• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      عبد الله بانعمة

    • اسم الشهرة

      الداعية عبد الله با نعمة

    • اللغة

      العربية

    • الجنسية

      المملكة العربية السعودية

    • بلد الإقامة

      المملكة العربية السعودية

السيرة الذاتية

لأكثر من 30 عامًا على كرسي متحرك واصل الداعية السعودي عبد الله بانعمة، الذي رحل عن عمر 47 عامًا، طريق الدعوة إلى الله، ولم يمنعه عن ذلك شلله الرباعي الذي أفقده الحركة في كل جسمه، فقرر استخدام لسانه للدعوة إلى الله.

حياة عبد الله بانعمة ونشأته

ولد الداعية السعودي عبد الله عام 1976 وهو واحد من أشهر الدعاة في المملكة العربية السعودية، وله العديد من الدروس الدينية والدعوية التي استفاد منها الشباب والكبار.

كان الشيخ عبد الله في شبابه من هواة ممارسة الرياضة مثل الكونغ فو، والكاراتيه وكان شابًا طائشًا قبل أن يتعرض للإصابة  التي جعلته مشلولًا عام 1993 عندما كان يدرس في المرحلة الثانوية قبل 30 عامًا، والتي كانت سببًا في تغيير حياته جذريًا.

قصة إصابته بالشلل

قبل نحو 30 عامًا حدثت مشكلة بين عبد الله ووالده بسبب شرب السجائر، حيث وجد والده ولاعة للسجائر في جيبه وسأله إذا كان يدخن أم لا، فحلف عبد الله بأيمان غليظة بأنه لا يدخن وأن هذه الولاعة ملك لصاحبه.

لم يصدقه والده حتى رفع عبد الله صوته على والده، فرد عليه والده ودعى عليه قائلًا "يا رب تنكسر رقبتك إذا كنت تدخن".

في اليوم التالي قرر عبد الله أن يهرب من المدرسة مع أصدقائه ويذهبون إلى أحد الشاليهات للسباحة، وهناك شرب سيجارة وقرر السباحة في حمام السباحة، وإذ ارتطم رأسه بقاع الحوض وانكسرت رقبته وتعرض لنزيف أدى إلى شلل في جميع أجزاء جسمه.

ظل بانعمة حوالي 4 دقائق تحت الماء لم يفقد فيها وعيه، وفي هذه اللحظات قال إن شريط حياته كاملًا مر عليه، حتى تنبه صاحبه وأخرجه من المسبح، ونقوله إلى المستشفى ليمكث فيها 4 سنوات خضع خلالها إلى 16 عملية جراحية بلغت مدة أقل عملية 11 ساعة.

بعد الحادثة ظل بانعمة 9 أشهر لا يمكن الحديث ولا التنفس إلا من خلال فتحة متصلة بالرئة، واضطر الأطباء إلى شد رأسه بالحديد حتى لا يحرك رأسه ولا يتأثر النخاع الشوكي.

بعد هذه الحادثة اتجه عبد الله للعمل في الدعوة إلى الله، وظهر في العديد من القنوات والبرامج الدينية ليحكي قصته وينصح الناس بأن يشكروا الله على نعمه الكثيرة، وأن يتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان.

وفاة الداعية عبد الله بانعمة

توفي يوم الجمعة الموافق 27 يناير 2023 الداعية بانعمة عن عمر 47 عامًا بعد سنوات من المرض، وتمت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة، وحضر صلاته آلاف المصلين في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وورثي جثمانه  القرى في مقبرة البقيع.

وبعد وفاته تداول العديد من محبي الشيخ مقطعًا مصور للداعية قبل رحيله ظهر في بث وقال عدة وصايا للشباب، وأبرزها الحفاظ  على الصلاة وبر الوالدين وصلة الرحم والتوبة من الذنوب والمعاصي. وفي البث دعى الداعية الله أن يمد عمره حتى يدرك صيام شهر رمضان المبارك.

وكانت كلمته الأخيرة في البث لمن تكالبت عليه الهموم والبلاءات والمصائب أن ينظر إليه، فمن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، وأضاف: "أرض بما كتبه الله لك تكن أسعد الناس".

ونعى الآلاف الشيخ الراحل على منصات التواصل الاجتماعي، ومنه جمعية طيبة للإعاقة الحركية، والكثير من الدعاة والشيوخ العرب والسعوديين، وتصدر وسم  #وفاه_الداعية_عبدالله_بانعمه الترند السعودي على تويتر ونعاه آلاف الناشطين.

مشواره الدعوي

بعد إصابته سلك عبد الله بانعمة طريق الدعوة إلى الله وشارك في العديد من الفعاليات والأنشطة الدعوية داخل المملكة وخارجها، بجانب الأنشطة الخيرية، وخاصة فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة.

ظهر كذلك في العديد من البرامج الدينية على قنوات دينية مختلفة، وأول برنامج انطلق فيه كان برنامج "الجانب المظلم" على قناة المجد، ومنها نال شهرته وظهر في برامج دينية أكثر على قنوات الرسالة والمجد، وغيرها وقدم مواعظ دينية في العديد من الهيئات والمراكز الدينية، ومنها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية.

حسرات في حياته

في معظم المؤتمرات الدينية التي كان يخطب فيها الشيخ عبد الله كان دائمًا يتحدث عن مرضه والابتلاء الذي أصيب به، حتى يشجع المسلمون على التوبة إلى الله والاستغفار من المعاصي.

وفي أحد حواراته التلفزيونية في برنامج "ديوانية المدينة" على قناة المجد، قالت الداعية بانعمة، رحمه الله، إنه بعد إصابته بالشلل عانى من 3 حسرات شديدة نصح الناس بعدم التفريط بها إذا كانوا يقدرون عليها.

وقال إنه لم يشكر الله على هذه النعم فأخذها منه، ولكنه يبين مدى الصبر والاحتساب والرضى بقضاء الله، بقوله إن هذا الابتلاء في الدنيا عذاب ولكنه رحمة للمؤمن في الآخرة.

الحسرة الأولى هي نعمة السجود التي فقدها بعدما أصيب بالشلل، والحسرة الثانية هي تقليب المصحف بيده، فلا يشعر الكثيرون بهذه النعمة، أما الحسرة الثالثة هو عدم قدرته على احتضان والدته.

وقد حكى الشيخ أن امرأة كلمته وقالت له إنك حرمت من أن تحتضن والدتك لأنك مشلول، ولكني حرمت من أن يحتضني أبنائي رغم أنهم أصحاء ولكنهم قساة القلب، ودعى الناس إلى الرحمة والبر بالوالدين.

مواقف تعرض لها

يحكي الداعية عبد الله بانعمة في دروسه الدينية مواقف كثيرة يتعرض لها، منها الطريف ومنها ما يؤخذ منه العظة والعبرة، ومن مواقفه الطريفة عندما كان في الجيش أيام حرب الخليج، وكان في يوم القفز بالمظلات.

يحكي الشيخ إن القائد في فرقة القفز بالمظلات كان خائفًا من القفز، فسأله بانعمة عن سبب خوفه، فقال له إن والدته رأت رؤية بأنه عندما يقفز لن تفتح مظلته، فعرض عليه بانعمة أن يبدلا المظلات حتى لا تتحقق الرؤيا.

ويروي بانعمة بأن قائده قفز أولًا وفتح المظلة ففتحت بسهولة، وجاء الدور على بانعمة إذ به يقفز ويكتشف بأن المظلة لا تفتح، ولكنه نزل بسلام، وحينها نادى عليه القائد: "إلى أين تذهب"، ليرد عليه: "رايح أتفاهم مع أمك".

ومن المواقف التي حكاها أيضًا هو حديثه مع شاب مصري مدخن، حدثه بانعمة عن سبب تعرضه للشلل وهو شرب السجائر، وروى قصته، ليبكي الشاب المصري ولا يصدق هذا الأمر.

جميع أخبار