«متلازمة الجوكر».. لماذا نتحيز أحيانا للأشرار؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 13 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
«متلازمة الجوكر».. لماذا نتحيز أحيانا للأشرار؟

عقب الإعلان عن موعد عرض فيلم «الجوكر» في 2019، أبدت السلطات استعدادا لتأمين قاعات السينمات خوفا من اندلاع أعمال عنف عقب مشاهدة الجمهور للفيلم الذي يؤدي «خواكين فيليكس» خلاله دور المجرم الخارج عن القانون. من وجهة نظر أمنية، يبدو التخوف منطقيا، فالمجتمع الأمريكي في العموم مجتمع يميل للعنف الذي تسعى السلطات إلى الحد منه وليس العكس.

«في أمريكا، هنالك حالات تبادل إطلاق نيران عشوائية، أو محاولات لارتكاب أعمال عنف بشكل دوري، كل أسبوع ربما، بنفس الطريقة التي يفعلها أرثر».. ستيفاني زاكاريك، الناقدة بجريدة تايمز.

شخصية الجوكر

شخصية الجوكر أو أرثر التي جسدها فينيكس أوضحت التحول الذي حدث لشخص كان يعمل كـ «Stand Up Comedian» إلى مجرم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت أرثر لذلك التحول، وبصورة غريبة شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التعاطف مع الشخصية التي رسمها فينيكس، عكس المعتاد، فالطبيعي أن يكره الناس الأشخاص الخطرين، لذلك كان لا بد من وجود شخصيات سينيمائية خيالية مثل «باتمان» الذي يمثل الخير. لكن السؤال الأهم: كيف نتعاطف مع الأشرار؟

طبقًا لـ «كيث أوتلاي» المختص بطب النفس الإدراكي بجامعة تورونتو، فالتعاطف مع الآخرين ينشأ داخل الإنسان بفترة الطفولة، الأمر الذي يجعل من الممكن أن يشعر البشر بالشفقة وتطابق الحال مع الآخرين ‑حتى وإن كانوا شخصيات خيالية- وبالتالي ينتهي المطاف بحالة عامة من مشاعر الحب والتفهم تجاه تصرفات مجرم خطير.

«لا يوجد ملائكة بالحياة»

-جينس كريستيانسين، مختص بالتواصل والحضارة بجامعة أرهوس بالدنمارك.

يرى كريستيانسن بأن الأشرار داخل تلك القصص يشبهوننا أكثر من الأبطال الخارقين المثاليين، لأن الأشرار حتى وإن كانوا لا يتحلون بأي قيم أخلاقية إلا أن قصصهم من الممكن أن تحمل بداخلها أبعادا أخرى تشرح لنا ما لم نعشه داخل القصة الحقيقية، وهو الأمر الذي يجعلنا أحيانًا نشعر بالشفقة تجاههم، فهم ليسوا جديرين بأي تشجيع طبعًا لكنهم من الممكن أن ينالوه بشكل غير مباشر كنتاج لتكبير الصورة التي دائمًا ما كانت تقف عند حاجز الخارج عن القانون. لهذا افترض جينس أن موجة التأييد والتعاطف للجوكر مفهومة ربما أكثر من حب المشاهدين لبطل مثل «باتمان» ببساطة لأنه لا يشبههم، لا يخطئ، لا ينهار، مثالي لدرجة جعلت الأمر مع مرور الوقت يبدو مبتذلا.

تفسير التعاطف مع الشخصيات العنيفة يبدأ مع ما يمكننا وصفه بتأثير اللقاء الأول، فقد كان الجوكر مجرد أرثر فاشل وحيد وليس مجرما كما انتهى به الحال، لذا تركت الشخصية انطباعًا بأن كل ما حدث أو ما سوف يحدث من أعمال لا أخلاقية على يد للجوكر، ما هو إلا ردة فعل لكم الصعاب التي تعرض لها، وشهدنا عليها سويًا. لذلك من المنطقي أن تسامحه، أو تختار أن تسامحه لأنك ترى شخصا يشبهك بداخله.

بالعورة لكريستيانسن مرة أخرى، فتركيب القصة بهذا النمط هو ما يجعل المشاهد يقف بداية على الحياد، ثم يتعرف بقوة على الشخصية التي أمامه، لأن الإنسان العادي من الممكن أن يكون قد اصطدم بما قابله الجوكر في حياته الخياليه، وربما عانى أيضًا من ضغط مشابه، لذلك فالمشاهد أصبح يدرك دوافع المجرم في القصة من الداخل، ما يعني أنه سيصبح أكثر قابلية لمسامحته.

ختامًا، لأننا بشر، بالطبع نمتلك الكئير من العيوب والمساوئ الأخلاقية، لذا لا مانع من أن نجد في الارتباط بجوكر خياليا الحل لتفريغ شحنات الغضب بداخلنا، لأننا لا يجب أن نفعل مثله على كل حال.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة