انهيار في أسعار النفط وسط مخاوف من ركود عالمي

تشهد أسواق النفط العالمية تراجعاً حاداً مع نهاية الشهر الجاري، حيث تسجل الأسعار انخفاضاً تاريخياً وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية ووفرة المعروض النفطي. 

وتُعد هذه الخسارة الأكبر منذ نوفمبر 2021، مما يعكس حالة القلق التي تسيطر على الأسواق.

تراجع ملحوظ في أسعار الخام

سجل خام برنت انخفاضاً بنسبة 1.12% ليصل إلى 63.53 دولاراً للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.16% ليبلغ 59.71 دولاراً للبرميل.

وخلال شهر واحد فقط، فقد برنت نحو 15% من قيمته، بينما خسر الخام الأمريكي حوالي 16%.

أسباب تراجع النفط

يُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات، ورد بكين بإجراءات مماثلة.

هذا التصعيد بين أكبر اقتصادين وأكبر مستهلكين للنفط في العالم ألقى بظلاله على توقعات الطلب العالمي.

وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها وكالة "رويترز" أن هناك مخاوف حقيقية من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود خلال هذا العام نتيجة للرسوم الجمركية.

وترافق ذلك مع تراجع ثقة المستهلك الأمريكي لأدنى مستوى في خمس سنوات، وانكماش النشاط الصناعي في الصين بأسرع وتيرة له منذ 16 شهراً.

ضغوط إضافية من معروض وفير

تفاقمت الضغوط على الأسعار مع مؤشرات على زيادة في إمدادات النفط. 

فقد كشفت مصادر في "أوبك+" عن نية بعض الدول الأعضاء رفع الإنتاج للشهر الثاني على التوالي، في اجتماع مرتقب يعقد في 5 مايو. 

كما أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاعاً في مخزونات الخام الأمريكية بـ3.8 مليون برميل الأسبوع الماضي.

رغم بعض الخطوات التخفيفية التي اتخذها الرئيس الأمريكي بشأن الرسوم على واردات السيارات، يرى محللون أن هذه التحركات لم تكن كافية لاستعادة ثقة المستثمرين. 

ويُتوقع أن يستمر الضغط على أسعار النفط، خاصة مع تبني الإدارة الأمريكية سياسة تستهدف خفض الأسعار للحد من التضخم.