أكبر من المعتاد: ثقب طبقة الأوزون لهذا العام يُعادل مساحة قارة

  • تاريخ النشر: السبت، 18 سبتمبر 2021
أكبر من المعتاد: ثقب طبقة الأوزون لهذا العام يُعادل مساحة قارة

يقول العلماء المسؤولون عن مراقبة الثقب في طبقة الأوزون الذي يتطور سنوياً أنه أصبح أكبر من المعتاد، وأنه حالياً أكبر من القارة القطبية الجنوبية. فذكر الخبراء أن حجم الثقب المرصود زاد بشكل كبير الأسبوع الماضي، إذ باتت مساحته تغطي نحو 23 مليون كيلومتر مربع، بينما كان حدّه الأقصى خلال السنوات الماضية نحو 20 مليون كيلومتر مربع.

يقول باحثون من خدمة مراقبة الغلاف الجوي في كوبرنيكوس أن ثقب هذا العام ينمو بسرعة وهو أكبر من 75٪ من ثقوب الأوزون في هذه المرحلة من الموسم منذ عام 1979.

ثقب الأوزون 2021

يوجد الأوزون على ارتفاع سبعة إلى 25 ميلاً، ما يُعادل 11-40 كم، في الغلاف الجوي فوق سطح الأرض، في طبقة الستراتوسفير، ويعمل كواقي شمسي للكوكب، يحميه من الأشعة فوق البنفسجية.

 في كل عام، يتشكل ثقب خلال أواخر الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث تتسبب الشمس في تفاعلات مستنفدة للأوزون، والتي تنطوي على أشكال نشطة كيميائياً من الكلور والبروم المشتقة من مركبات من صنع الإنسان. وقد أعلن مركز كوبرنيكوس في بيان عن أن ثقب هذا العام "تطور إلى فجوة أكبر من المعتاد".

يقول فنسنت هنري بيوخ، مدير الخدمة، خلال تصريحات صحافية: "لا يمكننا أن نقول خلال هذه المرحلة كيف سيتطور ثقب الأوزون. ومع ذلك، فإن ثقب هذا العام يُشبه بشكل ملحوظ ثقب عام 2020، والذي كان من بين الأعمق والأطول عمراً في سجلاتنا منذ عام 1979".

يُضيف بيوخ: "ثقب الأوزون 2021 هو الآن من بين أكبر 25٪ في سجلاتنا منذ عام 1979، لكن العملية لا تزال جارية. سنواصل مراقبة تطوره في الأسابيع المقبلة. لا يعني ثقب الأوزون الكبير أو الصغير في عام واحد بالضرورة أن عملية استعادة إغلاقه لا تسير كما هو متوقع، ولكن يمكن أن يُشير إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص ويمكن توجيه البحث لدراسة الأسباب الكامنة وراء سبب اتساع ثقب الأوزون ."

سبب حدوث ثقب الأوزون

بنسبة كبيرة يقبل العلماء أن النضوب في طبقة الأوزون ناتج عن غازات من صنع الإنسان تُسمى مركبات الكربون الكلورية فلورية، والتي تم تطويرها لأول مرة في الثلاثينيات لاستخدامها في أنظمة التبريد ثم تم نشرها كوقود دفع في علب رذاذ الهباء الجوي.

المواد الكيميائية مستقرة بحيث يمكن أن تنتقل من سطح الأرض إلى الستراتوسفير. ولكن بعد ذلك، عند الارتفاع الذي يوجد فيه الأوزون، يتم تكسير هذه المواد بواسطة الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة.

التفاعلات الكيميائية اللاحقة لهذه المرحلة تُدمر الأوزون. لمُعالجة هذا، تم حظر مركبات الكربون الكلورية فلورية في 197 دولة حول العالم. منذ الحظر، أظهرت طبقة الأوزون بعض التعافي، لكنها عملية بطيئة وستستغرق حتى 2060 أو 70  للتخلص التدريجي الكامل من المواد المستنفدة.

خلال السنوات الأخيرة بسبب الظروف الجوية، نما ثقب الأوزون إلى حد أقصى يبلغ 20 مليون كيلومتر مربع، كشفت قياسات الأقمار الصناعية، أن ثقب الأوزون في القطب الشمالي لعام 2020 كان أحد أكبر وأعمق الثقوب في السنوات الأخيرة، وبلغ ذروته حوالي ثلاثة أضعاف حجم الولايات المتحدة القارية.

يصل ثقب الأوزون في القطب الجنوبي عادة إلى ذروته بين منتصف سبتمبر ومنتصف أكتوبر. عندما تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع في طبقة الستراتوسفير في أواخر الربيع في نصف الكرة الجنوبي، يتباطأ استنفاد الأوزون، وتضعف الدوامة القطبية وتنهار أخيراً، وبحلول ديسمبر، تعود مستويات الأوزون إلى وضعها الطبيعي.