الدولار الأمريكي يخسر أمام العملات العالمية بعد تصريحات باول

تواصل العملة الأمريكية خسائرها في تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بتزايد رهانات المستثمرين على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، في أعقاب تصريحات رئيسه جيروم باول التي فُسرت على أنها تمهيد لسياسة نقدية أكثر مرونة.

الدولار يواصل الهبوط أمام سلة العملات الرئيسية

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسية، بنسبة 0.2% إلى مستوى 98.844، مواصلاً تراجعه للجلسة الثانية على التوالي.

وجاء الهبوط بعد أن أشار باول إلى أن سوق العمل الأمريكي ما يزال يعاني من ضعف في وتيرة التوظيف والاستقالات، ما عزز توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعات الفيدرالي المقبلة.

ووفق بيانات LSEG، تتوقع الأسواق الآن خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع أكتوبر الجاري، يليه خفض آخر في ديسمبر، مع احتمال تنفيذ ثلاث تخفيضات إضافية في عام 2026.

تصريحات باول تدعم توقعات السياسة الميسرة

أكد رئيس الفيدرالي الأمريكي في خطابه أن غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي لم يمنع صانعي القرار من تقييم الوضع الاقتصادي الحالي، ما اعتبره المحللون إشارة إلى استعداد البنك المركزي لتبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لدعم النمو.

وقال محللو بنك DBS إن الأسواق تعيش حاليًا ما وصفوه بـ"الوضع المتوازن"، حيث يدعم الاقتصاد القوي الأصول عالية المخاطر إلى جانب التوقعات بسياسة نقدية ميسّرة، مشيرين إلى أن "مخاوف التجارة والتضخم والإغلاق الحكومي تم تجاوزها مؤقتًا".

العملات الآسيوية تقود المكاسب أمام الدولار

شهدت العملات الآسيوية أداءً قويًا أمام الدولار الأمريكي، مدعومة بعوامل محلية وإقليمية:

الين الياباني: صعد بنسبة 0.4% إلى 151.23 ين للدولار، رغم حالة الغموض السياسي في طوكيو بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل.

الدولار الأسترالي: ارتفع 0.4% إلى 0.6514 دولار أمريكي، مستفيدًا من تراجع الدولار رغم استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

اليوان الصيني: سجل ارتفاعًا إلى 7.1284 يوان للدولار في السوق الخارجية، بعد أن حددت السلطات الصينية سعر الصرف الرسمي عند مستوى أقوى من 7.1 للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي.

أداء العملات الأخرى

الدولار النيوزيلندي: ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 0.1% إلى 0.5718 دولار، بعد أن لامس أمس أدنى مستوى في ستة أشهر.

وأكد كبير الاقتصاديين في بنك الاحتياطي النيوزيلندي بول كونواي أن البنك مستعد لمزيد من خفض الفائدة إذا لزم الأمر.

اليورو: زاد بنسبة 0.1% إلى 1.1621 دولار، مدعومًا بمقترح الحكومة الفرنسية تعليق إصلاحات التقاعد المثيرة للجدل.
الجنيه الإسترليني: ارتفع 0.3% إلى 1.3355 دولار، متعافيًا من خسائره السابقة بعد صدور بيانات أظهرت تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا.

وساهمت تصريحات الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير في تهدئة المخاوف بالأسواق، بعدما أكد في مقابلة مع قناة CNBC أن هناك خطة قائمة لعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، ما أنعش الآمال بإحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين البلدين.