الوهم البصري بين الخداع والعلم

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 06 مارس 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
الوهم البصري بين الخداع والعلم

الوهم البصري ظاهرة تصور للإنسان الصور التي يراها على غير حقيقتها، أو بشكل مشوه على أقل تقدير. عادةً يتم تجميع المعلومات التي يقع عليها نظر الإنسان، ثم معالجتها وتحليلها، بواسطة المخ، لكن أحيانًا ما يتم تضليل ذلك التحليل النهائي بإعطاء الدماغ إشارات للعين ترى على إثرها نتائج لا وجود لها أو خاطئة نسبيا.

تعتبر ظاهرة الوهم البصري هي أساس عمل الألعاب السحرية، حيث يفترض بأن الفكرة العامة التي يتعرض الإنسان من خلالها للخداع البصري دون تدخُل بشري هي التركيز على محيط معين، فبشكل لاإرادي تتجاهل العين البشرية بقية المؤثرات والألوان خارج الإطار المحدد مسبقا، ما يعني احتمالية أكبر للتعرض إلى الوهم أو الخداع البصري، نظرًا لإغفالها الصورة العامة، فقد يعتقد الناظر بأنه يرى أشياءً بينما لا وجود لها من الأساس.

- شبكية «هيرمان»

الوهم البصري بين الخداع والعلم

الصورة أعلاه، إذا نظرت على مركز كل مربع، غالبًا سترى مربعًا رماديا، لكن بتدقيق النظر أكثر، سيتحول اللون الرمادي إلى الأبيض. 

اكتشف عالم النفس «لوديمير هيرمان» هذه الظاهرة للمرة الأولى عام 1870، بعدما عرض نفس الصورة على عينة عشوائية من البشر، والذين أجاب معظمهم بأن التغير الذي يحدث للنقاط بمنتصف كل مربع حقيقي.

تشير بعض التفسيرات إلى أن ما يحدث داخل الدماغ البشري في هذه الحالة يرجع لظاهرة الـ«اعتقاد»، وهي حيلة يقوم بها الدماغ البشري من أجل تسهيل تحليل المعلومات التي يتم ضخها بداخله بواسطة العين، حيث يرى الإنسان وفقا لذلك التصور أشياءً لا وجود لها بسبب المحفزات والبيئة المحيطة.

بينما دحض هذا التفسير بواسطة علماء آخرين عقب إعادة التجربة على عينة أكبر من البشر، حيث تم التوصّل إلى أن هذا الوهم قد يختفي إذا ما تم تغيير حجم الصورة أو الخطوط داخل الشبكة، ما يعني أن فكرة الاعتقاد ليست في محلها بشكل مؤكد.

- وهم الدوران

في العام 2003، قامت العالمة اليابانية «نوبويوكي كاياهارا» بتصميم مقطع مصور (ثنائي الأبعاد) لراقصة تدور حول مركز ثابت. المفاجئ كان الاختلاف الشديد في نظرة كل من شاهد المقطع، فقد اعتقد البعض بأنها تدور في اتجاه عقارب الساعة، والبعض الآخر رأى بأنها تدور عكسه، في حين أكدت فئة أخرى بأن الراقصة تغير اتجاه دورانها أثناء المقطع من الأساس.

بدايةً أرجع بعض المدونين هذه الظاهرة إلى الاختلاف البشري من حيث سيطرة الفص الأيمن أو الأيسر من المخ، الأمر الذي اعتبر وقتئذ بمثابة اختبار لتحليل الشخصية، بينما الحقيقة هي أنه بما أن الشكل ثنائي الأبعاد، فالطبيعي أن يحاول مخ الإنسان تصور البعد الثالث كي تكتمل الصورة، فأحيانا يتحول الدوران لليمين أو اليسار وفقا لما يراه مناسبًا.

- وهم «زولنر»

اكتشف «يوهان كارل فريدريتش زولنر»، عالم فيزياء الفلك، ظاهرة تحدث عقب تصميمه الشكل أدناه، فللوهلة الأولى تبدو الخطوط السوداء الطويلة وكأنها مائلة، وفي طريقها إلى أن تصطدم ببعضها البعض، إلا أن الحقيقة هي أن متوازية تماما، لذا من المستحيل أن تتقاطع مهما تم مدّها.

الوهم البصري بين الخداع والعلم

يعتقد أن تفسير هذا الوهم البصري هو أن الدماغ يحاول التلاعب بالزوايا ما بين الخطوط الطويلة والقصيرة داخل الشكل، الأمر الذي إذا حدث فستقترب بعض الخطوط الطويلة وتبتعد أخرى عن بعضها البعض، ما يعطي انطباعا، بأن هنالك تقاطعا ممكن الحدوث.

للتأكد من أنه وهم وليس حقيقة، استبدل علماء اللونين الأبيض والأسود باللونين الأحمر والأخضر (لأنهم متساوون في الشدة)، في هذه الحالة اختفى الوهم تماما.

- وهم حجرة «أميس»

الوهم البصري بين الخداع والعلم

تم التقاط هذه الصورة من قبل زائرة لحجرة «أميس» بمتحف «فيليه» العلمي بفرنسا، في الصورة، تظهر سيدتان على جانبي الحجرة، إحداهما أكبر من الثانية من حيث الحجم، بينما الحقيقة هي أن السيدتان تمتلكان نفس الطول.

الخدعة هي أن الصورة أظهرت الغرفة نفسها وكأنها مربعة، بينما كانت مصممة على شكل شبه منحرف، لذلك يعتقد الناظر أن كلتيهما تقف على نفس العمق، في حين أن الخدعة تكمُن في الزاوية التي تم التقاط الصورة بها، وهي فقط السبب في التوهم بأن السيدة على يسار الصورة أضخم.

على كُلٍ، يعتقد بأن الوهم البصري بشكل عام يصيب جميع البشر، ولا علاقة له بأي مرضٍ نفسي أو عضوي إلا في حالات نادرة، لكن الفكرة نفسها تظل حكرًا على عديد المتغيرات التي تنظر إليها العين البشرية ومن ثم يحاول المخ معالجتها، مثل الألوان، الزوايا والمحيط محل النظر.