نجيب باشا محفوظ رائد طب النساء والولادة في مصر

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 فبراير 2022
نجيب باشا محفوظ رائد طب النساء والولادة في مصر

قد تظن للوهلة الأولى أنه اسم الروائي والأديب نجيب محفوظ، ولكن في الحقيقة من نقصده هو نجيب باشا محفوظ رائد طب النساء والتوليد في مصر، والعالم العربي والغربي، فقام بجهود عديدة لتطوير هذا التخصص.

من هو الدكتور نجيب باشا محفوظ؟

نجيب ميخائيل محفوظ المشهور باسم نجيب باشا محفوظ، ولد في مدينة المنصورة في 5 يناير عام 1882، لأسرة مسيحية قبطية.

نشأ محفوظ محبًا للقراءة والعلم، وساعده على ذلك شغف أبيه بالمعرفة، حيث كان يملك مكتبة كبيرة وكان كثير الاطلاع على المجلات الثقافية.

كما كان أبوه يطلب منه قراءة إصحاحًا من الكتاب المقدس كل ليلة، وهو ما زاد من حبه للقراءة والمعرفة من صغره.

التحق نجيب باشا محفوظ بالمدرسة الابتدائية وأظهر تفوقًا ملحوظًا، وهو ما أهله للالتحاق بمدرسة الطب عن جدارة.

التحق نجيب بمدرسة القصر العيني الطبية عام 1898، وتلقى فيها تعليمه وتدريبه على أيدي المدرسين الأوروبيين.

فكانت أولى مشكلاته هو التدريس باللغات الأجنبية، وكان أغلب الطلبة من أبناء الأزهر ولا يتقنون اللغات الأجنبية، فكانوا يلجئون إلى الترجمة لدراسة موادهم.

وبسبب توقف البعثات العلمية وإهمال الطب في مصر فقدت الثقة بالطبيب المصري، فكان نجيب من الأطباء الذي أخذ على عاتقه كثب ثقة المصريين من جديد.

وباجتهاده أصبح أستاذ طب النساء والولادة بمدرسة الطب بالقصر العيني، ورائد علم أمراض النساء والولادة في مصر والعالم العربي.

دوره في مكافحة وباء الكوليرا

في شهر يونيو 1902 – وقت تخرج نجيب في القصر العيني- ضرب مصر الوباء اللعين وباء كوليرا القاتل، وهو ما أجَّل موعد تخرجه ولكن في المقابل كان على موعد مع أولى بطولاته الطب.

حيث جُند نجيب مع طلبة الطب المصريين للمساهمة في مكافحة الوباء، وكان دوره هو الكشف عن الحالات الواردة إلى القاهرة من محطة سكك الحديدة الرئيسية.

ولكنه طب بنقل خدمته إلى أشد مناطق الوباء انتشارًا، وهي قرية "موشا" التي تقع بجوار مدينة أسيوط، وبالفعل تمت الموافقة  على نقله.

سافر نجيب إلى موشا ونجح فيما فشل فيه العديد من الأطباء هناك وخصوصًا أساطين الصحة العام الإنجليز، حيث تمكن من اكتشاف المصري الرئيسي للمرض، وهو بئر ملوث داخل منازل أحد الفلاحين.

شاهد أيضًا: أحمد خالد توفيق الطبيب العراب

قصة نجيب باشا محفوظ بعد التخرج

تخرج نجيب باشا محفوظ من مدرسة القصر العيني عام 1902، وأنهى فترة تكليفه في مستشفيات السويس عام 1904.

وبعدها تم تعيينه كطبيب تخدير في القصر العيني، ولكن رغب نجيب باشا محفوظ بتدشين عيادة خاريجة لأمراض النساء والولادة.

وبالفعل تمكن من تحقيق هدفه، وأنشئ عيادة ناجحة التي كانت الحافز لإضافة عنبرين كاملين لأمراض النساء والتوليد ويكون محفوظ مشرفًا عليها.

كما كان نجيب باشا محفوظ مشرفًا على إجراء الولادات المتعسرة في العيادة، وأيضًا في منازل المواطنين، حيث أجرى ما يزيد عن ألفي حالة ولادة متعسرة.

كل هذا التفوق ولم يحضر نجيب باشا محفوظ في أثناء فترة دراسته إلا ولادة واحدة انتهت بوفاة الأم والجنين، وعلى الرغم من ذلك كان رائدًا في طب النساء والولادة.

أيضًا كان الدكتور نجيب باشا محفوظ من أجرى ولادة طفل حمل نفس اسمه، وهو الأديب العالمي والحاصل على جائزة نوبل للأدب الراحل نجيب محفوظ.

استمر مشوار نجيب الناجح في الطب ليترقى لدرجة أستاذ أمراض النساء والولادة عام 1929، وظل يشغل هذا المنصب حتى سن التقاعد عام 1942.

ولكن مُدت خدمته لخمس سنوات إضافية بناءًا على طلب من زملائه وتلاميذه في القسم، وخلال مشواره الطبي حقق شهرة عالمية، وذلك من خلال إجرائه جراحات إصلاح الناسور المهبلي بأنواع المختلفة.

وبهذا تم عرض عملياته في مستشفيات لندن وأكسفورد، وجنوا، ولوزان، وإدنبرة، حيث لم يفد بعلمه القصر العيني فقط، وإنما أيضًا جراحو أوروبا الذين تعلموا منه كيفية إجراء أصعب العمليات.

شاهد أيضًا: محمد نبوي المهندس مهندس صحة مصر

جهوده العلمية

أنشئ نجيب باشا محفوظ أول وحدة صحية للأم في مصر، كما أنشأ وحدة رعاية الحواميل، ووحدة صحة الطفل.

كذلك أسس مدرسة متكاملة للقابلات – الدايات- وأصدر كتابين مهمين ظلا مرجعًا أساسيا للدايات والقابلات اللائي قد تخرج منهم ما يفوق الألف خلال فترة رئاسته لقسم النساء والولادة بالقصر العيني والتي امتدت ل30 عامًا.

شاهد أيضًا: الدكتور محمد غنيم 40 عامًا من العطاء

معلومات عن نجيب باشا محفوظ

كان لنجيب باشا محفوظ العديد من الجهود الكبيرة في طب النساء والولادة، وحمل على عاتقه تعليم الطلاب أفضل  العلم، ولم يبخل بعلمه على أحد.

متحف الدكتور نجيب باشا محفوظ

من منطلق اهتمامه بطلاب العلم أنشئ عام 1930 متحفًا باسمه جمع فيه عينات النساء والولادة التي زادت عن 3 آلاف عينة قيمة جمعها بنفسه من العمليات التي أجراها، ويعد متحف نجيب باشا محفوظ مرجعًا لكل طلاب النساء والولادة.

كتب الدكتور نجيب باشا محفوظ

أصدر نجيب باشا محفوظ أطلس ومجموعة من الكتب التي ترجمت إلى عدة لغات، وأفاد بها العديد من الأطباء وطلاب العلم في كل دول العالم.

نشر حوالي 33 بحثًا طبيًا باللغتين الفرنسية والإنجليزي، وذلك في الفترة من 1908 حتى 1940، وله أيضًا مؤلفات عربية كثيرة، ومنها:

مبادئ أمراض النساء، فن الولادة، الثقافة الطبية، الطب النسوي عند الرعب، أمراض النساء العملية.

كما نشر العديد من الكتب باللغة الإنجليزية، ومنها: تاريخ التعليم الطبي في مصر، والموسوعة العلمية في أمراض النساء والولادة، وهو كتاب من 3 مجلدات.

كما صدر له كتاب يرصد فيه سيرته الذاتية ويحمل اسم "حياة طبيب" وذلك عام 1966، ونشر باللغة العربية واللغة الإنجليزية.

شاهد أيضًا: مجدي يعقوب العلم والإبداع يجتمعان في شخص واحد

التكريمات التي حصل عليها نجيب باشا محفوظ

تم تكريم نجيب باشا محفوظ في العديد من المحافل نظير جهوده العظيم في تطوير الطب المصري وطب النساء والولادة.

ففي عام 1919 حصل على وسام النيل، وفي عام 1935 اختير عضوًا شرفيًا في الكلية الملكية لاطباء النساء والولادة في إنجلترا، ليصبح واحدًا من 5 أطباء حظوا بهذا الشرف.

 وفي عام 1937 حصل على لقب باشا في مصر، وأصبح عضوًا شرفيًا في الأكاديمية الطبية بنيويورك.

وفي عام 1943 اختير عضوًا شرفيًا بالكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، وفي عام 1951 منحه الملك فاروق جائزو العلوم الطبية.

وفي عام 1956 قامت الكلية الملكية بإنجلترا بدعوته لإلقاء محاضرة "فلتشر شاو" التذكارية وهو شرف مُنح له بسبب الإسهامات البحثية التي قام بها في مجال طب النساء.

كام كرم عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1960 حيث أهداه وسام الاستحقاق من الدرجة الأول،  فضلًا عن حصوله على جائزة الدولة التقديرية في العلوم.

توفي نجيب باشا في 1974 عن عمر يناهز الاثنين وسبعين عامًا تاركًا وراءه العديد من المؤلفات العلمية التي مهدت الطريق لتطوير طب النساء والولادة ليس فقط في مصر ولكن في العالم العربي والغربي.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة