام 1997، وأثناء عملية تنقيب عن الآثار بجنوب روسيا، تم الكشف عن موقع أثري ضخم بالقرب من مدينة روستوف أون دون. احتوى الموقع على 20 مقبرة أثرية ضمت حوالي 35 جثمانًا، وبعد دراسة الهياكل الخاصة بها، أثبت بأنها تعود للعصر النحاسي (3000–5000 قبل الميلاد).

المثير أن إحدى المقابر ضمّت 5 هياكل اشتركت جميعًا في أن رؤوسها مثقوبة بنفس الشكل، في حين أشارت «إلينا باتيفا»، المسؤولة عن تحليل الهياكل، بأن هذه الثقوب هي آثار لعمليات الـ«تربنة» التي تعرّض لها أصحاب الهياكل.

بينما أوضح المختصّون بأن ثقب الجمجمة بهذا الشكل عند منطقة «الجيب السهمي» أعلى منتصف الرأس، خطير جدًا، لأن بهذه المنطقة تحديدا، يتم تجميع الدم قبل ضخه بأوردة المخ، وأي خطأ في تنفيذ العملية سينتهي بنزيف حاد، ما يعرّض حياة الإنسان للخطر الحتمي، وربما الوفاة.

«تربنة الجمجمة» والحقيقة الغائبة

بالعام 2011 قام فريق دولي من علماء الآثار بتحليل حوالي 137 هيكلا عظميًا تعود لنفس الفترة الزمنية محل النقاش في روسيا، وأثناء محاولة إيجاد نمط محدد من الفريق حول طبيعة الصحة العامة للبشر بهذه الفترة، تم العثور على 9 هياكل تشترك في كونها مثقوبة من الرأس.

بنفس الصدد، قررت باتيفا تشكيل فريق بحثي لمحاولة فهم الهدف الحقيقي خلف ثقب الجماجم تحديدا في هذه المنطقة الجغرافية «روسيا».

تباينت النتائج، فقد ظهرت سلامة بعض الجماجم ما يعني أن أصحابها كانوا قد تعرضوا لعملية الـ«تربنة» لغرض آخر غير العلاج، في حين ظهرت على بعض الجماجم أعراض إصابات عصبية ربما قد دفعت أصحابها للخضوع لهذه العملية.

عن ذلك افترضت «ماريا ميدينكوفا»، الخبيرة بالأكاديمية الروسية للعلوم، أن هنالك رابطا ما بين روسيا وبين عملية الـ«تربنة، حيث من الجائز أن تكون عمليات كتلك تقام لغرض ما غير العلاج.

على كُلٍ، إن كانت العمليات قد تمّت بغرض العلاج، فقد استنتج الباحثون بأن أصحاب الجثامين قد استطاعوا البقاء على قيد الحياة بعد العملية لفترة لا تتجاوز عدة أسابيع، أما إذا كانت بغرض إقامة طقوس، فحتى الآن لا يمكننا معرفة العائد من القيام بأمر مشابه، لأنه حقيقةً يبدو وكأنه انتحار متعمد.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة