أقوال وأشعار سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 01 يناير 2024

عاش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بضعاً وستين سنة، فكانت حياته مليئة بالأحداث المهمة والتحديات الكبيرة منذ طفولته، حيث جمعته برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم علاقة تعدت علاقة أبناء العمومة، فكان علي بن أبي طالب من المقاتلين الأشداء والمدافعين عن دعوى الإسلام ومن المقربين إلى الرسول.

لكنه إلى جانب قيمته الدينية المهمة لدى المسلمين عامَّة ترك إرثاً أدبياً كبيراً من الحكمة والشعر والخطابات، فما هي أشهر أبيات الإمام علي وأقواله في نهج البلاغة وفي ديوان علي بن أبي طالب؟

وما قصة الخلاف حول نسبة هذه الأقوال والأبيات إليه؟

من هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ابن عمِّ رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأول من آمن برسالته من الفتيان عندما نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء.

حيث ولد علي بن أبي طالب قبل نزول الوحي على النبي (ص) ببضع سنوات حوالي سنة 604 ميلادية، وكان في كفالة الرسول كمساعدة لعمِّه أبو طالب، كما أصبح علي أقرب المقربين إلى رسول الله ومن العشرة المبشرين بالجنَّة.

وتبرز قيمة علي كرَّم الله وجهه من خلال المهمات الكبيرة التي قام بها في صدر الإسلام وفي مختلف مراحل الدعوة الإسلامية والمعارك التي وقعت بين المسلمين والمشركين.

لعل أبرزها قصة نوم عليّ في فراش النبي عندما هاجر إلى يثرب لتضليل قريش، كذلك قصة بطولة ابن أبي طالب في معركة خيبر، من جانب آخر تزوج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء بنت رسول الله وأنجب منها الحسن والحسين.

بايع المسلمون عليّ بن أبي طالب أميراً للمؤمنين بعد اغتيال الخليفة عثمان بن عفان عام 35 للهجرة، حيث بقي خليفةً حتَّى اغتياله على يد عبد الرحمن بن ملجم في الكوفة سنة 40 هجرية.

وقد عرفت فترة حكمه توترات كبيرة مع عدة جهات أبرزها مع الخوارج.

من جانبٍ آخر تعتبر شخصية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من الشخصيات المحورية في الإسلام، حيث يبدأ عندها الخلاف بين الفرقتين الإسلاميتين الرئيسيتين، كما يبرز هذا الخلاف في أدق التفاصيل المتعلقة بحياته وفترة حكمه وحتَّى مقتله.

لكننا لن ندخل بتفاصيل الخلاف لأنَّنا في صدد تناول شخصية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من حيث حكمته ونفاذ بصيرته وقوة بيانه بعيداً عن الخلافات الأخرى.

شعر الإمام علي بن أبي طالب

وفي أغلب نسخ الديوان التي اطلعنا عليها ذكر الناشرون أو الجامعون أن هذه النصوص لا يمكن التثبت من سند بعضها ونسبتها إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

حيث يُعتقد أن بعضها نسب إليه عن طريق الخطأ، أو ضاع من الجامعين دليله فنسب النص الواحد إلى اثنين، وهذا ما نراه في المتشابهات بين شعر الإمام علي وشعر الشافعي وغيره من الشعراء.

كما يذهب البعض إلى أن أغلب ما جاء في الديوان إن لم يكن منسوباً كان منحولاً وموضوعاً، والشعر الموضوع هو ما تمت صناعته بهدف نسبته إلى آخر.

كما سنجد في الطبعات المختلفة للديوان أيضاً اختلافات من حيث الإبقاء على بعض النصوص وتصحيح نسبها وفقاً لرأي الباحث وطريقة تتبعه لمعلوماته.

أما نحن فسنعرض عليكم ما يتسع له مقامنا هذا من أبيات الإمام علي بن أي طالب كما جاءت في ديوانه من الطبعة المذكورة سابقاً، ومما ورد فيها قول خير الدين الزركلي عن الديوان:

"أمَّ ما يرويه أصحاب الأقاصيص من شعره، وجمعوه وسموه ديوان علي بن أبي طالب، فمعظمه أو كله مدسوس عليه"

الحكمة والزهد في شعر الإمام علي بن أبي طالب عن الدنيا

تشغل قصائد الحكمة والزهد معظم أبيات الإمام علي بن أبي طالب، فهو العابد الزاهد والرجل الحكيم، فنجده يتحدث عن ترك الدنيا تارة وعن معاركها تارة أخرى، عن حَسَنِها وقبيحها، ومنها قوله:

هي حالان شدَّةٌ ورخاءُ وسجالان نعمةٌ وبلاءُ

و الفتى الحاذق الأديب إذا ما خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ

إنْ ألمَّتْ ملمَّةٌ بي فإني في الملمَّاتِ صخرةٌ صماءُ

عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْماً بأن لَيْسَ يَدُومُ النَّعِيمُ والرخاءُ

حكمة الصمت عند علي بن أبي طالب

إنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ حسنٌ وإن كثيره ممقوتُ

ما زلَّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ إلا يَزلُّ وما يعابُ صموتُ

إنْ كان منطقُ ناطقٍ من فِضَّةٍ فالصمت درٌ زانه ياقوتُ

النصائح العليَّة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب

تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ تنل من جميل الصبر حسن العواقبِ

وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحبِ

و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً تذق من كمال الحفظ سمو المشاربِ

وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ يثيبكَ على النعمى جزيلَ المواهبِ

وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فَكُنْ طَالِباً في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ

وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّةٍ يضاعفْ عليكَ الرزقَ من كلِّ جانبِ

وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ

وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى إليك ببرٍ صادقٍ منكَ واجبِ

و كن حافظاً للوالدين وناصراً لجاركَ ذي التقوى وأهلَ التقاربِ

أبيات الإمام علي بن أبي طالب في الصبر

خليليَّ لا واللهِ ما مِن مَلمَّة تدومُ على حيِّ وإنْ هي جَلَّتِ

فإن نزلتْ يوماً فلا تخضعن لها ولا تكثر الشكوى إذا النَّغل زلتِ

فكمْ من كريمٍ يُبتلى بنوائبٍ فَصَبَرَهَا حتَّى مضت واضمحلَّتِ

أقوال سيدنا علي بن أبي طالب في الصبر على المصائب

إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى وكادت تذوب لهنَّ المهجْ

و حلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ فعند التناهي يكونُ الفرجْ

اعتزاز أمير المؤمنين بالإسلام

لعمركَ ما الإنسانُ إلَّا بدينه فلا تترك التقوى اتكالاً عَلى النَسبْ

فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ

قصيدة سيدنا علي بن أبي طالب في يوم خيبر

ويُروى أنَّ مرحبَ اليهودي تحدى المسلمين في خيبر فقال:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِيناً أَضْرِبُ إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

فأجابه علي بن أبي طالب قبل أن يقتله وقد كان رضي الله عنه أرمد العين عندما شارك في خيبر:

أنا الَّذي أسْمتني أمِّي حيدرة ضرغامُ آجامٍ وليثُ قسورةْ

عبلُ الذِّراعين شديدُ القصورةْ كليثِ غاباتٍ كريهِ المنظرةْ

أكيلُكمْ بالسَّيف كيلَ السندرةْ أضربكم ضرباً بين الفقرة

أبيات مشتركة بين الإمام علي والإمام الشافعي

كما ذكرنا فقد شكَّك الباحثون في الكثير مما جاء في ديوان أمير المؤمنين ونسبته إليه، ومن بين أكثر التشابهات المشهورة ما نسب إلى الإمام علي بن أبي طالب وإلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي.

والأرجح أنَّ أغلب ما نسب إلى الاثنين هو للإمام الشافعي وفق ما تذكره أغلب المراجعات لدواوينهما، ومنها مثلاً:

تَغَرَّبْ عن الأوطَانِ في طَلَبِ العُلَا وسافِر ففي الأَسفَارِ خَمسُ فَوائـدِ

تَفَرُّجُ هـمٍّ، واكتِسَـابُ مَعِيشَـةٍ وعِلْمٌ، وآدابٌ، وصُحبَـةُ ماجـدِ

فإنْ قيلَ في الأَسفـارِ ذُلٌّ ومِحنَـةٌ وقَطْعُ الفيافي وارتكـابُ الشَّدائِـدِ

فمَوتُ الفتـى خيـرٌ لهُ مِنْ قِيامِـهِ بِدَارِ هَـوَانٍ بيـن واشٍ وحَاسِـدِ

كذلك هذه الأبيات التي نسبت إلى أمير المؤمنين وإلى أبي العتاهية:

لا تَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ وَإِن تَمَنَّعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ

فَما تَزالُ سِهامُ المَوتِ نافِذَةً في جَنبِ مُدَّرِعٍ مِنها وَمُتَّرِسِ

تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

أقوال وحكم علي بن أبي طالب من كتاب نهج البلاغة

ملاحظة حول المحتوى: في هذه المادة؛ اعتمدنا على ديوان الإمام علي بن أبي طالب الصادر عن دار المعرفة في بيروت في طبعته الثالثة عام 2005 والذي اعتنى به عبد الرحمن المصطاوي.

كما اعتمدنا على كتاب نهج البلاغة الذي جمعه ونسق أبوابه الشريف الرضي، وأخذنا النسخة التي شرحها وضبط نصوصها الإمام محمد عبده الصادرة عن مؤسسة المعارف للطباعة والنشر في بيروت.

ذلك في طبعتها الأولى عام 1990 بعد أن اعتنى بها المركز اللبناني للفهرسة والدراسات الإسلامية.

يعتبر نهج البلاغة من أكثر الكتب شهرة فمعظمنا سمع باسمه وإن لم يقرأه، حيث قام الشريف الرضيّ (969- 1015 ميلادي) بجمع خطب وأفضل مقولات الإمام علي في ثلاثة فصول أطلق عليها نهج البلاغة.

ويروي الشريف الرضيّ أنَّه كان يقوم بتصنيف كتاب عن خصائص الأئمة ليجد نفسه أخيراً يعمل على كتابٍ منفرد للإمام علي بن أبي طالب، جمع من خلاله أخباره وخطبه وأقواله.

كما يذكر الرضي أن أقرانه استحسنوا الفصل الذي جمع فيه الأقوال القصيرة والحكم وهو الفصل الأخير من النهج بعنوان (باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام).

أقوال وحكم علي بن أبي طالب من نهج البلاغة

  • من كسا الحياءُ ثوبه لم ير الناس عيبه.
  • من لهج قلبه بحب الدنيا التاط قلبه منها بثلاث: همٌّ لا يغبُّه، وحرصٌ لا يتركه، وأملٌ لا يدركُه.
  • وقال لابنه الحسن: لا تدعُوَنَّ إلى مبارزة (بمعنى لا تكن من يدعو أولاً للقتال) وإذا دُعيتَ إليها فأجب إن الداعي باغٍ والباغي مصروع.
  • كُنْ في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب (ابن اللبون ابن الناقة بعمر سنتين).
  • وقيل له: صِف لنا العاقل، فقال: هو الذي يضع الشيء مواضعه، فقيل: صف لنا الجاهل، فقال: قد فعلتْ!.
  • ما أضمر أحد شيئاً إلَّا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
  • فاعل الخير خيٌر منه، وفاعل الشرِّ شرٌّ منه.
  • صدر العاقل صندوق سرِّه، والبشاشة حُبالةُ المودَّة والاحتمال قبر العيوب (أو المسالمة خباءُ العيوب) ومن رضي على نفسه كثر الساخطُ عليه.
  • لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة.
  • لا ترى الجاهل إلَّا مفرطاً أو مفرِّطاً.
  • الحكمة ضالَّة المؤمن، فخذ الحكمة حتَّى من أهل النفاق.
  • إذا تم العقل نقص الكلام.
  • ما اختلفت دعوتان إلَّا كانت إحداهما ضلالة.
  • إذا أقبلت الدنيا على أحدٍ أعارتهُ محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
  • إذا وصلت إليكم أطرافُ النِعم فلا تُنفِروا أقصاها بقلِّة الشكر.
  • كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدِّراً ولا تكن مقتِّراً.
  • ترك الذنب أهون من طلب التوبة.
  • أفضل الزُّهد إخفاء الزُّهد.
  • أهل الدُّنيا كركبٍ يُسارُ بهم وهم نيام.
  • مرارة الدُّنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدُّنيا مرارة الآخرة.
  • احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.
  • فوْتُ الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها.
  • لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه.
  • كل معدودٍ مُنقَص، وكل متوقعٍ آتٍ.
  • ومن أقوال الإمام علي عن الذل والفقر: (الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة).
  • من ترك قول "لا أدري" أصيبت مقاتله، (وهي ذاتها للإمام الشافعي: إذا أغفلَ العالم "لا أدري" أصيبت مقاتله)
  • إنَّ هذه القلوب تملُّ كما تملُّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحِكم.
  • هلك امرؤ لم يعرف قدره.
  • لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان.
  • من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنَّ من أساء به الظنَّ.
  • كلُّ وعاءٍ يضيق بما جُعل فيه إلا وعاءُ العِلمِ فإنَّه يتسع.
  • من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر.
  • أوصيكم بخمسٍ لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجونَّ أحدٌ منكم إلا ربَّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه، ولا يستحينَّ أحدٌ منكم إذا سئل عمَّا لا يعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحينَّ أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وعليكم بالصَّبر فإن الصَّبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسدٍ لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه.

مؤلفات الإمام علي بن أبي طالب

هناك مؤلفات كثيرة تتحدث عن علي بن أبي طالب الخليفة والإمام وتتناول حياته من باب التأريخ والتوثيق، لكن ما نقل عنه أنَّه من تأليفه تم جمعه في كتابين رئيسيين.

الأول كان ما جمع من شعر علي بن أبي طالب في ديوانٍ حمل اسمه، وقد تمت طباعة هذا الديوان في العصر الحديث بأشكال مختلفة بالإضافة أو الحذف استناداً إلى عدة نسخ ومخطوطات قديمة.

أمَّا المؤلف الثاني وهو الأوسع والأشهر فهو الكتاب المعروف باسم (نهج البلاغة) وهو الاسم الذي أطلقه عليه الشريف الرضي بعد أن قام بجمع آثار الإمام علي وتصنيفها في ثلاثة أبواب هي:

  1. باب الخطب والأوامر.
  2. باب الكتب الرسائل.
  3. إضافة إلى باب الحكم والمواعظ.

وكان هذا الجمع والتدوين الذي قام به الشريف الرضي سنة 404 هجرية أي بعد وفاة الإمام علي بأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن.

وهذا ما جعل الكتاب أيضاً عرضة للانتقاد من حيث صحة نسبة بعضه أو كله إلى علي بن أبي طالب.

ختاماً.... لا يحفل الباحثون كثيراً بالخلاف حول نسبة هذه الأقوال أو تلك الأبيات إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أو إلى غيره، حيث يعلم أغلبهم أنَّه من المستحيل الوصول إلى نسبة صحيحة، ما دامت المراجع الأصلية التي جمعت في أزمان متقاربة قد كررت هذه النصوص لعدَّة أشخاص.

لكن أغلبهم يرجحون أن شعر الإمام علي المذكور في ديوانه منسوبٌ ومنحول بعضه أو كله كما ذكرنا، بينما يتمتع نهج البلاغة بمصداقية أكبر فيما يتعلق بالأقوال والحكم والرسائل... إلخ، ومهما كان الأمر فلا يمكن المرور بهذه الكلمات دون التأمل طويلاً بمعانيها العميقة.