الآثار الصحية للسجائر الإلكترونية وأقلام السجائر الإلكترونية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 مارس 2023
الآثار الصحية للسجائر الإلكترونية وأقلام السجائر الإلكترونية

بالنسبة لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، فلا يسمح لهم قانوناً بشراء السجائر الإلكترونية أو أقلام السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع الأفراد دون السن القانونية من استخدام هذه المنتجات. بل في الواقع، ووفقاً لمسح أجري عام 2021 من قبل المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، فقد أبلغ 13.4% من طلاب الصف الثامن، و22.8% من طلاب الصف العاشر، و31.4% من طلاب الصف الثاني عشر، عن التدخين الإلكتروني في العام الماضي.

ويعتبر التدخين الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين، هو اتجاه أثار مخاوف صحية عامة خطيرة. ففي عام 2019، قامت الجمعية الطبية الأمريكية ومنظمات الصحة العامة الأخرى، بإصدار بيان حثت فيه الحكومة الأمريكية على إزالة جميع السجائر الإلكترونية المنكهة من السوق.

وفي يونيو 2022، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بسحب سجائر JUUL الإلكترونية (وهي علامة تجارية مشهورة بين المراهقين) من أرفف المتاجر (حالياً، فإن هذا القرار معلق مؤقتاً لحين إجراء المزيد من الأبحاث حول سلامة العلامة التجارية).

إليك ما تحتاج إلى معرفته حول السجائر الإلكترونية والمخاطر الصحية التي قد تشكلها.

ما هي السجائر الإلكترونية؟

السجائر الإلكترونية أو أقلام السجائر الإلكترونية، هي أجهزة تعمل بالبطاريات، وتحتوي على سائل يتم تسخينه ثم استنشاقه مثل السيجارة العادية، كما يقول سانجيفان كوهلي، طبيب أمراض الرئة في مستشفى بروفيدنس ميشن في جنوب كاليفورنيا.

ويحتوي هذا السائل على النيكوتين المشتق من التبغ والمنكهات والبروبيلين جليكول والجلسرين النباتي ومكونات أخرى. وعند تسخينه، يشكل السائل هباء جوياً يتم استنشاقه.

يعتقد العديد من المدخنين أن التحول إلى السيجارة الإلكترونية، أو أي نوع آخر من النظم الإلكترونية لإيصال ‏النيكوتين، مثل قلم السجائر الإلكترونية، هو بديل صحي، وذلك لأنهم يستنشقون بخار الماء بدلاً من دخان التبغ، إلا أن هذه الفكرة خاطئة، كما يقول الدكتور كوهلي.

ويوضح الدكتور كوهلي بقوله، إنه في الواقع، لم يتم تقييم مكونات الهباء الجوي للسجائر الإلكترونية من قبل إدارة الغذاء والدواء، لذلك لا يمكن التوصية بها على أنها آمنة.

ماذا يوجد في السجائر الإلكترونية؟

يحتوي سائل التبخير الموجود داخل السجائر الإلكترونية على النيكوتين والبروبيلين جليكول (وهو سائل عديم اللون والرائحة وذو مذاق حلو)، بالإضافة إلى النكهات والمواد الكيميائية الأخرى، كما يقول الدكتور كوهلي.

ويشير الدكتور كوهلي إلى أن السجائر الإلكترونية تأتي بأشكال وأحجام عديدة، ومن الممكن أن تبدو مثل السجائر التقليدية والأنابيب والأقلام والسيجار.

وتم تصميم نكهات العديد من السجائر الإلكترونية لجذب الشباب، فوفقاً لدراسة حديثة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من الممكن أن تتراوح نكهات السجائر الإلكترونية من الفواكه ونكهات الحلوى أو الحلوى، إلى الشوكولاتة والنعناع.

ومع هذه النكهات الممتعة  قد يبدو التدخين الإلكتروني غير ضار، لكن محتويات السجائر الإلكترونية بعيدة كل البعد عن كونها غير ضارة، وفقاً لهذه الدراسة.

فبالإضافة إلى النيكوتين، غالباً ما تحتوي السجائر الإلكترونية على جزيئات متناهية الصغر (التي يمكن استنشاقها في عمق الرئتين)، وثنائي الأسيتيل الكيميائي (الذي تم ربطه بأمراض الرئة)، والمعادن الثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص والعوامل المسببة للسرطان.

ما هي JUUL؟

JUUL هي علامة تجارية للسجائر الإلكترونية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، كما يقول ديفيد كرول، دكتوراه في الطب، المدير الطبي لشبكة رعاية الأطفال في ولاية كونيتيكت في هارتفورد، كونيتيكت.

ويوضح الدكتور كرول بقوله، يأتي هذا الجهاز على شكل محرك أقراص فلاش USB يعمل بالبطارية، ويحتوي على نفس القدر من النيكوتين مثل علبة مكونة من 20 سيجارة.

وعلى الرغم من أنه لا يتم بيع هذا الجهاز للأشخاص الأقل من 18 عاماً (هناك أماكن لا تبيعها لمن هم أقل من 21 عاماً)، إلا أن الشباب بإمكانهم الحصول على هذا المنتج من خلال بعض المتاجر والأصدقاء وأفراد الأسرة ، أو عبر الإنترنت.

وفي يونيو 2022، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قرارات برفض التسويق لجميع منتجات شركة JUUL Labs Inc. في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لما ذكره الدكتور كرول.

وطالبت هذه القرارات الشركة بوقف بيع وتوزيع جهاز السجائر الإلكترونية الخاص بها، وكذلك العديد من منتجات السجائر الإلكترونية الخاصة بها، مدعية أن JUUL Labs Inc. تسببت في زيادة تدخين الشباب للسجائر الإلكترونية.

ومع ذلك، ففي 5 يوليو من نفس العام، أوقفت إدارة الغذاء والدواء قراراتها مؤقتاً أثناء إجراء أبحاث إضافية حول سلامة المنتج. ولا يزال من الممكن شراء منتجاتJUUL  خلال هذه الفترة، كما يشمل هذا ماركات السجائر الإلكترونية الأخرى.

ما هي المخاطر الصحية للسجائر الإلكترونية؟

مثل السجائر التقليدية، يمكن أن تشكل السجائر الإلكترونية مخاطر صحية خطيرة عند استخدامها لفترات أطول:

تلف الرئة والقلب

تستمر الدراسات الحديثة في الإشارة إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية يمكن أن يسبب إصابات كبيرة في الرئة، كما يقول الدكتور كوهلي. فعلى سبيل المثال، فإن النيكوتين هو مضيق قوي للأوعية، أو دواء لزيادة ضغط الدم.

ونظراً لأن السجائر الإلكترونية تنقل النيكوتين بسرعة كبيرة إلى الجسم، فإن التدخين الإلكتروني يمكن أن يشكل خطراً جسيماً على كل من الرئتين والقلب.

وإضافة إلى ذلك، يحتوي سائل التبخير الإلكتروني على مكونات ومركبات كيميائية والتي تحمل بدورها مخاطر صحية أخرى.

ويشير الدكتور كوهلي إلى أن استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية يمكن أن يزيد من الآثار الجانبية السامة، حيث تشمل هذه المخاطر:

  • تهيج الجهاز التنفسي وأمراض الرئة: يقول الدكتور كوهلي إن هذه مشكلة حقيقية للغاية يشهدها الأطباء كثيراً، خاصة لدى الشباب الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى من مرض الرئة المرتبط بالتدخين الإلكتروني والسجائر الإلكترونية.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: يحدث هذا بسبب استنشاق تلك الجسيمات الكيميائية متناهية الصغر، حيث إن هذه الجسيمات من الممكن أن تشمل: الأسيتالديهيد والأكرولين والفورمالديهايد، وهي سموم قلبية وعائية خطيرة، بحسب وصف الدكتور كرول.
  • زيادة خطر الإصابة بالسرطان: وهذا بسبب استنشاق العوامل المسببة للسرطان، مثل: الأكرولين والرصاص والفورمالديهايد.
  • زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم: خاصة عند أولئك الذين يتناولون أنواعاً معينة من وسائل منع الحمل.
  • مشاكل التنفس المزمنة: يوضح الدكتور كرول أن استخدام السجائر الإلكترونية له ارتباط كبير بزيادة السعال المزمن والتهاب الشعب الهوائية والربو لدى المراهقين.

إدمان النيكوتين

وفقاً لدراسة أجريت عام 2017 ونشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة، فإن ما يصل إلى 99% من السجائر الإلكترونية التي تباع في الولايات المتحدة الأمريكية، تحتوي على النيكوتين، حتى عندما لا يتم الكشف عنها كمكون على ملصق المنتج.

ويعتبر النيكوتين مادة مدمنة للغاية، نتيجة لما يطلقه من الإندورفين أو المواد الكيميائية التي تسبب شعوراً جيداً. ويزيد النيكوتين أيضاً من مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي يعزز سلوك التدخين الإلكتروني.

ومع زوال آثار النيكوتين، يمكن أن تحدث أعراض الانسحاب: مثل التهيج والغضب وصعوبة التركيز والأرق والاكتئاب والقلق وزيادة الشهية، مما يجعل من الصعب التخلص من هذه العادة.

التدخين في سن المراهقة

تم تطوير السجائر الإلكترونية في البداية كأداة لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين. ولكن في الواقع، فإنها قد تخلق جيلاً جديداً كلياً من المدخنين. فوفقا لمسح التبغ الوطني للشباب لعام 2021، فقد أبلغ أكثر من مليوني طالب في المدارس الثانوية والمتوسطة الأمريكية، عن استخدام للسجائر الإلكترونية.

ويقول الدكتور كرول أن السجائر الإلكترونية تقدم نفس المؤثر النفسي للسجائر العادية (النيكوتين)، وأحياناً بجرعة أعلى. ويوضح بقوله إن النيكوتين له تأثيرات سامة للأعصاب على الدماغ النامي، لافتاً إلى أن الدماغ يتطور بسرعة في مرحلة المراهقة.

وتابع قائلاً إنه في وقت مبكر من الطفولة، يستخدم شخص ما منتجات تحتوي على النيكوتين، مثل السجائر الإلكترونية، مشيراً إلى أنه كلما كان الإدمان أقوى، كلما كان الإقلاع عن التدخين أصبح أكثر صعوبة.

وأشار الدكتور كرول إلى إن المراهقين والشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، معرضون أيضاً لخطر الانتقال إلى السجائر التقليدية، أكثر من أولئك الذين لا يستخدمون السجائر الإلكترونية.

ووفقاً لما جاء في مقال نشرته Mobile Medical Education في عام 2020، فمن المرجح أن المراهقين والشباب الذين استخدموا السجائر الإلكترونية، ستزيد فرصهم 3.6 مرة باستخدام السجائر التقليدية في وقت لاحق من حياتهم.

هل السجائر الإلكترونية أكثر أماناً من السجائر العادية؟

يقول الدكتور كوهلي إن تدخين السجائر الإلكترونية ليس أكثر أماناً من تدخين السجائر التقليدية، مؤكداً أننا ما زلنا نتعلم كيف يؤثر تسخين سائل التبخير على الصحة العامة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن سائل التبخير الذي تستنشقه وتنفسه، يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الأصدقاء والعائلة والأحباء الآخرين.

وأردف بقوله إن الإنسان يعرض صحته للخطر إذا كان يدخن أي نوع من السجائر.

وفي حال كان المرء يحاول الإقلاع عن التدخين، فقد أشار الدكتور كوهلي إلى أن هناك خيارات أفضل من السجائر الإلكترونية، موصياً بالعمل عن كثب مع الطبيب المعالج من أجل وضع خطة للإقلاع عن التدخين.

كيف تتحدث مع الأطفال عن السجائر الإلكترونية؟

يقول الدكتور كرول، إنه أولاً وقبل كل شيء، من المهم أن يثقف الإنسان نفسه حول السجائر الإلكترونية ومخاطرها قبل التحدث مع أطفاله. مردفاً أنه من المهم أيضاً مراعاة الضغوط الاجتماعية التي قد يواجهها الأطفال، حيث إنه ربما واجه العديد من الآباء ضغوطاً مماثلة عندما كانوا يكبرون.

وينصح الدكتور كوهلي بمحاولة بدء المحادثة حول السجائر والسجائر الإلكترونية في سن مبكرة، ومشاركة الحقائق حول التدخين، ولماذا هو عادة غير صحية.

كما ينصح الدكتور كرول بأنه من الأفضل أن يكون الأب هادئاً ومنفتحاً وصادقاً، وأن يجيب عن أسئلة أطفاله إذا استطاع ذلك، أو أن يبحث معهم عن الإجابات سوياً، إذا كانوا منفتحين على ذلك.

وبعد المحادثة الأولية حول التدخين، يجب على الأب تشجيع أطفاله إجراء حوار مفتوح معه، وأن يستمع إليهم عندما يشاركون ما يواجهونه ويختبرونه.

ويوصي الدكتور كرول الأب بسؤال أطفاله عن آرائهم حول الموضوع، وأن يكون مستعداً لسماع أنهم ربما جربوا بالفعل السجائر الإلكترونية. وفي حال أجاب الأطفال بأن لديهم تجارب مع هذه السجائر، ينبغي على الأب أن يشكرهم على صدقهم، وأن يلقي لومه أو غضبه على شركات السجائر الإلكترونية، وليس على أطفاله.

وبعد ذلك، يجب على الأب أن يشارك مخاوفه بشأن صحة أطفاله، وكيف يمكن أن تؤثر السجائر الإلكترونية على الأشياء التي يهتمون بها، مثل: صحتهم العامة، والقدرة على ممارسة الرياضة، وتوفير المال، وما إلى ذلك.

أما إذا كان الأطفال مدمنين بالفعل على شرب السجائر الإلكترونية، فيستطيع الأب أن يساعدهم على الإقلاع، وذلك عن طريق التواصل مع طبيب الأطفال على سبيل المثال.

كما نصح الدكتور كرول الآباء بأن يكونوا نموذجاً يحتذى به من خلال عدم التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية، وأن يجعلوا منازلهم بيئة خالية من التدخين.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة