الوجه الآخر لنجيب محفوظ قابل سفير السويد بالبيجامة

أديب نوبل "ابن النكتة" من هي الفنانة الشهيرة التي كانت جارته

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 يونيو 2020
نجيب محفوظ

نجيب محفوظ يعد أشهر الروائيين العرب وخاصةً بعد أن فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1988، وهو أول أديب عربي يحصل عليها. وبالإضافة لمكانته الكبيرة في عالم الأدب حقق الكاتب الكبير شعبية جارفة من خلال شاشة السينما نظرا لتحول العديد من أعماله الأدبية إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية حصدت نجاحا جماهيريا كبيرا مثل: بين القصرين، وقصر الشوق، وبداية ونهاية، وزقاق المدق.

لكن هناك وجه آخر لنجيب محفوظ ربما لا يعرفه الكثيرون، وهو جانبه المرح الساخر، فقد كان كما يطلقون عليه "ابن نكتة". عرف بخفة الدم، ونكاته الساخرة وتعليقاته الذكية التي لا تُبارى والتي اعتاد إطلاقها مع أصدقائه من شلة الحرافيش أثناء جلوسهم في مقاهي منطقة الحسين الشهيرة بالقاهرة.

فيما يلي نستعرض بعض المواقف التي تجلت فيها خفة دم أديب نوبل نجيب محفوظ.

انتظر أن تسقط برلنتي عبد الحميد من السقف:

سُئل محفوظ عن شعوره أثناء الزلزال الذي تعرضت له مصر عام 1992، وكانت وقتها النجمة المصرية الجميلة برلنتي عبد الحميد تسكن الطابق العلوي من نفس العمارة التي يسكنها. فقال: «كنت أجلس في الصالة، شعرت بالزلزال، وتطلعت إلى السقف منتظرا سقوطه، وسقوط برلنتي عبدالحميد في حجري».

قهوة الحكيم:

في إحدى المرات ذهب محفوظ للقاء الأديب المصري توفيق الحكيم في مقهى بالإسكندرية، و استقبله الحكيم (الذي كان يشاع عنه اتصافه بالبخل)، فقال الحكيم لنجيب: «ممكن أطلب لك فنجان قهوة على حسابي وستضطر إلى أن تطلب لي غدا فنجانا على حسابك، فبدلا من التعب فليدفع كل منا حسابه بنفسه». فرد عليه نجيب بذكاء ساخرا: «إذا كان ما يمنعك هو خوفك من أن أضطر إلى أن أطلب فنجان قهوة غدا، فإني أعدك ألا أطلبه، وممكن تطلب لي الفنجان وأنت مرتاح».

كلام حشاشين:

عندما صدرت رواية «ثرثرة فوق النيل» وأثارت ضجة لانتقادها الأوضاع الاجتماعية والسياسية، كما تم تحويلها إلى فيلم، وحين لتقى نجيب أحد المسؤولين، وسأله عما قصده في روايته/ فأجاب محفوظ: «ده كلام حشاشين».

التحق بقسم الفلسفة لأن كلامه غير مفهوم:

في بداية حياته حينما تقدم نجيب محفوظ للدراسة بقسم الفلسفة بكلية الآداب كان عميد الأدب العربي طه حسين وقتها عميد الكلية هو من يعقد المقابلات مع المتقدمين للتأكد من جدارتهم بالالتحاق بالقسم. و سأله طه حسين عن سبب التحاقه بالقسم فأفاض في القول حتى قال له طه حسين: " إنك حقاً تصلح لدخول قسم الفلسفة فكلامك غير مفهوم".

تمثال الشحاذ:

عُرف عنه أنه حين رأى تمثاله المقام في ميدان سفنكس بالقاهرة لم يعجبه التمثال الردئ فعلق ساخرا: " يبدو أن صانع التمثال لم يقرأ لي سوى رواية الشحاذ".

قابل السفير السويدي بالبيجامة وفمه تفوح منه رائحة البصل:

عندما فاز نجيب محفوظ بجائزة لم تكن لديه فكرة عن ترشيحه للجائزة، لذلك فقد تفاجأ حين أيقظته زوجته من قيلولته لتخبره بنبأ فوزه بجائزة نوبل، واعتقد أنها تمزح معه في البداية، وحتى حينما جاءته مكالمة من الأهرام تهنئه بالفوز لم يصدق، وظن أن زملاء الأهرام يمازحونه. حتى فوجئ بالسفير السويدي الذي جاء لزيارته وحكى هذا الموقف قائلا: "دق باب الشقة، وفتحت زوجتى الباب وهى بملابس المطبخ، ودخل رجل طويل، ومعه مجموعة من المرافقين، فنهضت من فراشى، إلى الصالة مرتديا "البيجامة" ونظرت إلى الرجل الذى حسبته فى البداية صحفيا، وفوجئت بأحد مرافقيه يقدمه لى: "سعادة سفير دولة السويد وحرمه"، وكنت مرتديا البيجامة وفمي تفوح منه رائحة البصل". وأشار إلى أن السفير أعطاه هدية رمزية عبارة عن قدح من البنور، واستأذن منه وقتها ودخل غرفته لارتداء بدلة، لأنه تأكد أن المسألة جد. " كان توفيق صالح قد أشار علي بتناول البصل لخفض مستوى السكر، كان لازم يعني يا توفيق تقول لي النصيحة دي وقتها".

رحم الله أديبنا الكبير الذي بقيت أعماله خالدة حتى اليوم.